أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

تهيئة الشعوب للحرب العالمية الثالثة

صلاح الدين محسن
كاتب متنوع الاهتمامات

هل تقوم بعض الحكومات بتهيئة شعوبها للمصير الأغبر المنتظر في حالة حدوث حرب عالمية ثالثة , هي الحرب المحتملة جداً – !!؟؟
قبل أن أحكي ما حدث منذ يومين لقطاع من مونتريال – حيث أعيش .. سأتكلم عما شاهدته خلال حوالي 10 سنوات مضت ولأكثر من مرة – وأتمني أن تكون تقديراتي خاطئة في كل الحالات
في تجمع كبير وشهير لعدد من الشوبنج سنتر والبوتيكات والمحلات والتوكيلات والمطاعم والوالبوفيهات المختلفة .. توجد ساحة كبيرة يعرضون فيها أشياء مختلفة Place Vertu.. إما شركات تعرض وتروج لمنجاتها أو الاحتفال بالكريسماس – وبابا نول حي يقدم هدايا للاطفال ويلتقطون الصور معه ..
شاهدت أكثر من مرة معرض – كامل .. وليس ضمني – لجماجم بشرية وهياكل عظمية مخيفة مرعبة حتي للكبار .. في نفس تلك الساحة , والتي يمر بها الكثيرون من الأطفال بصحبة ذويهم !!
ولم أجد من أسأله عن الهدف من اقامة ذاك المعرض .. ! فهداني ظنّي السؤ , الي احتمال كبير ان الحكومة تهيء الشعب وتدربه علي بعض مما سوف يراه .. في حالة حدوث حرب عالمية ثالثة – ذرية , والأسلحة الكيمائية والأسلحة البيولوجية , وغير ذلك من أساليب الحروب الحديثة ( الجميلة ! .. التي يتفاخر رؤساء الشؤم باقتنائها وبحيازة أشدها و أكثرها تقدماً وتحديثاً !! وعن استعدادهم لاستخدامها – !

ويبدو ان تهيئة الشعوب لما سيحط فوق رؤوسها .. عقب نشوب حرب عالمية ثالثة .. هو أسهل من العمل علي تجنب وقوع تلك الحرب .. !

أما ما حدث منذ يومين .. فقد تسبب في أن نعيش حالة مصغرة مما قد يحدث لو قامت الحرب العالمية .. انقطاع الكهرباء , انقطاع الانترنت , انقطاع التليفون المنزلي
وتلك الأشياء صارت ترفاً لا يمكن الاستغناء عنه لواحد مثلي تربي في قرية شرق أوسطية في بيت من الطوب اللبن ولا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي !! ولم يدخل الراديو – ليس التليفزيون – بيتنا الا عندما وصل عمري حوالي 18 سنة !
أما التليفون .. فلم يكن بالقرية كلها سوي تليفونين عند اثنين من أصحاب محللات البقالة , و واحد او اثنين من الأثرياء المقاولين .. !
لكن في مصر – في النصف الأول من الثمانينيات بالقرن الماضي – كنت أعيش بالقاهرة – .. صار افتقاد شيء واحد من تلك الأشياء هوعملية اختناق ! لا يطاق ..
فما بالكم اذا كنا نعيش بالغرب وفي عصر الانترنت , و وسائل التواصل الاجتماعي – فيسبوك , تويتر , واتساب , فايبر , وغيرها .. مما يجعلك علي تواصل مستمر مع قرية الكرة الأرضية .. وفجأة ينقع اتصالك تماماً بالدنيا ..
اعتدنا منذ جئت لكندا – حوالي عشرين سنة الآن – علي ان انقطاع الكهرباء لا يستمر سوي دقائق .. ونادراً ما يمتد لساعة , ونادراً جداص ما يمتد لساعات قليلة …
أما ان يستمر الانقطاع لأكثر من يومين كاملين .. فتلك كارثة .. ليس لمجرد فساد الطعام المخزون بالبرادات – الثلاجات – بل لان كل شيء في السكن يعمل بالكهرباء : الطهي .. وتدفئة الشقق , وتسخين المياه لعموم المبني – المخصص لكبار السن ويضم حوالي مائة من الجنسين – خاصة واننا لا نزال مع أواخر الشتاء . كانت درجة البرودة مقدور عليها – فقط 2 تحت الصفر .. فتري ماذا لو حدث ما حدث بينما درجة البرودة تحت الصفر ب 20 أو30 وربما 40 درجة أحياناً ..؟! بالتأكيد سيموت عشرات اللآلاف .. لعدم وجود تدفئة بانقطاع الكهرباء .. فأغلب سكان المبني جاءوا من بلاد حارة – من افريقيا وآسيا – ولا يقدروا علي مثل تلك البرودة !!!
لحسن الحظ ان مدخل المبني يظل مضاءً في حالات انقطاع الكهرباء .. وكذلك الأسانسير وطرقات الطوابق بين الشقق السكنية . أيضاً.
قالوا السبب عاصفة ثلجية .. لكن عرفنا عواصف ثلجية أشد بكثير .. تلك أراها كانت أخف كل العواصف الثلجية التي عايشتها هنا.. ولم يحدث لنا مثل ما جري

وجدنا فرصة لشحن الموبايلات – أسفل المبني – صالة التجمع .. وكان زحاماً .. لكن الانترنت مقطوع .. انترنت الموبايل وانترنت المنزل !
ذهبت للكوفي شوب – ثم آخر غيره -.. فوجدته مغلقاً – علي غير العادة – وكثيرون يحضرون اليه فيجدوه مغلقاً ونكاد لا نصدق !
محلات ذهبنا للشراء منها فطلبوا ضرورة الدفع نقداً – وليس بالكارد – حيث الماكينات عطلانة لانقطاع الكهرباء !
في اليوم الثالث – ليلاً – جاءت الكهرباء والانترنت ..
طوبي لمن سيفلتوا من الموت في حالة قيام حرب عالمية ثالثة , وهم يعيشون حياة بدائية – في الغابات , أو في أطراف دول تنتمي للعالم الثالث أو الرابع – في حياوات بدائية , مع الطبيعة – .. لأنهم لن يشعروا بثمة تأثير.. لن تتزلزل أو تتقلقل حياتهم كما حدث معنا في تلك التجربة .. وما حدث معنا هو قليل قليل مما يمكن أن يلحق بنا لو قامت بالفعل حرب عالمية ثالثة ..

الدول النووية الكبري التي تمتلك أسلحة دمار شامل بأنواعها . وذوات نظم حكم ديموقراطية .. لا يجرؤ واحد من رؤسائها علي القول : بامكاني محو روسيا من فوق الخريطة ..
أو القول : بامكان ازالة الصين من الوجود .. أو أية دولة أخري كما كوريا الشمالية ..
لا يمكن لرئيس أمريكا أو انجلترا أو فرنسا أو غيرها .. التفوه بمثل ذاك التهديد . والا لحاسبته وعاقبته جهات كثيرة في بلاده .. رغم علم الجميع بقدرته علي فعل ذلك , لكن كرد فعل فقط .. للدفاع ..
أما رئيس أية دولة ديكتاتور .. مثل بوتين – الطاغية الروسي أو الولد الغِرّ حاكم كوريا الشمالية.. فيمكنه القول والفعل ! دون أن يحاسبه أحد . ومن يفتح فمه معترضاً فالسجن والتعذيب . أو قتله بالتسميم .
ورغم ان النظام الصيني ديكتاتوري ولكن حكامها أكثر عقلاً وأكثر حكمة من أن يصدروا مثل تلك التهديدات الصريحة للمختل فلاديميير بوتين أو الغِرّ الطائش ” كيم جونغ ” – بالطبع الصين شاركت في إعداده وتسليحه , لكنها تفضل أن تترك النباح , لذاك الجرو النووي الباليستي

الشعوب لا تهب لمهاجمة سفارات وقنصليات روسيا وكوريا الشمالية .. في العالم عقب التهديد باشعال حرب عالمية بأسلحة الدمار الشامل .. وكأن شعوب العالم مستسلمة لقدرٍ محتوم .. ! وفقط يهيح شعب فرنسا ويكسر ويحرق ويدمر لمجرد رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة ( في كندا سن التقاعد من 65 سنة .. )
https://www.bbc.com/arabic/world-65001456
أو كأن تتظاهر شعوب أخري لأسباب مماثلة ( كالمظاهرات العارمة في اسرائيل ضد مشروع التعديلات القضائية للحكومة اليمينية الناتنياهوية :
https://www.bbc.com/arabic/media-64712689

  • يتظاهرون لتلك الحالات .. دون التظاهر ضد التهديد بابادة العالم بأسلحة الدمار الشامل في حرب عالمية ثالثة !! فهذا ما لا يستحق التظاهرضده !

من حق شعب فرنسا الاعتراض علي اصدار قرار دون موافقة البرلمان .. لكن هكذا شعب حيوي .. كيف , ولعدة مرات يسمع رئيس روسيا والولد المخبول في كوريا الشمالية يهددان باحراق العالم ومحو دول وقارة كاملة كأوروبا من الخريطة – وجرائم بوتين .. ضد الانسانية المقترفة في أوكرانيا ! دون أن يهب شعب فرنسا ويقود شوب العالم في التظاهر أمام سفارات وقنصليات روسيا – وكوريا الشمالية – حول العالم . ويزلزلوا الأرض تحت أقدام هؤلاء المخابيل الطائشين ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى