جواسيسرأي

ثغرات رخوة استغلتها المخابرات

كاظم فنجان الحمامي

افترق اليهود على 71 فرقة، وافترق النصارى على 72 فرقة، وافترق المسلمون على 73 فرقة، ثم افترقت الفرق الاسلامية إلى مجاميع وتكتلات وحركات متشعبة. ولكل فرقة مناطقها الرخوة وثغراتها المفتوحة، من هنا وجدت المخابرات الدولية ضالتها في اختراقها، سيما ان الأمر لا يحتاج إلى عبقرية فذة، ولا إلى مهارات فائقة، ولا إلى دراسات معقدة، فهو في غاية البساطة، وكل المطلوب هو لحية كثيفة، ومسبحة طويلة، وزبيبة في الجبهة، وبعض الحركات المتصنعة، وإبداء الولاءات الكاذبة، والتظاهر بالورع والتقوى. ومبالغ مالية مغرية تُدفع للكبار والمتنفذين بغية التقرب منهم وكسب مودتهم. .
اما أهم مواطن الضعف في تلك المناطق الرخو فتتمثل بالجهل. فعن طريق الجهل تتفجر الفوضى، وتتفشى الجريمة، وتشيع الفتنة، ويتعمق الفساد، ويرتفع صولجان الاستبداد. .

  • فالجهل + الفقر = إجرام
  • والجهل + الرشوة = فساد
  • والجهل + التهور = فوضى
  • والجهل + التطرف = إرهاب
  • والجهل + القوة = استبداد
    وهكذا استمرت المخابرات الدولية في تفعيل هذه المعادلات الخمس في معظم البلدان العربية، حتى جاء اليوم الذي لم تعد فيه بحاجة إلى السرية والتستر، ففتحت لها مكاتب علنية لتجنيد المتطوعين للقتال ضد النظام السوري، ومكاتب علنية اخرى لتجنيد المتطوعين للقتال مع النظام السوري، ومكاتب لتجنيد (المجاهدين) للقتال في افغانستان، ثم عاد (المجاهدون) من افغانسان فارسلوهم لتفجير الأسواق في العراق. .
    فالارهاب بشكله العام تموله المخابرات الدولية وتدعمه بعض البلدان العربية، وتؤيده المقررات المدرسية المشبعة بالافكار المتطرفة والمتشددة، والتي ظلت حتى اليوم تبث سموم ابن تيمية، وسموم اتباعه من أمثال: ابو اسحاق الحويني، وطه الدليمي، وصابر مشهور، وعثمان الخميس، حتى تشوهت الصورة لدينا، واختلط الحابل بالنابل. واصبحنا نرى دين بلا رحمة، وعبادة بلا تقوى، وسياسة بلا مبادئ، وتجارة بلا أخلاق، وأحزاب بلا مروءة. وظهرت في عموم البلدان العربية ميليشيات مسلحة متمردة على حكوماتها ومدعومة من الخارج، وفيالق حربية غير نظامية معززة بعناصر أجنبية منتشرة في كل مكان، وحركات فوضوية متسترة بالدين، وسمعنا قبل بضعة أيام عن اعتقالات في صفوف حركة (أصحاب القضية) من دون أن نعرف شيئاً عن تلك القضية واصحابها في العراق، وسمعنا بهجوم ميليشيات الدعم السريع في السودان، والتي هي شبه نظامية ولا ترتبط بالقوات المسلحة. يقودها الآن (حميدتي) في حرب غبية راح ضحيتها الشعب السوداني . .
    امثلة كثيرة عن تورط المخابرات الاجنبية في شؤوننا الداخلية، وتوغلها من خلال المناطق الرخوة، والتي لا تزال مفتوحة لمن هب ودب. .
    والله يستر من الجايات. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى