إسلامثقافةدراسات و تحقيقات

المهدي المنتظر حقائق علمية و قرآنية و خرافات

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث
(Havalberwari)

بداية نبدأ بقول الله تعالى

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }النساء 82

إن المتتبع لأغلب الشعوب والملل سيجد أن غالبيتها إن لم نبالغ ونقول أن كلها تنتشر فيها عقائد آخر الزمان وعقيدة المخلص والإنتظار ولسنا بدعاً من الأ ُمم فالناس بطبعها يميلون الى مثل هذه المعتقدات لأنها آيدولوجيا المساكين والضعفاء والمقهورين لذلك نجد أن في كل ملة يوجد هناك مخلص أسطوري ينتظرون ولادته وخروجه أو ظهوره أو نزوله من السماء!

وكل هذه الإفرازات العقدية قد خرجت نتيجة الاستبداد السياسي عبر التاريخ وطغيان سلطوي أدى الى خلق هذه المعتقدات والإيمان بها ومع مرور الزمان تم تنظيم تلك المعتقدات ودعمها من قبل الأنظمة المستبدة لإمتصاص قوى المعارضة والتغيير ويتم التحكم بحركة تلك المجتمعات ويفرغها من فاعليتها !
ويتم ترسيخ هذه المفاهيم الأسطورية في ذاكرة الناس ويدعّمونها بمفاهيم التراث والتفاسير للنص الديني لدعم مايقولون لكي يتم تحويلها الى أمور ثابتة مسلمة بها لايتم المساس بها بين الناس
لذلك تم خلق عقائد عبر التاريخ مثل عقيدة المشيحانية اليهودية ( ومعناها المسيح!) حيث يعتقد انه يأتي من نسل الملك داود ليبشر بنهاية العالم ويخلص الناس من ويلاته !
وهي إحدى مباديء الايمان اليهودي أي عندهم المسيح لم يولد بعد …..
كذلك العقيدة المسيحية التي تعتقد أن النبي عيسى هو ( لاهوت) نزل ( بـ ناسوت) وتجسيده بصورة بشر وأن صلبه وقتله هو الجانب البشري ( الناسوت) فقط و ( اللاهوت) أرتفع الى السماء سواءً كان هو الله نفسه أم ابن الله وبقي في جواره بصورة بشر !
وعقيدتهم عن آخر الزمان تسمى ب ( العقيدة الألفية) وهو الاعتقاد أن المسيح يسوع سيعود جسدياً الى الأرض ( المجيء الثاني) والذي سيحكم الأرض الف عام وتسمى بحقبة السلام وسيعم المسيحية العالم وسيؤسس المسيح ملكوته على الأرض بعد أن أسسها في السماء !

وفي التأريخ الإسلامي ظهرت هذه العقائد عبر التاريخ متأثرين بالثقافة اليهودية والمسيحية السائدة في المنطقة فظهرت في معتقداتها وقناعاتها فلسفة الانتظار والخلاص والمهدوية التي تؤمن بالنسل والعرق المعصوم وعقائد آخر الزمان وتبلورت في عقائد بل وتسللت اليها عقيدة عودة المسيح ومفهوم أن عيسى هو كائن روحي بصورة بشر ولكن ليس ككل البشر فالمروية تنسب إليه أفعالاً نبوية بل إلهية، فهو لن يغير فقط شرائع دينية بل سيغير قوانين وسنناً كونية، ألن يُلغي حرية الإيمان؟ ألن يلغي الجزية بمعنى أنه سيقتل من أبى الإسلام؟ ألن يغير قوانين الوجود وسننه؟ فلا معنى للقول بعد ذلك بأنه لن يكون نبياً بصفة مؤقتة، هو نبي ويقوم بأفعال إلهية!!
وكأنهم يقولون أنه نصف إله !!
ويقال أن أصل هذه الأساطير راجع الى أسطورة ( أيزيس و أوزوريس وست)التي تأثرت بها العالم القديم وتركت آثارها على الديانات الأرضية فيما بعد منها اليهودية ثم المسيحية ثم تسربت الى الموروث الاسلامي ….

حيث ذكرت المرويات الصحاح كما ذكره أبو هريرة والتي توافق التوراة في سفر أشعيا 11 بالضبط وكأنه أستنسخ من كتبهم !!
فقد ذكر أبو هريرة أن عيسى سيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية
ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام
وفي رواية مسلم
(فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه)!
وكأنه تنين يقتل بنَفَسه الكافرين على بعد بصره!
حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم
وفي سفر أشعيا 11
بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.

فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا.
وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا.
وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ.
لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ

كذلك ذكر علامات الساعة الكبرى بالصورة الأسطورية في كتب التوراة من قبل العالم والراهب اليهودي الذي أسلم ( كعب الأحبار) مؤسس روايات الاسرائيليات !!
حيث كان له دور فاعل في أخذ التراث اليهودي وإدخال مرويات اليهود ذات الطابع المادي التجسيمي
وقام بإدخاله الى التراث الاسلامي عبر تأثر ابو هريرة وابن عباس به فقد تأثروا به ونقلو عنه ودخل في كتاب الفتن لشيخ البخاري ( نعيم بن حماد) ومنها أخذ منه الطبري وأدخله في تفسيره المعتمد !!
حتى صار وصف الله قريباً ل (زيوس) كبير الآلهة اليونانية جالساً على عرشه مراقباً لخلقه واضعاً رجليه على كرسيه !!
والرواية التي تتحدث عن نزول عيسى والقضاء على الكفار بنفخة من فمه وخروج يأجوج ومأجوج حسب التصور اليهودي في شرب ماء طبرية ولسع قاعه وتجفيفها وموتهم وإنبات الارض من جديد بحيث تكفي الرمانة الواحدة لأسرة كاملة
هذه الاسرائيليات تحول الى نص نبوي سيتم تفسير القرآن على قواعده!!
والرواية ( سيوقِدُ المسلمون من قِسيِّ يأجوجَ و مأجوجَ و نُشَّابِهم و أَتْرِسَتِهم سبعَ سنينَ) الذي أو ردها أبن ماجة وصححها الألباني موجودة في في سفر حزقيال الاصحاح 39
[ويخرج سكان مدن إسرائيل ويشعلون ويحرقون السلاح والمجان والأتراس والقسي والسهام والحراب والرماح، ويوقدون بها النار سبع سنين]!!!
أنظروا الى هذا التوافق العجيب ؟!

مع أن القرآن أوضح وضوح الشمس
1- أن عيسى رسول مثل كل الرسل الذين مضوا والتأكيد على إنسانيته {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }المائدة75
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ…}ابراهيم 11
لذلك فمن يلد من البشر هو بشر ضرورة وله الصفات ذاتها !
2- وأنه الساعة ستأتي والناس مختلفين في العقائد والعادات فلن يأتي يوم يتطابق الناس على عقيدة واحدة كما في قوله تعالى
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}!هود 118

3- ولن يحق لأحد أن يغير الحرية الإنسانية في الاعتقاد التي كفلها الله في قرآنه الى يوم القيامة وقد ختمت رسالة الله ولايحق لأحد أن يغيرها كما في قوله تعالى { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

4- المروية تقول أن عيسى سيضع الجزية
ولن يرضى بها لذلك سيقتل كل الذين لايؤمنون به من النصارى واليهود وغيرهم من الاديان والمروية تستخدم مصطلح الجزية بالمعنى الذي كان مستعملاً في العصور الوسطى ، أخذ به المسلمون من بعد العصر النبوي، وهذا المعنى لا علاقة له بالمعنى القرءاني، فالجزية هي غرامة حربية يدفعها المعتدون على المسلمين مقابل إنهاء القتال، ولا تؤخذ من الناس مقابل تركهم على دينهم، فهذا حق من حقوقهم قرره الله لهم، ولا يجوز لأحد أن ينهب أموال الناس مقابل تركهم يمارسون حقا قرره الله لهم، كما كان يتم استعمال هذا المعنى في عصور غابرة !! أما تنظيم التعايش بين المسلمين وبين غيرهم في كيانٍ واحد فهو أمر آخر يخضع لعقد بحيث يرضي الجميع ويكون متفق عليه ويعبر عن قيم الإسلام العليا التي هي أيضا القيم الإنسانية العليا مثل الحكم بالعدل والقيام بالقسط وأداء الأمانات إلى أهلها والبر والتواصي بالحق والتعاون البناء المثمر
وكل هذه القيم أطّرها القرآن الى يوم القيامة ولايجوز لأحد أن يُحرفها !!

5- وهؤلاء المفسرون والروات قد تأثروا بالواقع الذي كانوا يعايشوه ف(الطبري)( 224-310 هـ) في العصر العباسي الذي كثر روايات إبن عباس فيها!
أما ( أبن كثير)( 701-774هـ)الذي عاش في العهد المملوكي فقد تجاهل أبن عباس في هذا الموضوع فقد انتهت دولة العباس وأصبحوا خداماً عن المملوكيين واستعاض بروايات البخاري بدلاً من ابن عباس فقد كان في عصره روايات البخاري يتلقى قبولاً واسعاً!
وتهافت رواياتهم التي كانت تحاكي واقعهم كما هو مبين في الروايات عن علامات الساعة
فقد كانت تعبّر بصدق عن ثقافة عصرها 
منها الصراع الحربى بينهم وبين الروم 
فقد أضاف لعلامات الساعة حروبا بين (المسلمين والروم ) يظهر فيها نزول المسيح وظهور المسيخ الدجال
فقد كانت هناك حروب بين العباسيين والروم البيزنطيين ، فشل فيها العرب مرتين في غزو القسطنطينية ، فتحول فتحها الى أحلام يقظة عبّرت عنها تلك الأحاديث عن نزول المسيح والدجال، فتخيلوا فتح القسطنطينية ضمن علامات الساعة
ففي صحيح مسلم عن أبى هريرة أن النبى قال: (لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقاتل المسلمون ….فيبلغون القسطنطينية فيفتتحون، فبينما هم يقتسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان، أن المسيح قد خلفكم فى أهليكم، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن الله يقتله بيده فيريهم دمه فى حربته)
ويا عجباً
فالقسطنطينية قد فتحت ولم يعرفوا أنه ستأتى الدولة العثمانية بعد قرون من البخارى ومسلم وابن حنبل تحارب البيزنطيين ثم تفتح القسطنطينية عام 857هـ ، أي بعد موت ابن كثير بحوالي قرن من الزمان !
والرواية تقول أن الدجال وعيسى سيأتوا مباشرة بعد الفتح وقد مرّ على الفتح أكثر من 500 سنة ولم يأتي الدجال ولا عيسى ؟
والامر المخزي هو أن الله سيقتل الدجال بيده وبالحربة وكأنه فارس محارب!!
وللعلم ثقافة المعادات والحروب بين المسلمين والروم البيزنطيين بدأت مبكراً بعد بدايات الفتح وكانت الانظار تتجه نحو السيطرة على القسطنطينية لكن في العصر العباسي الثاني بدأت كفة الميزان العسكري تميل لصالح الروم حتى بدأت الحروب الصليبية ومن خلال ذلك نشأ عقيدة معسكر السلام ومعسكر الكفر
وظهرت مظاهر التعصب الديني بين أهل الكتاب وبين المسلمين من جهة وبين الشرق الاسلامي والغرب الاوروبي من جهة أخرى مبكراً أخذت منحى إجتماعي وعقيدي وفي هذه البيئة نبتت أحاديث نزول المسيح وظهور المسيح الدجال ،الطريف هنا أنهم : أخذوا عقيدة مسيحية ( نزول المسيح ) آخر الزمان للكيد من المسيحيين !

6- المروية تقول أنه سيأتي ويقتل الخنزير ويكسر الصليب، بمعنى سيهدم كل الكنائس والبيَع والقرآن يمنع الإفساد في الأرض ويمنع إهانة رموز الآخرين الدينية و لن تبقى إلا المساجد، وهذا مخالف للقرآن الذي بيّن {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}
فسنة التدافع سنة الله في الوجود ورسالته الحضارية العالمية الى قيام الساعة!
، أما عن قتل الخنزير فلا يوجد بين المسلمين وبين الخنزير ثأر شخصي ليصبح قتله أمنية يتمنون أن ينزل المسيح ليحققها!
كل ما في الأمر أن أكلها محرم عليهم فقط وهناك من الفقهاء قديماً قد أباحوا دبغ جلده ودهنه واستخدامه ، وفي الآونة الأخيرة تبين أن بعض أعضاءه يمكن استخدامه كعلاج وبديل لأعضاء الإنسان وأن الله خلقه كمكمل بيئي ضروري يعمل كمكنسة وتنظيف للبيئة !

7- المروية في قتل كل الكفار والملل كلها من اليهود والنصارى تخالف قول الله تعالى أن اليهود باقين {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}الأعراف 167
أي أن اليهود المغتصبين سيبقون الى يوم القيامة
8- تناقض الرويات بعضها ببعض
ففي قول الله تعالى
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ}
في صحيح مسلم قال أن معنى بعض آيات ربك ثلاثة آيات لن تنفع أيمانها أي أن باب التوبة سيتم إغلاقه
خروج الشمس من مغربها والدجال والدابة
فكيف إذا خرج الدجال لاينفع ايمان من يريد الإيمان ؟ أي يبقى المؤمن مؤمناً والكافر كافراً
مع أنه في كل روايات الصحاح تقول أن الدجال سيظهر ثم سيظهر عيسى لكي يقوم بقتل الدجال وسيجعل كل البشرية مؤمنة؟!
بمعنى الايمان بعد موت الدجال ممكن
فأي الصحيح صحيح وأيهما خاطيء؟؟

9- تم تجسيم الله كالعقيدة اليهودية وأنه لكي تفرق بين الله والدجال أن الدجال أعور والله حاشاه ليس بأعور كما في رواية مسلم والبخاري!!
وروى البخاري ومسلم عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر.)!
أي تكاد أن تفتتن أن الدجال المجسم كجسم بشري هو الله لكن لكي تعلم أنه ليس بإله فأن إحدى عينيه عمياء أو مفقودة
مع ان الله صرح في قرآنه{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}الشورى 11

10- ولا يوجد في القرآن أي نص قطعي الدلالة يقول بأن المسيح سيعود لينسخ بعض أحكام الرسالة الخاتمة ولا ليغير النظام الكوني وليحقق السلام والسعادة على الأرض، حتى ترعى الوحوش آكلات اللحم مع آكلات العشب ويلعب الصبية بالحيات، وآيات القرءان تدحض بقوة هذا الزعم وكل ما يترتب عليه
فالذئاب والأسود وأنيباها صممت لتأكل وتعيش على الحيوانات النباتية ومن هنا يتم التوازن البيئي لا لتتحول الى حيوانات عشبية بمجيء المسيح !!
وهذا منافي لسنن الله في الارض التي لن تتبدل ولن تتحول وهذا كله بالنص القرآني ، والمرويات تخالف سنن الله في الكون الذي بيّنه القرآن
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} الأحزاب62
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} الفتح23
{…فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} فاطر43
والنظام الكوني الذي وضعه وقدَّره الله ثابت لايتغير الى يوم القيامة عندها فقط سينهار فيها الارض والنظام الكوني بأكمله.

11- أما عن موعد أقتراب الساعة فالقرآن هو المصدر الأوحد للغيب الذي يجب الإيمان به، وقد ذكر كل الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها بطريقة بيِّنة لا لبس فيها ولا غموض، ولم يرد فيها أي ذكر لنزول المسيح من السماء إلى الأرض، ولقد حاولوا ليّ عنق الآيات لاستنطاقها بموضوع نزول المسيح، والحق هو أن الآيات التي حاولوا معها ذلك لها معانيها المحكمة الأُخرى، ولا يمكن أن تدل بطريقة قطعية على ما يريدونه منها،فالأمور الغيبية هي لله جل وعلا وحده ، وليس لبشر أن يتحدث فى الغيبيات خارج القرآن ، ومن يفعل فقد دخل فى الخرافة طالما أن خاتم النبيين نفسه لم يكن يعلم الغيب!
وبالتالى فهناك غيبيات مذكورة فى القرآن ، منها ما حدث فى الماضى ، ومنها ما سيحدث فى المستقبل ، ومنها ما اسماه الله (علم الساعة )
فحين كلّم الله تعالى موسى عليه السلام قال له {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا }طه 15 و بعدها بحوالى ألف عام نزل القرآن وفيه قال تعالى عن الساعة {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْرَاطُهَا } محمد 18 أي جاءت أشراط الساعة مع نزول القرآن الكريم منذ 14 قرناً !!!
فالنبى لا يعلم موعد الساعة وليس له أن يتكلم فيها ، فإن أشراطها [وليست العلامات التي ملئت كتبنا الدينية ]وردت فى القرآن ، بداية من الحديث عن إقترابها فى كلام رب العزة مع موسى عليه السلام (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} 15طه

وللعلم أنه عند نزول القرآن كان هناك قلق من قرب قيام الساعة عبّر عنها القرآن في التكرار المستمر لسؤال النبى محمد عن موعد قيام الساعة، ولم يمنع هذا التكرار من التأكيد المتكرر بأن النبى محمد لا يعلم الغيب وليس له أن يتحدث عن موعد قيام الساعة
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}الأعراف 187
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}لنازعات42
فالله وحده هو من لديه ( علم الساعة )
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } لقمان 34
وقد بيّن جل وعلا فى القرآن (شيئا) من (علم الساعة ) بقدر ما نفهمه ، فمثلا يقول جل وعلا عن مدة قيام الساعة {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}الأعراف187
و(البغتة) هى أقل مدة زمنية نتصورها
ويأتى شرح هذه (البغتة) بأنها مثل لمح البصرأو أقرب !!
{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } النحل77
أى بتعبير عصرنا أسرع من الضوء. .ويؤكد الله جل وعلا
{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } القمر 50
ولا يقال إن هناك تناقضا بين الآيتين لأن الله جل وعلا يستعمل ( كاف ) التشبيه (كَلَمْحِ ) أى يتحدث عن سرعات لا نعرفها ولا ندركها !
أنظروا الى التعبير القرآني الدقيق
فما قيمة المرويات التي تتحدث عن عودة المسيح وأنه من أشراط الساعة في ميزان الآيات القرآنية الجلية والتي أحكمت آياته وفصلت تفصيلا وأن الساعة ستأتي بغتةً !؟
والتعبير القرآني عن اقتراب الساعة يستعمل صيغة الفعل الماضى ، وهو أسلوب بلاغى يؤكد على تحقق الوقوع في المستقبل ، كقوله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} فانشقاق القمر سيحدث فقط عند قيام الساعة وتدمير الكون ، وهذا من ملامح أحداث الساعة وفقا لتفاصيلها القرآنية،إذ يتم تدمير النظام الكونى كله القائم على التوزان بين الجاذبية وقوة الطرد المركزى ، ليكون من ملامحه انشقاق السماء وما فيها من قمر.
وأشارت الآية التالية الى بيان أن آيات القرآن دليل على أقتراب الساعة !!
والتى أعرض عنها المشركون ورموها بالسحر {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ القمر2
وكذلك في بداية سورة النحل{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ )}والتعبير هائل فى بيانه، لأنه تحدث بالماضى عن قيام الساعة فقال (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ) أى صدرالقرار الالهى بقيام الساعة ، ولكن تنفيذه سيكون طبقا للزمن الأرضى الآتي فى المستقبل ، لذا قال الله للبشر{فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }.
فالحديث هنا عن زمنين ، الزمن الإلهي الذى صدر فيه الأمر بقيام الساعة ، والزمن الأرضى الذى سيشهد تحقيق هذا الأمر عندما يدور الزمن الأرضى دورته .
ونفس الحال فى بداية سورة الأنبياء ، فالآية الأولى تتحدث ليس فقط عن اقتراب قيام الساعة بل يوم الحساب نفسه وغفلة الناس منذ 14 قرنا عنه {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } وتأتى أيضا الآية التالية تتحدث عن الرسالة الأخيرة والخاتمة من الله تعالى للبشر وهى القرآن قبل قيام الساعة وموقفهم منه{مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ }

يتبين مما سبق أن نزول القرآن منذ 14 قرنا هو أول علامات إقتراب الساعة . فكيف بنا الآن ؟ وأن القرآن يحتوي على أهوال قيام الساعة وأهوال العذاب يوم القيامة يأتى تحذيراً مقدما لنا قبل وقوعها،وفى نفس الوقت هو التحذير الأخير للبشرية قبيل القيامة ..!
خاصة وأن هذا العصر شهد تقدماً مذهلاًمقابل إنهيار القيم الانسانية فالله بيّن في قرآنه
{حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يونس 24
هذا التفصيل لقوم يتفكرون يستدعى المزيد من الربط بين التقدم العلمى المتصاعد والسريع وبين الاقتراب السريع من ساعة الصفر الالهية حين ينتهي العالم وتقوم الساعة!!

12- بل أن هناك مرويات تؤكد أن النبي لايعلم متى الساعة لأنها من الغيبيات ولم يتكلم عن أن من أشراطها مجيء عيسى عليه السلام!!

كما رواه عمر بن الخطاب
عندما جاءه جبريل عند النبي وسأله عن أسئلة ومن ضمن تلك الاسئلة قال له ( فأخبرني عن الساعة قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )!
أي أن النبي لايعلم !!
أما تكلم النبي عن أشراطها فهو من باب الاشراط التي لو حدثت ستؤدي الى اختلال التوازن في منظومة الحياة إن استمر على ذلك لانه سيؤدي الى الإنهيار لذى فهو يحث على التغيير !
وتلك الاشراط التي بينها ليست من باب نهاية العالم بل هي مستمرة تحدث في كل زمان ومكان
بل أن منتهى إيجابيته وزرع قيم التفائل والحث على العمل انه قال:
(إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؟)
وبيّن في روايات أن من مات فقد قامت قيامته أي هي رسالة منه أن لاينشغل المسلم كثيراً بأشراطها كما فعله دعاتنا بانشغال الأُمة بآلاف المسلسلات والكتب عن العلامات الصغرى والكبرى فأنشغل المسلمون بتعدادها وترك العمل والحث على التغيير وخلقوا شخصية إنعزالية بحجة أن العمل لاينفع فالعلامات قد ظهرت !!
وهم لايعلمون أن الحفاة العرات والروييضون ومظاهر الترف والشرب والخمر والمجون موجود في كل زمان ومكان ….!

بل أن الرسول لايتكلم إلا قرآناً كما في المروية التي رواه البخاري في ذكر مفاتيح الغيب المذكورة في قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} لقمان34
وأن النبي قال ” مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله.

بل أن الرسول كان يفزع من قيام الساعة في حياته حيث أنه لما خسفت الشمس قام النبي ليطيل في الصلاة فزعاً خائفاً من قيام الساعة !
——————————————

ومن هنا يتبين أن الانبياء كلهم ومنهم محمد وعيسى هم جنس بشري ولهم صفاتهم بشرية ولم ينزل الله مطلقاً ملائكة كمرسلين للناس كما في قوله تعالى {….وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِىٓ ءَابَآئِنَا ٱلْأَوَّلِينَ}
حتى نقوم نحن بإعطاء أنبيائنا صفات توحي أنها تمتلك صفات إلهية خارقة ولهم استثناءات خاصة !
لذلك فإن مفهوم عقيدة رفع المسيح جسداً وروحاً وعودته لايجوز بناءه حسب مفهوم ظني من نص واحد بحيث يخالف المنظومة الكلية والسنن الثابتة والمحكمة وهذه الأخبار لابد أن تثبت بالنص القرآني القطعي الدلالة .

لكن يبدوا أن الموروث الاسلامي قد تأثر بالتراث اليهودي كما بيناها والذي حاول التسلل الى الثقافة الاسلامية بشتى الطرق فلا غرابة أن ترى التشابه بين الإصحاحات اليهودية وصحيح المرويات الاسلامية !!

فالمجتمعات الاسلامية بصورة عامة مجتمعات كسولة لا تبحث وتبرر إستقالة الأُمة من مهامها الحضارية والتنموية والروحية ، والقرآن بطبعه كتاب حركي تجديدي يحارب الأفكار الموروثة الخاطئة و ينتقد الفكر الآبائي ويدعو الى التفكير والتعلم والمثابرة وتحفيز الطاقات ويدعو الى البرهان والبحث وعدم التعلق بالخرافات ولايعلق الآمال على الاحلام والتكهنات وعقائد الانتظار بل يدعو الى التحرر من كل تلك القيود التي تقيد حركة النهوض والارتقاء ويأمر بالعمل ويبين أن الانسان سميع بصير يملك قلباً وضائفه التعقل والتفكر…..

——————————————

وقبل البدأ بتحليل الآيات القرآنية التي تدل على موت عيسى عليه السلام ميتةً طبيعية علينا أن ندرك ونطرح أسئلة طرحها الإسلامبولي في كتابه القيم :

1- الموت حق على كل إنسان ولا يوجد أي استثناء ومن يموت يتوفى الله نفسه ولايرجع الى الدنيا
2- ختمت الرسالة بمحمد رسول الله ولا نبي بعده وذلك بعد إرتقاء الجنس البشري وتقدمه في التطور فلماذا تعود النبوة ؟!!
3- الدين أكتمل بنزول القرآن ولذلك لاحاجة لبعث أو نزول نبي إلهي أو نصف إلهي؟!
4- القرآن محفوظ بنص القرآن { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
ولا يمكن لأحد كان أن يلغي آياتها في أي زمن كان ….
5- ما فائدة نزول المسيح عليه السلام قبل إنتهاء الدنيا بقليل؟
أليس الأجدر أن ينزل الآن والأُمة بأمس الحاجة اليها ومن يقودها ؟

6- هل يمكن لإنسان أن يأتي من التاريخ ليحكم الحاضر ويواكب العصر وتقدمه؟

7- هل يمكن لمن لايعرف القرآن ولم يسمع به ولم يعرف أن يحكم القرآن وإذا حكم هل له الحق بتجريد الانسان من حريته في الايمان والكفر المتعلقة بحرية الانسان بنسخ الآيات التي تدعوا الى التعايش وعدم الاكراه في الدين !
فهل سيتم محو الاية القرآنية{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ…} ليكره الناس على الاعتناق أو الموت والقتل ؟!

8- هل يمكن لإنسان لايفهم العربية او لسانه العربي بدائي أن يتعامل مع اللسان القرآني المبين ؟

9- ألم يقل الله {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}؟
فكيف لم يستثنى عيسى بخلوده في الحياة واستمراره الى مابعد النبي محمد؟

10- ألم يبعث النبي عيسى لبني إسرائيل فقط فكيف يمكن أن يكون للناس جميعاً فيما بعد ؟

11- أليس النبي محمد الخاتم أولى بالنزول فالقرآن نزل عليه وهو أولى بتطبيقها آخر الزمان ومع ذلك أنه مات مثل أي بشر وقال الله تعالى{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }!

12- وإن كان لابد من نزول عيسى فلا بد أن ينزل وهو منزوع منه النبوة وينزل كسائر الناس لكي لاينقض الخاتمية للنبي محمد وحينها لن يكون ل عيسى أي ميزة لكون النبي محمد هو النبي الخاتم ولانبي بعده !

13- إن كان تم رفع عيسى نفساً فقط فهو وفاة مثل سائر الناس فالله يتوفى الانفس حين موتها وإن كان نفساً وجسماً فهو باطل ولايصلح للعيش في غير مرحلة الدنيا!
فبايلوجية جسم الانسان مخلوقة لهذه الدنيا فقط ….

——————————————

لنبدأ بالآيات التي استندوا اليها وفسروها أن معنى ذلك هو رفع عيسى الى السماء جسداً وروحاً :
1- قول الله تعالى

{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران 55

في البداية يجب معرفة أن مسألة التقديم والتأخير ودلالة ( الواو) في اللسان القرآني لايشترط لها الترتيب الزمني فقد يكون لمجرد التعداد والجمع وقد يكون لها سر لم يصل اليه العلماء بعد !
كما في الآية { فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ}!
مع العلم أن الاولى في التقديم هو الإنذار على العذاب!
لذلك لمعرفة مجريات هذه الآية يجب استحضار سياق النص وفق محله من النصوص التي قبله وتشكيل رؤية الحدث
فبدايات آية 50-55 من آل عمران تتحدث عن حدث مؤامر يهودية للقضاء على عيسى وقتله وقد دبروا لذلك مما جعل عيسى يحس ما ينوون اليه ويدعو حواريه وتدخل الله وبيّن ل عيسى أنه سوف يموت ميتةً طبيعية بقوله ( متوفيك) نافياً بذلك قتله من قبل اليهود وكلمة متوفيك تبين أنه لم يحصل الحدث اي الموت الا بعد رفعه أي ( نجاته) وإخراجه من الأرض الظالم أهلها الى أرض أُخرى يؤمنون به وبدعوته وقد تم بيان أن كلمة( واو) قد لا تشير الى الترتيب
وحتى إذا تم الوفاة والرفع فالرفع لاتعني مطلقاً كما روجه في تراثنا بأنه رفع جسد الى السماء وكأن الله له مكان حسي !
وهي عقيدة المجسمة والرفعة في القرآن لاتعني الصعود الى السماء مطلقاً مع أنه لم يذكر كلمة السماء في الآية كما فسرها المفسرون
الرفع هي رفعة المقام
والرفع رفعة معنوية وليست مكانية
والرفع رفعة مكانة وليست رفع مكان !
كما في هذه الآيات

{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}الاعراف

{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}الزخرف

{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}الشرح
وحتى عند ذكر النبي أدريس قال الله
{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } فهي لاتعني مطلقاً أنه رفع جسداً وروحاً كما قالوا عن النبي عيسى!

أما كلمة( إليه) أو ( الى) فالتخصص يكون فيها لله تعالى ولاتعني الانتقال المكاني
فالانتقال أو الزوال أو الصعود لايجري معناها على الله كما يجري على الخلق كما في قوله تعالى
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فكيفية الصعود والرفع هي خاصة بالله
{ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } هو انتقل من مكان الى مكان وليس الى ذات الله ….!
فالرفع في مسألة عيسى النبي أتى بعد محاولة قتله من قبل اليهود وهو رفع نجاة وإنقاذ ولها دلالات معنوية على رفعة المقامة والمكانة عند الله
وجاءت كلمة ( وَمُطَهِّرُكَ) لتثبت تطهيره معنوياً من نجاسة الايدي التي حاولت قتله وان الله حافظ على سلامته وتم تطمينه نفسياً
كذلك كلمة الطهارة هي إشارة للرد على الاعتقاد اليهودي السائد أن من يصلب على عود الخشب فهو ملعون ونجس ….

فليس للرفع إلى الله إذاً أية دلالة مكانية، فالنفس ليست بكيان مادي، أما الجسد بدون النفس فهو عند الله أينما كان هذا الجسد، فالله تعالى ليس منحصرا في مكان معين في هذا الكون المادي الطبيعي، ولكن الناس لم يتحرروا من تصوراتهم المادية الصبيانية عن ربهم، فالمقتولون في سبيل الله أحياء بالفعل عند ربهم يُرزقون، هذا رغم أن أجسادهم أو بقاياها هنا في هذه الأرض، فأقوى من كلمة “رفعه” ما ورد في حق (الذين قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) فقد نص القرءان أنهم بالفعل (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون)
قال تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران
فها هي آيات تنص نصا صريحاً بلا حاجة إلى أي تأويل أن (الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليسوا أَمْوَاتًا، بل إنهم أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ، هل ثمة ما هو أقوى وضوحا من ذلك؟ ومع ذلك فلا يشك أحد أن أجسادهم مدفونة بالفعل في الأرض!

وكلمة ( الوفاة ) في القرآن هي كلمة أشمل من الموت
فإذا أطلقت في الانسان ومامن قرينة زائدة فإنها تنصرف الى توفية الموت كما في هذه الآيات :
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}الزمر 42
{حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ }النساء 15
{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}السجدة11
{وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}غافر 67
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ }النحل 70
والوفاة إذا أقترنت بقرينة زائدة للإنسان فهي تعني النوم
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ…}الانعام 60

وهذه الآية تبين بوضوح توفية الموت والنوم
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر 42

فالله يتوفى الأنفس حين تموت والتي تتوفى عند النوم إما تعود الى الحياة وتترك حتى يأتي أجلها المسمى لأنه لم يتم القضاء عليها بالموت !
او يتم القضاء فتموت عندما تستوفى عند النوم ….!
وفي الحالتين الجسد الترابي باقي فمكانه هي الأرض والأهمية تكمن في النفس
إذا هناك توفيتان فقط بالنسبة للانسان لا ثالث لها
إما تعني الموت أو تعني النوم …

أما إذا جاءت الكلمة في غير الانسان فإنها تعني معاني الجمع والقبض والأخذ والتناول والعطاء وتدل على الإخلاص وعدم الغدر ورد المعروف والأمانة حسب سياق الاية مثل

{ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}البقرة
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }الانفال
{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}الرعد
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر
فالتوفية كلمة شاملة تعني الموت اذا تحدث عن الانسان دون قرائن زائدة والموت قد لايعني الوفاة
فالله أخبر رسوله أنه ميت وهو حي
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}!!
وقد يتبادر الينا سؤال أنه لماذا سمي الموت وفاةً ولماذا عند موتنا يتوفانا الله ؟
والسبب يرجع للرد الإلهي على اعتقاد دهري وثني أن معنى الموت هو الإعدام والفناء والهلاك دون رجعة ؟
كما عبّر عنها القرآن في قوله تعالى على لسانهم { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الجاثية
فجاءت كلمة الاستيفاء لتعبر على المحفوظية فقد استوفى الله دَينَه
وهي إشارة أيضاً الى أن حقيقة الانسان في جوهره الروحاني النفساني وليس في جسده المادي !
لذلك لم يقل الله( الله يميت الأنفس حين موتها ) فالنفس لاتموت بل تستوفى !!

لذلك بيّن الشيخ اللغوي والعلامة الطاهر أبن عاشور في تفسيره أن (استفاء عيسى روحاً وجسداً هو استحداث في معنى العربية واللسان القرآني وكل الادبيات العربية ، فالتوفية تكون بالروح والنفس وليس بالجسد !)
فالجسد لا قيمة له عند الله وقد نقوم يوم الحساب بأجساد جديدة كما أشار اليه القرآن
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

لذلك فالفعل “توفي” أو مشتقاته في القرءان مقترنة بالموت وما يترتب عليه من أحكام شرعية عديدة، ولكن من لايدرك دقة القرآن يحاولون دائما فرض مايعتقدونه على القرآن!
قال تعالى{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين} يونس

وحتى في كتب المرويات فقد ورد فعل التوفي بمعنى الموت ولم يرد له معنىً غيره: فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “تُوفي رسول الله وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه….”، كما أخرج عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “تُوفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري …..”، وقد ورد عن ابن عباس في صحيح البخاري في كتاب التفسير عند تفسير الآية السابقة حيث قال ابن عباس: متوفيك: مميتك، فالآية قطعية محكمة في دلالتها على موت عيسى عليه السلام، والحديث التالي الوارد في البخاري يثبت أن التوفي غير المقيد بأية قرينة مقترن بالموت

————————————

2- أما الآية التي يتم الاستناد على مجيئه آخر الزمان في سورة النساء

{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}159

أي بمعنى مامن أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلا سيؤمنون به قبل موته عندما ينزل من السماء الى الدنيا في آخر الزمان وضمير (قبل موته) راجع الى ( عيسى) فهو المعنيّ
-لكن عقيدة الإيمان الجمعي في آخر الزمان بالمسيح هي عقيدة نصرانية ويهودية
وفي تفسيراتنا التراثية مغالطات تناقض مروياتنا التي تقول أن الكافر من أهل الكتاب سيموتون بمجرد نفخة من ريح عيسى التي تمتد مد بصره ؟
فكيف سيؤمنون به وهم لم يقتربوا منه حتى يعلموا أنه هذا المسيح الموعود وأنه جاء بتكميل رسالة العقيدة الإسلامية لا العقيدة المسيحية أو اليهودية!
فكيف سيؤمنون به ؟

-أختلف العلماء على الضمير ( قبل موته) فالجمهور قالوا أنه عائد الى ( عيسى) أي قبل موت عيسى ، ولكن إذا كان كذلك فمعنى الآية أنه ما من أهل الكتاب إلا سيؤمنون به هي تعم كل كتابي دون استثناء حتى من قبل مجيء عيسى والى يوم القيامة سيؤمنون به وهذا مخالف للواقع حيث أن غالبية اهل الكتاب لم يؤمنوا به حق إيمانهم ومنهم من لم يتعرف عليه الى أن ينزل حسب زعمهم؟
والغريب أن علماء كثر أمثال ( ابن عباس- الضحاك- عكرمة- مجاهد وغيرهم ) قال أن ضمير ( قبل موته) عائد الى ( أهل الكتاب ) أي بمعنى مامن أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلا سيؤمن قبل موته أن عيسى لم يصلب ولم يقتل ولم يكن أبن زنا ولم يكن ابن الله ….
وقد ذكره ( الطبري) في تفسيره لكنه مع الأسف ضعفها ورجح قول الجمهور على أنه عيسى وكان دليله ضعيفاً حيث بين أن السبب في ذلك أنه لو كان كل أهل الكتاب سيؤمنون لوجب أن يورثوا هذا الكتاب ؟ وهذه حجة ضعيفة والرد سيكون من القرآن فليس كل من يؤمن قبل موته سينفعه إيمانه كما في قوله تعالى

{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ }غافر

{…حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }يونس
فلم ينفع إيمان هؤلاء ….
إذاً قد يكون الضمير ( قبل موته) عائد الى أهل الكتاب
-حتى أن ضمير ( به) أختلف فيه العلماء على أنه راجع الى ( عيسى ) بل الراجح هو عائد الى ( محمد) الرسول الخاتم وهو قول معتبر أيضاً !
فهم سيؤمنون قبل موتهم أن محمد هو صاحب الرسالة الخاتمة التي ختمت بها رسالة الله الى العالمين

ملاحظة/
يجب أن ندرك أنه من الخطأ تقييد أنفسنا بقواعد لغوية موضوعة من قبل البشر !
فالذي يتحكم في حركة النص ويوجه معناه هو السياق ومحل الخطاب في الواقع من خلال تشكيل مفهوم كلي عن الشيء المعنيّ بالدراسة ….
فليس في القرآن الكلمة ومعناها بل مراد الله من الكلمة !

لنعود الى دراسة هذه الاية بعد معرفة سياق الآيات التي جاءت قبلها ونربطها بالآيات الأُخرى سيتبين لنا الأمر

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }النساء

نرى أن آية سورة آل عمران وعدٌ من الله بالرفع والانقاذ ( إني متوفيك ورافعك الي…)وفي آيات سورة النساء إنجاز لوعد الله بإنقاذه !
فهناك وعد وإنجاز !
فالنص المبين أعلاه صريح وفيها نفي بقتل عيسى النبي ونفي صلبه ثم تم إنقاذه من مكر اليهود وعدم إصابته بأي أذى وعدم ذكر كلمة( التوفي) هنا دلالة على إنقاذه فقط دون وفاته !
و( الرفع اليه) ليست مكانية وغير متعلقة بالله وإنما متعلق بمن سيحملون أمر الله من الناس الذين آمنوا به (وإن من أهل الكتاب )أي هناك من الكتابيين الذين سوف يؤمنون به وسيتبعونه بعد إنقاذه في مكان ما بعيداً عنهم الى أن يأتيه الوفاة والموت الطبيعي في مكان بعيد عن الانظار !
وعند دراسة مقارنة الاديان والبحث عن كتب أهل الكتاب فقد نصل الى توافق بينها أيضاً وهو أن الصلب المذكور في كتبهم وما ذكره القرآن قد يتوافقان ، حيث أن كتبهم تبين أنه صلب وأنه قتل
لكن القرآن ينفي الصلب لكن بمعنى الصلب المؤدي بالضرورة الى القتل لذلك بيّن القول أنه ( شبّه لهم) أي بمعنى أنه تم الصلب ولكن لم يتم القتل بل تم إنقاذه !
وأنه مذكور في كتبهم أنه مات ثم رجع اليه الحياة وقام من الموت بعد ثلاثة ايام
والتشبيه القرآني في الوفاة قد لاتعني وفاة الموت بل وفاة الإغماء فقد يكون قد أُغمي عليه فظنوا أنه قد مات وقتل لكن الحقيقة القرآنية تبين أنه تم الوفاة التي لم تؤدي الى الموت وبعد أن ظنوا أنه مات وصلب وقتل وشبٍّه لهم ( أي خُيّل إليهم)ذلك ثم أفاق بعد ذلك وتم الإنقاذ من قبل أُناس آمنوا به وتم إبتعاده الى مكان بعيد لينشر دعوته الى أن وافاه الله اليه وأماته الموتة التي سيذوقها كل إنسان …..
وبذلك تتوافق كتب الأناجيل مع القرآن الذي فصّل ذلك وأُحكمت آياته
لذلك ذكر سامر الإسلامبولي في كتابه معنى عميق في هذا الشأن فقد بيّن أن هناك نوعين من الموت ونوعين من الصلب
موت قبل إستفاء العمر الطبيعي! يسمى ( القتل) بالشنق او بالرصاص او بالسيف
وموت عند استفاء العمر الطبيعي وتسمى( الوفاة) [ لإنه استوفى عمره الطبيعي]والصلب أي بمعنى الصلب المطلق بمعنى تعليقه على خشبة الصليب حتى الموت
والصلب بمعنى تعليقه على خشبة الصليب حتى ظن أنه مات لكن بقي رمق في حياته ثم بقي حياً…!
لذلك ذكره القرآن بهذا التصوير ليصور اعتقاد اليهود بصلبه أنهم صلبوه حتى الموت لكنه لم يمت وهذا المفهوم يوافق الأناجيل الاربعة أما أنجيل (برنابا) فتبين أن الذي صلب ليس عيسى بل هو ( الأسخريوطي)
وسواءً كان هذا المعنى أو ذاك فهو
يبين أن عيسى قد رفع ولم يقتل وانقذه الله وطهره من أيدي مكر اليهود النجسة و توفاه بعد ذلك وفاةً طبيعية بعد عمر طويل وهناك من آمن به بعد ذلك …..
——————————

3- تحليل كلمة ( كهلاً ) في القرآن

فقد أستدل مفسرو التراث ليثبتوا أن عيسى سيأتي آخر الزمان أنه تم الرفع بالجسد وهو شاب وأنه سيأتي آخر الزمان ليبقى ويحكم حتى يصبح كهلاً أي وهو شيخ كبير !
كما في هذه الآيات
{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران 46
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ…}المائدة126
وهذه مغالطة من ناحيتين
-فليس لدينا نص معتمد من القرآن وحتى المرويات الصحيحة أن عيسى رفع وهو شاب أبن 33-34سنة!
وهذه مأثورات جاءت الى كتبنا عبر الاسرائيليات
-مع أن الكهولة لغةً في أرجح الأقوال كما في متن اللغة وكما في كتب ومُعجَمات اللغة هى ما بعد الثلاثين من العمر!

  • ثم إن الآية لم تُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى هذا المعنى، وإنما أُوتيَ بقوله (وَكَهْلا ) للاحتراس، لأنه حين قال {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ }سيظن الكثيرون أنه ربما لُبِسَ بشيطان وسكنه جنيٌ فهو ينطق على لسانه!! ، لذلك علماء البلاغة سمو هذا الاحتراس، احتراساً من خطورة هذا الخاطر المتدني فقال تعالى {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }أي ليس عن شُبهة إبليسية أو شُبهة من تلبس جني

-ولو أن الكهولة تعني الشيخوخة فهي تدعم كون أن النبي عيسى لم يمت ولم يقتل ولم يرفع الى السماء بل أنقذه الله وبقي مختبئاً يدعو الى الله حتى أصبح كهلاً ثم توفاه الله موتةً طبيعية !
وللعلم هناك بلدة في كشمير في الهند فيها قبر بل هو مُقام عظيم لرجل يُعتقَد أنه من كبار الصالحين، – يعتقدون أن هذا الرجل وفد عليهم قبل ألف وتسعمائة سنة وأنه من سُلالة الملوك وأنه أحد الأنبياء وإسمه (يوز أساف) أما اسمه الحقيقي فهو عيسى، والنصارى الذين ذهبوا إلى كشمير ورأو معتقداتهم وجمعوا المعلومات عنهم مع العلم المسيحية لم تنشر هناك قالوا قد يكون أحد الحواريين أو أحد تلامذة ورسل عيسى، فهل يُمكِن أن يكون هو عيسى بعد أن نجَّاه الله وهاجر من بلدة فلسطين وذهب إلى هناك وعُمِّرَ هناك وتُوفيَ هناك وفاة طبيعية!
قد يكون …..والله أعلم .

————————————

4- أما ما ذكروه في تأويل الآية المذكورة في سورة الزخرف
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }61
وبينوا أنها تتكلم عن عيسى وأن نزوله في آخر الزمان هو من أشراط الساعة وبينوا أن ضمير ( وأنه) عائد الى عيسى النبي !
ولكن هناك من قال أن المعنيّ به هو ( محمد الرسول) فمجيئه بحد ذاته شرط من أشراط الساعة
لكن المتتبع لبدايات سورة الزخرف وسياقات نزول الآية نجد ترابطاً ملفتاً للآيات تتحدث عن ماهو أعمق وأكبر من ذلك بكثير
وأن ضمير ( وإنه) عائد الى القرآن العظيم!
فنزول القرآن من أشراط الساعة!
{حم
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ….}1-2-3-4

{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }44
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }61
فالايات تتحدث عن القرآن ولا غير الا القرآن
ولنسترسل معكم في ذكر الآيات التي تتحدث كلها عن القرآن
{وَإِنَّهُۥ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}النمل
{وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الشعراء
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} فصلت
{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }الحاقة

———————————

5- أما الأدلة الضعيفة في كون عيسى متميزاً لكونه كان وجيهاً ومن المقربين
{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } آل عمران45
فالآيات التي تبين أنهم من المقربين لا حصر لها
{ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ}
أما وجيهاً فموسى أيضاً كان وجيهاً
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا}الاحزاب 69

فلماذا لم يتم إختياره ؟ مع أنه حتى له حضور أقوى من بقية الانبياء في مرويات المعراج !!

وأخيراً /

فلايوجد أي أستثناء أو تميّز ذكره القرآن عن النبي عيسى وتم أثبات وفاته مرة واحدة وتم التأكيد على بشريته
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}المائدة 75
ولايوجد خلود لأي كائن كان في الدنيا فجسده مهيء ومصمم فقط حسب منظومة وقوانين الأرض
لذلك أكد الله في قرآنه
{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} الانبياء 34
وقيل لرسوله الخاتم
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر 30

والإستثناءات مرفوضة
فكما قيل ل عيسى
{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}مريم 33
قيل بنفس السياق للنبي يحيى
{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}مريم 15
فلم يستثنى عيسى بزيادة كقوله ( والسلام علي يوم ولدت ويوم انزل في آخر الزمان ويوم اموت ويوم ابعث حيا !!!)

بل إن الله بيّن بسابق علمه أنه ربما سيؤول اليه الامور في عقائد اليهود والنصارى وفي المختلف فيه بالنسبة للمسلمين فعرض في قرآنه خطابه وحواره الرائع مع عيسى النبي يوم القيامة فتأمل فيها :

{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة

فما قاله فقط أن اعبدوا الله ربي وربكم وكان مدة شهادته ما كان حياً بينهم فقط ولكن عندما توفاه الله بالموت بيّن القرآن أنه لم يعلم ماجرى لهم وما آلت اليه الامور من بعده أن المسيحيين عبدوه وجعلوه إبن إله فالله هو الرقيب والشهيد عليهم ولايوجد أي ذكر لعودته وإتمام عالمية الاسلام الذي هو ليس من شأنه وأختصاصه ومهمته !
فأين بيان الاستثناء في هذه الآية ؟
بل أن عيسى لم ينزل ويرسل الى العالمين ومهمته مخصصة وهي ل بنو إسرائيل فقط فهو ليس بدين عالمي
{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ}الزخرف59
فلماذا لم يقل أنه سينقذ العالمين ويجعلها قسطاً ونوراً !!!
لذلك فمهمته فقط أنه رسول الله لبني اسرائيل ومن ثم مبشراً بمجيء الرسول محمد الخاتم!
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}الصف 6

وقد ختمت النبوة في محمد الرسول النبي
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }الأحزاب 40

وتم رفع النبوة عن الانسانية لإكتمال الدين

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}المائدة 3

ومن أسباب وضع هذه العقيدة لكي تحلّ الناس من التزاماتها الثقيلة، فالمسلمون قديماً والى الآن بدلاً من أن يبحثوا عن أفضل السبل للقيام بأركان دينية كبرى مثل أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والقيام بالقسط والانتصار من أهل البغي فإنهم استناموا إلى هذه العقيدة الوهمية، فأوكلوا كل ما يجب أن يقوموا به من أوامر الدين الكبرى إلى مسيح منتظر مزود بآيات لم يسبق لها مثيل!!
ومن يقرأ القرءان يدرك جيدا أنه نسخ عملية تأييد الدين بمعجزات حسية مادية بعد أن تبين الرشد من الغي واكتمل الدين وأن آيات القرءان هي البينات الكافية لمن أراد الحق

والنبي عيسى عليه السلام يكاد يكون النبي الوحيد الذي ذكر القرءان بكل صراحة ووضوح أن الله تعالى توفاه ورفعه إليه، مع أن هذا هو حال كل الرسل والأنبياء وغيرهم
لكن حتى لا يكون لأحد عليه حجة!!

——————————————

عقيدة المهدي المنتظر /

هذه العقيدة الكارثية على الأمة والتي تم تواجدها بكثرة في كتب المرويات واستمات العلماء لجعلها متواترة مع أن التواتر تعني نفي ذكر السند فيه فإن ذكر فهو دلالة على نفي الخبر لأن التواتر للخبر يتواتر في المجتمعات المعنية به دون توقف أو انقطاع ! ، مع أنه لم تذكر صراحة في صحيحي البخاري ومسلم !!وانكرها علماء كثر مثل أبن الجوزي وأبن حزم وغيرهم
لكن رغم ذلك فإنه أنتشر في مجتمعاتنا الاسلامية وتغلغل فيه مما أدى الى ظهور آلآلاف عبر التاريخ الذين يدّعون المهدوية !
وهناك من غيرو مجرى التاريخ باسم المهدي !
فمؤسس دولة الموحدين العالم العلامة والداهية والماكر ( محمد بن عبيد الله البربري) الملقب ب (محمد بن تومرت)استطاع أن يمرر فكرة على أنه المهدي المنتظر واتبعه الالاف وأسس دولته في ( 515هجرية) في المغرب والجزائر وتونس ومصر ودامت 150 سنة حكمت حتى الاندلس !
كذلك ( عبيدالله بن ميمونة) اليهودي الذي أدّعى الاسلام وانه المهدي المنتظر واستطاع أن يجمع الالاف من حوله فالشعوب الاسلامية شعوب ساذجة وسطحية بطبعها ، واستطاع أن يؤسس الدولة العبيدية الشيعية التي امتدت من مصر الى المغرب والشام والحجاز واستمرت قرابة 3 قرون !!
بل أن أبن ( عبدالله ابو جعفر المنصور العباسي) سمى اسمه ( محمد بن عبدالله ) وغرس له فكرة المهدوية فأدعى انه المهدي المنتظر وآمن في زمن خلافته الكثيرون انه هو المهدي المنتظر واتبعه حشود وجيوش بالالاف …
والغريب أنك لاتجد في زمن إلا وهناك من يدّعون أنه المهدي والى الآن !
بل إن الاصولي والفقيه العراقي (طه جابر علواني) تتبع تاريخ المهديين الذي ظهروا في الأمة فوجدهم بحوالي 150 مهدياً !!
وبيّن أنه أصدر كتاب بعنوان ( المهدي في الإسلام) سنة 1908 م ، لم يترجم الى العربية يتحدث فيه الكاتب كيف تحالف المخابرات الامريكية والبريطانية لصناعة مهدي منتظر للسيطرة على المسلمين وتحقيق أهدافهم ثم انضمت اليها المخابرات الروسية !!
حتى أن هتلر النازي تعرّف على هذه العقيدة وأقتنع بفكرة إدعاءه أنه المهدي وأنه نازي لكن من أصل نسل محمدي وكان حديث الساعة خاصة حينها في مصر والعراق خاصة حتى أنه سمي بأنه الحاج محمد هتلر !!
وكانت حركة الدعاية يتم تدويره في المانيا …!
بل أن بريطانيا أستطاعت أن تغرس هذه العقيدة في الهند وباكستان بتأسيس جماعة الأحمدية القاديانية سنة 1889م وتحت رعايتها تم دعمها ونشرها في تلك البلدان والتي تعتقد بعدم نزول عيسى لكن في نفس الوقت حرفو مفهوم الخاتمية وأوّلو المرويات على أنه سيخرج نبي مسيح لكن هو شيخهم الإمام(ميرزا غلام أحمد)!
وسرقوا مفاهيم عن نظريات الإغماء من مفكرين مسيحيين عن ظهور( المسيح الناصري في الهند)! الكتاب التي تم تأليفه في عام 1899م
واستعانوا بمفاهيم صوفية مثل (الكشف)ورفع الحُجُب فهذه النظرية الصوفية التي تغلغلت في العالم الاسلامي والذي يؤمن غلاتهم بأن لهم الاستطاعة بمقابلة المهدي والانبياء بل حتى الله عند البعض!
واستطاعت بريطانيا بواسطة هذه الجماعة المنحرفة أن تشتت المسلمين وتفرقهم بل وتم تحت عبائتهم سيطرة السيخ والهندوس على المسلمين وإحداث مآسي وتدمير واغتيالات لاتحصى في تلك الحقبة الزمنية !!

لذلك نقول لو كانت للأُمة إلمام بمفهوم ( ختم النبوة) لما كان هذا الأعتقاد قد تسرب الى الأُمة بهذه الطريقة والله قد بيّن لنا كل شيء
وكما قال عز وجل
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }العنكبوت 51

وللعلم أنه حتى في الثقافة الشيعية التي تؤمن بعقيدة المهدي المنتظر بل أن مرتكز عقيدتهم يتمركز على ظهور المهدي المنتظر ومع ذلك يقول العالم والكاتب الشيعي ( أحمد الكاتب)الذي عاش في الحوزة العلمية وكلفته الحوزة العلمية بدراسة المهدي لتعزيز فكرة ولاية الفقيه واستغرق دراسته عشر سنوات فاستنتج الى ان فكر المهدي هي ذاتها فكرة المخلص عن المسيحيين وعند اليهود !!
وبين أن فكرة ولاية الفقيه ظهرت كإجتهاد شيعي بعد ان تبين لعلمائهم انه لم يخرج ولن يخرج المهدي المنتظر! فاستحدثو فكرة من يقوم بمقامه في الحكم والولاية حتى يظهر هو !!
وأن مخابرات الدول العظمى تعتني بهذه الفكرة ، فبمجرد سيطرتهم على من يدعي المهدي فأنهم سيسيطرون على شعوب بأكملها وبالتالي السيطرة بسهولة على ثروات بلادهم خاصة وان الشرق الاوسط عبارة عن مخزون لثروات العالم !!!
بل أن نظريات وفكرة صراع الحضارات ونهاية التاريخ التي تبناها مفكروا الغرب للسيطرة على العالم جاءت من رحم هذه العقيدة !

ثم أن أجتماع العالم على رجل واحد هو محض أشبه بالخيال فالخميني الذي أقام ثورة كبيرة في ايران ولم يجتمع الناس حول أحد كما اجتمعوا حوله واستمات في سبيله الآلاف لكن مع ذلك لم تعدوا اتباعه حدود ايران و رغم ما أحدثه من تغيير إلا أنه كان له من يعارضونه من الشيعة أنفسهم داخل ايران وخارجها فما بالك بمن يجتمع العالم كله على رجل واحد ؟
مع أنه لم يجتمع الناس حول الرسول والنبي محمد الخاتم وظل الناس تعاديه وحتى عند قيامه بتأسيس دولة المدينة ظل له اعداء ومنافقون لايعلمهم ومتمردون ومتربصون …

لذلك نقول …..
من أجل ماذا يجب علينا أن نعتقد بعقيدة خرافية وخيالية وهى من أسس الاعتقاد النصراني!
فهذا [ويل ديورانت ]المؤرخ والفيلسوف الامريكي المخضرم يقول – بعد أن تحدَّث عن المسيح وعن القيامة وعن الصعود وعن عقيدة الرجعة والعهد الألفي السعيد – (ولولا عقيدة رجعة أو عودة عيسى ما قامت المسيحية، فمن أعظم أسس الديانة النصرانية أن تعتقد أنه سيعود، ثم قال للمسلمين وأنتم تعتقدون بهذا، ليس محمدكم هو الذي سيعود وإنما يسوع هو الذي سيعود وليس محمد ، فاليسوع هو الذي سيعم دينه العالمين، حتى وإن زعمتم أنه دين محمد، ولكنه اليسوع الذي سيعود وليس محمد! )
———————————
مفهوم الخاتمية /

ويجب الوقوف على دلالات مفهوم كلمةالخاتمية
فالرسول محمد هو خاتم النبيين والله يقول

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }الأحزاب 49
وكلمة الخاتم أعم وأشمل من الآخر ، فكل عمل مختوم لايجوز فتحه والاضافة عليه و تعديله أو إلغاءه دون إلغاء عملية الختم!
{رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}
فالختم بمعنى التثبيت وتوقيف وظيفتها على شيء كامن وكامل في داخلها يقوم بهذا الختم جهة أُخرى يكون هو المختوم عليه بعد أن تم إكمال الشيء وإنهاءه وتثبيته والمحافظة على أن لايتم الزيادة والنقصان عليه وإعطائه صفة الصلاحية والاستمرار ، وعند انتهاء عملية الختم فلايمكن لأحد أن يفتحها أو يقوم بإلغاءها أو تعديلها إلا من قبل الفاعل الذي قام بالختم ..!
ومعنى هذه الآية بمعنى أن النبي محمد هو خاتم لكل ما سبقه من الانبياء والكتب الإلهية وتم تثبيته وإنهاءه بعد أن تم تعديل أو نسخ أو إضافة أمور أُخرى وجمع في كتاب جامع وهو القرآن حتى تم إكمال المشروع الإلهي فأخذ صفة الجامع والكامل والخاتم
فتم توقيف عملية بعث النبيين لإنتهاء مهمتهم وبلوغ المشروع الإلهي صفة الكمال
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.}المائدة 3
لذلك فأي مفهوم أو عقيدة توحي بنزول نبي آخر له صفاة تفوق الصفاة البشرية يقوم بما لم يقم به النبي الخاتم أو نبي تابع أو مجيء قائد مثل مجيء مهدي منتظر من نسل وعرق نبوي !
يصلح ويقوم مالم لم يقم به صاحب الرسالة الخاتمة هو نسف لمفهوم القرآن في الخاتمية !!

فالخاتمية هي الوصول الى آخره والانتهاء منه وإتمام الفعل وإكماله !
بل أن أحد أهم أسباب مجيء القرآن الجامع والخاتم لكل الكتب السماوية أنها جاءت لرفع الوصاية الإلهية المباشرة على المجتمع الإنساني بعد أن وصلت الى مرحلة الرشد في سلم الارتقاء الانساني وطلب منهم الإعتماد على أنفسهم في عملية التعامل والتفاعل مع القرآن وربط خطابه بمحله من الواقع….

ويجب التذكير بأن الرسول ورسالته الخالدة هي التي كانت تنتظر وبشر به عيسى بمجيئه ومُهد بظهوره !
وعند ظهوره أيده الله بكل معاني المعية الإلهية لكي يظهره على الدين كله حين أرادوا إطفاء نور الله بكل الوسائل
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}التوبة
وأن الله عصم رسوله الخاتم من الوصول اليه عندما أرادوا القضاء عليه وعلى رسالته !
كما بين في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ…}
وكان في معية الله حتى في أحلك الظروف وهو يجاهد لتبليغ رسالته الى العالمين
{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا..}

ولكن مع الاسف الناس تميل دائما الى الاعتقاد بالخرافات والاساطير وينسون أصل وقوة إنبعاث هذه الرسالة الخالدة

لذلك نجد أن إحدى مهام النبي عيسى هو التبشير بالخاتمية القرآنية
{…وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}

وللدكتور المتخصص في اللسان القرآني محمد هدايه رأي أن :
محمد اسم عربي ( اسم مفعول) فدقة العظمة القرآنية صاغ على لسان عيسى حقيقة قوة اللغة العربية
فلو كان قال ( محمد ) فهو اسم مفعول موجود !
و(محمد) في عهد عيسى لم يكن موجوداً ؟ ، فكأن عيسى يقول
(( ومبشراً برسول يأيتي من بعدي ( أحمد مني)لرب الناس))!!
فإن جاء (الأحمد) فهو (محمد )وإن أدى الامانة على وجهه فهو ( حامد) وإن كان على مراد الله فهو ( محمود) فكلها إسماء لشخص واحد تختلف بإختلاف الزمان والموقع …

أما الباحث سامر اسلامبولي فيبين بقوة الدليل أن البشرى تكمن في الرسالة وهو القرآن
فأسم (أحمد )صفة تعني الرسول القرآني وهو ( كتاب الله القرآن)(الرسالة)وهي صفة كما سمى القرآن بالمبارك
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ…}صً
فالبركة تعني النمو والزيادة والاستمرار

وكما قال الله تعالى في ذكر أسم المسيح فقال {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ…}
فجاء قبل أسمه صفته وهو المسيح
ولو ذكر الله اسم العلم محمد لقال
( أسمه أحمد محمد بن عبدالله..)!
ثم عند إكتمال الاية {.. وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }
فالذي جاء بالبينات ليس محمد بل هو القرآن!
فالرسول مجرد مبلغ وموصل في أصله و الأصل هو الرسالة ومضمونها….
والقرآن أحمدٌ -صفة مطلقة-للتعظيم

أما الاية التي تبين {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ..}
فالآية تتحد عن محمد الرسول النبي التاريخي الذي بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة على أتم وجه …

ملاحظة /

من العلماء الذين يثبتون موت عيسى النبي موتة طبيعية وعدم عودته
الشيخ والامام المجدد محمد عبده
الشيخ والامام المجدد السلفي محمد رشيد رضا
الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور
الشيخ محمد شلتوت العالم الازهري الكبير والذي له بحث مفصل عن فتوى وفاة النبي عيسى وعدم عودته
الشيخ الازهري الكبير محمد أبو زهرة
الامام والشيخ العلامة مصطفى المراغي
الشيخ حسن الترابي
الشيخ طه جابر العلواني

المصادر/
كتاب الباحث المتألق سامر الاسلامبولي
المفكر أحمد صبحي منصور
مدونة مقروءات الدكتور المفكر عدنان إبراهيم
الاستاذ الدكتور حسني المتعافي
الدكتور والمتخصص في اللسان القرآني الدكتور محمد هداية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى