أخباررأي

من شجّع (نتن ياهو) !؟

لا يخشى (نتن ياهو) من الإدارة الأمريكية ولا من لمحاكم الدوّلية!؟
—–

—–
رشيد مصباح (فوزي)

كان حلم الملوك الأوائل أكبر بكثير من حدود مملكتهم، كان حلم الملوك هو تكوين إمبراطوريات تسيطر على الأمم والشعوب كلّها في هذا العالم السّفلي أو ”السّافِل“.

كانت البداية بالرحلات الاستكشافية التي سيطر البرتغال من خلالها على بعض الجزر؛ مثل جزر الكناري في منتصف القرن الرّابع عشر، و أرخبيل ماديرا الأطلسي، وجزر الأزور في مطلع القرن الخامس عشر، و ساحل غرب أفريقيا… ثم اكتشاف الطريق البحري إلى الهند في نهاية القرن.

في الحقيقة لم تكن هذه سابقة في عصر الاستكشافات، فقد سبقهم المسلمون بنحو ستّة قرون إلى ذلك. غير أنّ الغاية من وراء هذه الفتوحات كان تبليغ الدّين الجديد والرّسالة المحمّدية، وليس بغرض الاحتلال والسيطرة على موارد ومقدّرات الشّعوب؛ مثلما كان الحال بالنّسبة لتلك التي كانت تسمّى ”رحلات استكشافية“ بينما هي في حقيقتها رغبة في الاحتلال والاستيلاء بالقوّة على خيرات الشعوب.

ومن ثمّة، فقد تولّدت فكرة السّيطرة على شعوب العالم، والتحكّم في مصادر رزقهم. وكان أوّل من شجّع على ذلك هم اليهود؛ إذ إنّ اليهود عرفوا السبي و الاضطهاد سنين من طرف الأمم الأخرى، الأمر الذي جعلهم يفكّرون في السيطرة على هذه الشعوب والانتقام منها. وقد ورد مثل هذا التحريض على الانتقام في بعض مخطوطاتهم.

فكان اليهود من وراء تشجيع الكنيسة الأوروبية على حملات الاستكشاف التي استهدفت العالم الجديد، وغزْوه، وإبادة شعبه. كما إن اليهود كانوا من وراء الحربين العالميتين؛ فقد قدّم المحاربون المتناحرون خدمات جليلة تتمثّل في الأجندة التي انتظر اليهود أجيالا من أجل تحقيق و إنجاز بنودها. وبالتّالي فقد تمكّنوا من هذه الشعوب التي لطالما عاملتهم باحتقار، وسيطروا على منظوماتها.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم لهم ذلك، وتمكّن اليهود ”الصهاينة“ ممّا أرادوا؛
والصهيونية بالعبرية:(ציונות) وبالإنجليزية:(Zionism)‏، هي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر. ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات.

بعد الحرب الكونية الثانية، خرج على العالم من ينادي بإقامة نظام عالميّ جديد، تسيطر من خلاله قوة وجهة بمفردها على كل البنوك والمؤسّسات الماليّة ومختلف العُملات التي يتم تداولها والتعامل بها بشكل رسميّ. وكما كان منتظرا، فإنّ أوّل من تصدّر هذا النظام هي الولايات المتّحدة الأمريكية؛ باعتبارها الرّاعية الرّسميّة لكل المنظّمات الصهيونية في العالم.

مثل الأيباك؛
لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (تسمى اختصاراً أيباك) هي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة. وهي إحدى منظمات الضغط العديدة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. والمنظّمة معروفة بأنها إحدى مجموعات الضغط الأكثر تأثيرًا في الولايات المتحدة.

كان السر في تلك القوّة هو المال اليهودي الذي سيطر على اقتصاد أعظم دولة في العالم (الولايات المتّحدة). فكيف لهذه المنظّمات والحكومات والمحاكم الدولية… التي تزعم أنّها ترعى مصالح الشعوب وتحفظ حقوق وكرامة الإنسان في هذا العالم السّفلي أو ”السافل“، أن تستقوى على هؤلاء الصهاينة الذين لولاهم لما بقي مجرم من هؤلاء المتآمرين على غزّة وأهلها في مكانه؟

لذلك نحن لا نستغرب كل هذا التعنّت والإصرار، والإمعان في القتل والتدمير، الذي يظهره رئيس الوزراء الإسرائيلي في وجه الإدارة الأمريكية التي إنّما كان للصهاينة الفضل الأكبر في وصولها إلى البيت الأبيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى