أحوال عربيةأخبار العالم

السيسي يصافح الأسد…. ويصفع “أعداء سورية”!!

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

هنا القاهرة من دمشق” نَحنَ لهذه العبارة الخالدة التي تعكس الارتباط التاريخي الوثيق بين سورية ومصر .

إن الرهان على إضعاف سورية وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر، وتكرر المشهد برؤية الرئيس الأسد يمشي واثقاً من نفسه بعد ترأسه وفد بلاده في قمة الرياض، على غرار ما حدث في مختلف المدن السورية التي تم تحريرها وراهنت عليها أمريكا وذيولها فخسروا رهانهم أمام الجيش السوري وحلفائه، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن الأزمة عتبة النهايات .

اليوم وبعد المتغيرات الأخيرة عاد الرئيس الأسد لعرينه ، صورة تثبت صحة نظرة مصر للمستقبل، صورة تجمع رئيس حمى بلده وشعبه من خراب ودمار، ورئيس صمد وسط الفتنة والمؤامرات، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة، والصفعة الكبرى كانت في مقابلة الرئيس الأسد الأخيرة بالرئيس السيسي التي كان مليئة بالتحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، بذلك تتجه سورية نحو نافذة النصر والحسم.

أول لقاء يجمع الرئيس الأسد والرئيس السيسي قبيل انطلاق القمة العربية الـ 32 في مدينة جدة السعودية، وبدأ هذا اللقاء بين الرئيسين خلال التقاط الصورة التذكارية للقمة العربية، بسلام حار ومصافحة قوية تعكس متانة العلاقات بين الأسد والسيسي، قبل أن يتبادلا الحديث لأول مرة بشكل مباشر، وليس غريبا أن تمد مصر يدها لسورية لتخفف من آلام السوريين فى محنتهم، وقد كانت دائما تؤكد ضرورة الحفاظ على سورية ووحدتها وسيادتها خلال مواجهة الدولة للمليشيات الإرهابية والانفصالية.

هذا اللقاء يحمل في طياته رسائل إلى من يهمه الأمر بأن سورية هي خط الدفاع الأول عن الأمن المصري، وأن علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مصر وسورية قوية وخارج المساومات والصفقات، وأن الملف السوري مهم جداً بالنسبة لمصر، والقضية السورية حاسمة في مستقبل العالم العربي.

لطالما كانت دمشق والقاهرة والرياض صمام الأمان للوضع العربي، حامين ومدافعين عن القرار العربي في المحافل الدولية، فإذا اجتمعت سورية ومصر والسعودية على قرار واحد نلاحظ أنه يصبح توجه للعالم العربي.

بالمقابل إن عودة العلاقات إلى مجاريها الطبيعية بين هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط وهما سورية مصر والسعودية بكل تأكيد يخدم مصالح الدول الثلاث، وينعكس إيجابيا بالدرجة الأولى على التقليل من التوتر ويحوله إلى شيء من التنسيق والأداء المتناغم الذي يصب لصالح السلام والاستقرار في المنطقة، كون لهما وزنهما وأهميتهما في المنطقة العربية.

فما من شك إن تعزيز العلاقات بين سورية ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية، وسورية تؤكد بأنها في نفس الخندق مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين ، ولذلك ينظر الشعبان السوري والمصري الى هذه العلاقة من خلال أهميتها وعمقها وحيويتها الآن وفي المستقبل، و يؤكدان أن تمتين العلاقات فيما بينهما ، هو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة وأن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات.

تمتلك سورية و مصر من القوة والمكانة والدور التاريخي ما يمكنهما من لعب دور في المنطقة، كون العلاقات السورية المصرية ترتكز على أسس راسخة وقوية تعمقت أواصرها من خلال الاهتمام المشترك بين الجانبين لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، في هذا السياق أكد الرئيس السيسي، أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، تعد بمثابة التفعيل العملي للدور العربي، وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية .

وأختم مقالي بالقول: إن دمشق والقاهرة هما رأس الحربة في مواجهة الإرهاب والمؤامرات الغربية، اللتان تنطلقان من رؤية واحدة وهي ضرورة مواجهة أي أطماع إقليمية أو دولية، وخاصة بعد نجاح كل منهما في ضرب المخطط الغربي لتقسيمهما عبر خلق الأزمات والفوضى والفتن والإقتتال بين أبناء الشعب الواحد، ومن هذه النقطة يجب على الدول العربية العمل المشترك لدحر قوى الإرهاب وهزيمة التيار المتطرف ورد هجمته عن منطقتنا ومجتمعاتنا وأهلنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى