أمن وإستراتيجية

توصيف نفسي للمقاتلين الأجانب

رشيد غويلب

يتشابه المقاتلون الأجانب على جانبي النزاع بشكل مذهل: فهم شباب، ذكور، لديهم دوافع سياسية ولديهم خبرة في الخدمة مع قوات الأمن المسلحة. ومع ذلك، فإن دوافعهم للمشاركة في العمليات القتالية تختلف بشكل كبير، كما بينت سارة ميغر من جامعة ملبورن في دراستها عن حرب 2014 في دونباس.
دراسة أخرى اجرتها إيغل إي موراوسكيت في عام 2020، باحثة أقدم في معهد التحليل السياسي في فيلنيوس (عاصمة لتوانيا)، توصل إلى أربعة أنواع أساسية من المقاتلين الأجانب القادمين من البلدان الغربية للقتال في أوكرانيا:
1 – “محاربون قدامى” يشاركون في الحرب “لتسوية حسابات قديمة مع أوكرانيا أو روسيا”، وهم الفئة الأكثر شيوعًا.
2 – “عقائديون محبطون”، وهؤلاء „أصيبوا بخيبة امل من الظروف القائمة في العالم الغربي بشكل عام”.
3- “أنصار المعارضة المسلحة”، في الغالب مواطنون بيلا روسيين، وروس، وهؤلاء “يحولون معارضتهم السياسية لبوتين إلى كفاح مسلح”.
4 – “حمقى حروب” يسعون إلى “المشاركة في أي حرب”

حلل تقرير أعده كاسبر ركاويك مشروع مكافحة التطرف، عام 2020، مقابلات مع 18 مقاتلاً أجنبياً من سبع دول (البرازيل وفرنسا وجورجيا والمملكة المتحدة وإيطاليا والسويد وإسبانيا) شاركوا مع جانبي الحرب في أوكرانيا. يحدد هذا التقرير ثلاثة نماذج من المقاتلين الأجانب:
“1 – “الوافدون الجدد” الذين “يريدون بدء حياة مهنية جديدة في بلد جديد” ويقاتلون إلى جانب أوكرانيا أو ما يسمى بالجمهوريات الشعبية المنشقة عليها
2 – “المقاتلون الأشباح” الذين يتنقلون بين بلدانهم الأصلية وخطوط المواجهة في أوكرانيا، يقضون الوقت في بلدانهم الأصلية في الترفيه وجمع التبرعات
“المغامرون” الذين يعدون على الدوام “مدمني حرب”، ومنفتحين على المشاركة في الحروب المستقبلية.
ويعتبر ركاويك النموذجين الأخيرين الخطر الأكبر لأنهما مستعدان وقادران على المشاركة في نزاعات أخرى.
ويرى الأشخاص الذين تمت مقابلتهم الحرب في أوكرانيا على أنها تعبير عن صراع عالمي بين الغرب والشرق، والولايات المتحدة وروسيا، وأوروبا وآسيا، حيث لا يمكن أن يظل المقاتل غير مشارك فيها. يستشهد ركاويك بأمثلة من الإجابات النموذجية للمتطوعين الموالين لروسيا، والتي تعكس تنوع الدوافع الأيديولوجية وراء مشاركتهم في الحرب:
1 – “لنفترض أنني أريد تغيير النظام في الغرب” ، وبما أن «روسيا هي العدو المعلن لهذه الأنظمة ، فمن المنطقي الوقوف إلى جانب روسيا”
2 – “أنا أدافع عن شعب روسيا وحقه في العيش بالطريقة التي يريدها. أنا قومي”
3 – “إنه العدوان الفاشي الأوكراني بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأمثالهما ضد سكان دونيتسك ولوغانسك ونوفوروسيا وما إلى ذلك، أفعل ذلك تضامناً”.

إجابات نموذجية لمقاتلين الى جانب أوكرانيا:
1 – “نحن مهتمون بحماية تراثنا الأوروبي ونحن فخورون بأن نكون هنا، كممثلين لبلداننا، لنحارب روسيا”
2- “أنا قومي وهذه انتفاضة قومية ضد الأوليغارشية الفاسدة”
3 – “إنه العدوان الروسي على أوكرانيا، وسيكون بلدي الهدف التالي. أنا أفعل هذا من منطلق التضامن”
وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف يضع في المرتبة الأخيرة الدوافع الإنسانية (المساعدة لـ “الجانب الأضعف”) والجيوسياسية والأيديولوجية للتورط في الحرب. بالنسبة لهؤلاء الناس، يتعلق الأمر بشيء أكبر من النضال العالمي.
ويختتم ركاويك التقرير بالكلمات التالية:
“لقد تبين أن هؤلاء المقاتلين لم يظهروا لسبب غير مفهوم مع إطلاق اول رصاصات الحرب. لقد شاركوا بنشاط في المشاهد المتطرفة حتى قبل اندلاع الصراع. وبالنسبة لهم، كانت أوكرانيا مسرحًا للعمل أو لعرض معتقداتهم الاجتماعية والسياسية أو الجيوسياسية، التي ترسخت قبل ذهابهم إلى كييف أو دونيتسك ولوغانسك، بوقت طويل. باختصار، المشكلة هي ليست أوكرانيا فقط. إنها مشكلة داخل المجتمعات الغربية أساسا، حيث يشعر الكثير من الشباب بأنهم نازحون داخليًا ومستاؤون بشدة من الظروف الاجتماعية والسياسية الحالية في اوطانهم الأم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى