أحوال عربيةأخبار العالم

ترقبوا  أنهيار المؤسسة التعليمية في العراق…

علي قاسم الكعبي
هنالك ثمة حقيقة يجب الوقوف معها طويلاً  ” ان التعليم في العراق  ونخص بالذكر في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ايضا وصل الى مرحلة  كبيرة من التأخر و الانهيار” بسبب الفشل المزمن في قطاع التربية  والتعليم بصفة عامة حيث لم تعد الشهادة العراقية تحافظ على مكانتها ورصانتها العلمية”.كما كانت عليه سابقا” وهذا الفشل سببه تدهور اركان التعليم الثلاث (المعلم والكتاب والمدرسة ) وبما ان كل ركن يكمل الاخر فانة من المعلوم ان ابنية المدارس أصبحت بيئة غير  ملائمه للدراسة وغير جاذبة للطلبة وليت الأمر ينتهي بذلك اذا ماعلمنا ان المدارس قد انتهت صلاحيتها كونها بُنيت في سبعينيات القرن الماضي و الجديد  منها في الثمانينيات وقليل منها بني من خلال حملات شاملة في  التسعينيات بمعني ان  المدارس  معظمها متهالكة  وجدرانها اشبه بجدران السجون البائسة وعلية فلاتستغربوا  عندما ستنقلُ لكم الاخبار” انهيار مدرسه وسقوطها على الطلبه .”
واذا كان هذا حال الركن الاول فإن الحديث عن الركن الثاتي وهو المعلم المدرس فهو ليس بأفضل حال من سابقة . إن المدارس تعاني من نقص مزمن في الكوادر التدريسية يقابلها  غياب التخطيط الواقعي  ويضاف عليها  سوء إدارة  وتوزيع لهذة الملاكات، فبعضها يُعاني الشحة والآخر التخمة مما تسبب في أن معظم  المدارس تسد النقص( ذاتياً) بمعنى أن المعلم لايدّرس تخصصه حيث  أن مدرس ومعلم التربية الفنية والرياضة  أصبح الجوكر يدرس كل الكتب وليس غريباً ان يٌدرس معلم الانكليزية القراءة والحساب فيما يحدث العكس ان معلم القراءة يدرس الانكليزية او العلوم ويسد النقص ذاتيا  ناهيك عن اهمال واضح  لهذا المعلم( اقتصاديا وقانونيا ).
واذا تحدثنا عن “الركن الثالث”  وهو  الكتاب وبالاخص هذا العام فمعظم الطلبة حرموا من متعة الحصول على الكتاب الجديد ذو الألوان الزاهية والطباعة الواضحة وتلك الرائحة التي تنبعث من الكتاب الجديد حيث تم تسليمهم كتباً قديمه ممزقة وفاقدة أجزاء منها وليت الأمر ينتهي بالكتاب فقد اثقلت العوائل بشراء الكتاب والقرطاسية وهذا ما ترك أثرا سلبيا على العوائل المُثقلة بهموم الحياة وفي الغالب فإن الطالب يحتاج لملابس الزي وحقائب وقرطاسية ويحتاج خط نقل من البيت إلى المدرسة وتلك متطلبات باتت  ترهق العوائل وامر نحقيقها غاية الصعوبة.وعلينا أن نسجل أيضا الانهيار الأهم  في المنظومة التربوية والاخلاقية للمجمتع  فإن طلبة اليوم هم ليسوا طلبة الثمانينات او التسعينيات وحتى ان العوائل أيضا هي ليست بمستوى العوائل في تلك السنين المنصرمة، وقد شاهد الجميع كيف تُهان المدرسة والمدرس والمعلم والمعلمة من الاهالي وكيف  تُغلق مدارس ويُعلق بها الدوام بسبب خلافات عشائرية تحرمُ المعلم من  الوصول إلى مدرسته، وكذلك سجلت في احدى المدارس مقتل احد كوادرها داخل المدرسة بسبب التطرف العشائري والثأر وكأن هنالك يداً تريد تجهيل وتسطيح  المجتمع ونشر الأمية اذا ماعلمنا بأن نسبه التسرب من المدارس أصبحت عالية جدا وبعضهم دخل السوق للعمل و نقل إلى المدرسة اخلاقيات مرفوضة  لكن يتقبلها الشارع او انها دخيلة واصبحت واقع لامناص منه كل هذا يحتاج   إلى دراسة حقيقية لإنقاذ مايمكن انقاذه. ان المؤسسة التربوية على وشك الانهيار مالم يتم انقاذها من خلال خطط وحلول انية ومستقبلية وهنا  لاتتحدث عن هذا العام  أو الذي سبقة بل نتحدث عن ١٩عام مضت لم تصل يد الحكومات رغم الوفرة المالية إلى هذا القطاع الهام لتبث فيه الروح  وكل ماتفعله هو قرارات خجولة لاتسمن ولاتغني عن جوع و لاتتلائم مع حجم المشكلة وأهمية وحساسية الموضوع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى