ثقافة

الأناركي لايلزيه ريكلو

مازن كم الماز

الأناركي بالتعريف ، هو إنسان حر ، إنسان بلا سيد . الأفكار التي يعتنقها هي أفكاره بالفعل ، توصل إليها بفكره الخاص . إرادته التي تصدر عن فهمه الخاص للأشياء ، تتركز حول هدف محدد بوضوح ، و أفعاله هي نتيجة مباشرة لنواياه و مقاصده الخاصة . بينما يردد البعض كلمات غيرهم بصوفية و ايمان راسخ لا يتزعزع ، أو أنهم يرددون ما اعتاد الآخرون على ترديده و اعتادوا على سماعه ، محولين بذلك أفكارهم و وجودهم لتتوافق مع الفكرة ( السائدة ) عما يفترض أنه الفرد القوي أو المدرك الخ ، أو لتتوافق مع ما هو أسوأ حتى ، مع تذبذبات الحشود الدائمة ، يقف وحده كإنسان ، واع فقط بقيمته في وجه كل الكائنات التي بلا شخصية أو قوة او إرادة أو ثبات ، و التي لا تجرؤ على أن تعيش حياتها كما تريد . لكن هذا الأناركي الذي حرر نفسه أخلاقيًا من هيمنة الآخرين و الذي لم يتعود قط على أي قمع أو اضطهاد مادي أو جسدي يريد من يطمحون أن يكونوا مضطهدوه لأن يفرضوها عليه ، فإنه لن يكون سيد نفسه ما لم يحررها أيضًا من نوازعها غير العقلانية . عليه أن يعرف نفسه ، يحررها من نزواته ، من دوافعها العنيفة . من بقاياها الحيوانية ما قبل التاريخية ، لا ليقتل غرائزه ، بل ليجعلها في تناغم مع مجمل سلوكه . متحررًا من ( هيمنة ) الآخرين ، عليه أيضًا أن يتحرر من نفسه لكي يرى بوضوح أين عليه أن يبحث عن الحقيقة ليجدها ، و كيف يمكنه أن يقود نفسه لبناء حركة لا يمكنه الاقتراب منها ما لم يقل كل ما يعنيه و يريده بالفعل . إذا عرف الأناركي نفسه ، فإنه بالنتيجة سوف يعرف بيئته المحيطة ، بناسها و أشيائها . الملاحظة و التجربة ستوضحان له أن فهمه الثابت للحياة و إرادته المعتزة بذاتها ستبقى عاجزة ما لم يربطها بفهم الآخرين و إراداتهم . وحده يمكن أن يسحق بسهولة ، لكن ليصبح قويًا عليه أن يجمع قوته إلى قوة الآخرين ليشكلوا مجتمعًا يقوم على اتحاد كامل ، حقيقي ، لأن الجميع سيرتبطون برابط الأفكار و التعاطف و النوايا الطيبة . في هذا المجتمع الجديد سيكون كل الرفاق متساوين ، يمنحون بعضهم البعض نفس الاحترام و نفس التعبير عن التضامن . من الآن فصاعدًا ، الجميع إخوة ، إذا تحولت الألف ثورة معزولة إلى تمرد جماعي ، سيقودنا هذا عاجلًا أم آجلًا إلى المجتمع الجديد ، القائم على التناغم و الانسجام

نقلًا عن

https://theanarchistlibrary.org/library/elisee-reclus-the-anarchist

زهور برية لرينزو نوفاتوري

الأناركي هو الشخص الوحيد الذي بعد بحث طويل و مضني و يائس ، استعاد ذاته و وضعها ، بزهو و افتخار ، “على حدود المجتمع” ( على هامشه ) ، منكرًا على أي كان الحق في أن يحاكمها أو يحكم عليها . الإنسان الذي لا يستطيع أن يعترف بشموخ أفعاله ، أن يكون وحده الحاكم على نفسه و أفعاله ، قد يمكن الاعتقاد أن أناركي لكنه ليس كذلك . إن قوة إرادة و عزيمة روح الارتفاع بالذات و فرادتها و فردانيتها ( كيلا نخلط بين هذا و بين القوة ) هي فقط الخطوات الأولى على سلم طويل طويل إذا أراد المرء أن يتجاوز حتى نفسه ، ليضعها فوق جميع الأشياء . فقط الذي يعرف كيف يفتح بالعنف المتهور كل الأبواب الصدئة التي تغلق بيت الكذبة الكبرى حيث يجتمع كل لصوص الأنا الفجرة ( الله ، الدولة ، المجتمعات ، الإنسانية ) لكي يستعيدوا من الأيدي اللزجة و الجشعة المزينة بالذهب المزيف لحب التقوى و الكياسة ، للحيوانات المفترسة الخبيثة ، و كنزها الأغلى ، ذاك الذي يرى نفسه سيدًا و رجلًا ، فقط يمكن أن نسميه أناركيا . الأناركي أكثر من مجرد كونه الثائر الأعظم على وجه الأرض ، يمتلك أيضًا ميزة أنه ملك * ، ملك نفسه ، افهم ! من يعتقد أن المسيح هو علامة و رمز يجب على الإنسان أن يسير خلفه لكي ( يعيد ) خلق الحياة بشكل تحرري ، لا يمكنه أن يكون اشتراكيًا و لا النفي المسيحي للأناركية . عندما قبل سقراط ، الذي كان على الرغم من كل شيء ، متفوقًا بدون أدنى شك على أولئك الذين حكموا عليه ( بالموت ) ، عندما قبل أن يتناول السم الذي أجبروه على ابتلاعه ، كان قد إرتكب عملًا شنيعًا من الجبن و “التفاني” ، تدينه الأناركية بدون أية رحمة أو تردد …

King *

نقلًا عن
https://theanarchistlibrary.org/library/renzo-novatore-wild-flowers

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى