رأي

اقتله انه عربي و احرقه فهو مسلم .. و الصهاينة ابناء الرب

عبيد نور

اقتله انه عربي و احرقه فهو مسلم .. و الصهاينة ابناء الرب
السؤال هو
هل يرى المواطن دافع الضرائب في أمريكا و اوروبا صور جثث المدنيين المحروقة ، كل يوم في مدينة غزة ، وهل تقوم وسائل الاعلام الامريكية والأوروبية بعرض صور جثث الاطفال و النساء ؟ ، ما هو عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يجب أن يتم حرقهم بالقنابل التي تلقى من طائرات مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى يهدأ غضب الاسرائلييين على هجوم حركة حماس .
في العالم العربي و في الدول الاسلامية يوجد الكثير من المعارضين لحركة حماس ، و يوجد من العرب و المسلمين من رفض هجوم 7 اكتوبر ضد اسرائيل ، لكن هذه الفئة تعيش صدمة بسبب عنصرية أوروبا و أمريكا و مساندتها بلا قيد أو شرط لإسرائيل .
لن يتصور اي شخص محايد وعاقل في امريكا أو بريطانيا أو المانيا أو فرنسا مقدار الصدمة التي يشعر بها مئات الملايين من المسلمين و العرب ، حتى المقتنعين منهم بأن الاسلام السياسي هو تطرف و تشدد وشكل من اشكال العنصرية الدينية ، حتى هؤلاء باتوا اليوم على قناعة تامة أن اروبا و أمريكا تشاركان اليوم في محرقة ثانية ، يرعاها نازيون عنصريون جدد ، قرروا فجأة بعد المحرقة الأولى التي استهدفت اليهود في أوروبا، قبل 80 سنة،
كيف تتحول مؤسسات اعلامية عريقة تدعي الحرية الى تبني الرواية الاسرائيلية كاملة ، و تغلق الباب أمام اي رأي آخر ، وكيف تقرر الدول الدميقراطية العريقة التصدي لمجرد التعبير عن رأي آخر مختلف عن راي الصهاينة .
وكيف يمكن تفسير موقف ألمانيا التي تم تحريرها من النازية قبل حوالي 80 سنة
الى دولة تمارس العنصرية ضد المسلمين ، فقط للتكفير عن جريمة الهلوكوست الأولى ضد اليهود ، هل يجب على الألمان في المستقبل تقديم تعويضات عن المحرقة الثانية للفلسطينيين ، و هل يجب على دافع الضرائب الأمريكي في المستقبل تسديد تعويضات للشعب الفلسطيني ، بعد الدعم الكبير الذي تقدمه امريكا للحرب الكبرى التي تنفذها اسرائيل ضد المدنيين، لا يمكن تفسير هذا الوضع إلا بـ الرواية التي تقول ان الصهاينة هم ابناء الرب طبقا لمعتقدات صناع القرار في الكثير من دول العالم الغربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى