تعاليقرأي

رفاهية الذكور وحرمان الاناث

***

الذكور حتى الذين تحت خط الفقر ، برضه يجدون ما يرفه عنهم شظف العيش ،
مجدس بيحجبهم ولا ينقبهم ولا يمنع عنهم الخروج والشغل وزيارة الأهل والمعارف وسماع الراديو ومشاهدة التليفزيون . أما الأنثى غير أنها فقيرة اقتصاديا ، فهى اجتماعيا مقهورة ومحرومة ومفروض عليها وصاية دينية وأخلاقية وثقافية وعرفية واعلامية .
مليون رقيب على أنفاسها وحركاتها ولفتاتها ونظرات عيونها . حتى الصمت مشكوك فى أغراضه وأهدافه . تخدم الأهل ثم تخدم الزوج البعل وعياله وتخدم ذكورية المجتمع المنحطة فكريا وأخلاقيا ، تظل خادم طول عمرها تشتغل من الفجر حتى تقع من التعب وتتخمد تنام ، عشان تصحى اليوم اللى بعده للمرار الطافح نفسه .
لا شئ فى الحياة الا خدمة الآخرين تحت مسميات مختلفة فى هذا السجن الشاق، وتشكر ربنا على ان فيه دكر من ضهر ذكر لمها فى بيت وسترها وبيأكلها ويشربها هى وعيالها . أما عن ممارسة ما يسمونه ” الحق الشرعى للبعل على مراته ” اللى غالبا كل ليلة وبعد ما تكون الست كل حاجة فيها اتهدت ، وملهاش نفس لأى حاجة ، غير انها تنام أو تصحى عشان تهرب من القرف والقهر والنكاح المهين المعذب ، ومن وش الذكر اللى هى كارهاه أصلا ومش طايقة لا وشه ولا جسمه ولا صوته ولا شكله ولا معاملته.

والنتيجة ايه ؟؟ . النتيجة المنطقية الطبيعية هى الجرائم البشعة التى نسمع عنها ، والاختلالات العقلية والنفسية التى تصيب المرأة ، والتعاسة والاكتئاب والكراهية المعلنة أو الكامنة تحت الجلد والتى يمكن أن تنفجر على أهون شئ غير متوقع ، وتكون حينئذ مدمرة حارقة من طول وكثرة التراكمات على مدى سنوات . ونلاقى أغلب الناس يقولوا الست عاوزة ايه ، ما هى مستورة وبتاكل وبتشرب وعندها ضل راجل وعيال .. أسرة زى الفل وربنا كرمها بحد يتجوزها ويعولها وربنا رزقها بعيال . عاوزة ايه أكتر من كده ، هتنهب ؟؟؟.

*** زفاف أسطورى وشهر عسل خيالى … مظاهر عدم الحب والتعاسة والرغبة فى استعراض الفلوس ، للتعويض عن عدم الامتلاء العاطفى والفراغ النفسى

البساطة هى سر من أسرار السعادة ونتيجة لها أيضا . كلما تفشخر الناس اعلمى
واعلم أنهم تعساء … يشعرون بالخواء الداخلى والفراغ النفسى .. يستعرضون الفرح المزيف بالفلوس الضائعة فى حفلات زفاف يقولون عنها أسطورية ، ورحلات شهر عسل الى جزر ساحرة ، ثم يعودون بتعاستهم وخيبات أملهم الى الفراغ والخواء وافتقاد الحب الحقيقى . والكثير من الزفاف الأسطورى ينتهى بجرائم قتل طرف لآخر ، أو الانتحار أو الطلاق السريع بعد أيام أو خناقات فى المحاكم ، على الفلوس والشقق والعفش والأطفال .
كل أنواع البذخ الاستهلاكى والفشخرة بالانفاق على الثياب والأكل والرحلات ، أعراض لأمراض نفسية وانعدام هدف حقيقى فى الحياة واختلال فى الأولويات وحب الاستعراض .
البساطة هى عنوان الفرح الحقيقى ، والقيمة الرفيعة ، والعواطف التى لا زيف فيها .
واذا كان هناك فى العالم ما يقرب من 830 مليون شخصا ، يعانون من أخطار المجاعة ، وتحت خط الفقر ، والحد الأدنى من الغذاء الصحى السليم ، فتصبح البساطة أيضا ، دليلا على الاحساس بهذا الوضع المأساوى ، وعدم المشاركة بمضاعفته ماديا ، وبالاستفزاز النفسى والاستعراض والفشخرة . البساطة تستحى أن تبالغ فى الاستهلاك ، بينما هناك الملايين على حافة الهلاك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى