تداعيات دخول داعش مستمرة في المشهد العراقي
اسراء سلمان
بعد دخول داعش الى العراق والجرائم التي مارسها بحق النساء العراقيات بدون استثناء ولكن كانت للازيديات حصة الاسد من هذه الجرائم البشعة . فتم اغتصاب وقتل والمتاجرة بكل ازيدية وقعت تحت اسرهم . وبعد عمليات التهجير التي تمت وكل اشكال العنف التي مورست نقف خجلا امام هذه النسوة اللاتي واجهن كل البطش والحقد و الشذوذ . نحن اليوم بسنة 2022 ومرت على داعش ثمان سنوات ولاتزال العديد من تلك النساء اسيرات عند داعش يتم بيعهن وشرائهن بأسواق النخاسة . ولا تزال المخيمات مليئة بالنساء والاطفال , ولكن المشكلة تفرعت الى عدة مشاكل جانبية فهنالك مشكلة النساء الازيديات اللائي لا يزلن في الاسر وفي سوق النخاسة , او المتواجدات في المخيمات بكل ظروف سيئة ممكن ان يتخيلها العقل البشري التي تتم مساومتهن على الطعام والدواء مقابل الجنس , ونأتي هنا الى المصيبة الاعظم اطفال الذين ابائهم من داعش , هؤلاء الاطفال الذين لا ذنب لهم سوى انهم ولدوا لاب او ابوين فاسدين . هؤلاء الاطفال تم سجنهم داخل احد المخيمات تحت أسوأ الظروف المعيشية , لا يتلقون اي تعليم او عناية ولا يملكون اي اوراق او مستمسكات وكأنما تم الاجماع على نبذهم داخل تلك الاسوار , ثم ماذا بعد ذلك ؟ ما هو مصير هؤلاء الاطفال ؟. انهم بكل بساطة مشاريع قنابل موقوته , قتله المستقبل يحملون بداخلهم كل قسوة المجتمع والنبذ الذي تعرضوا له طيلة حياتهم دون ان يكون لهم اي ذنب . فعلى الرغم من القانون العراقي يسمح للام بمنح جنسيتها لاطفالها كما جاء في قانون الجنسية المرقم 26 لسنة 2006 المادة 3 التي تنص على
( يعتبر عراقيا :
أ_ من ولد لأب عراقي او لأم عراقية .
ب_ من ولد في العراق من أبوين مجهولين ويعتبر اللقيط الذي يعثر علية في العراق مولودا فيه مالم يقم الدليل على خلاف ذلك .)
من هذا نرى حق لأم بمنح جنسيتها العراقية للطفل ولكن هؤلاء الاطفال فقدوا هذا الحق . واي مطالبة لوضع حل لهم يتم اتهامنا بأننا نناصر داعش واننا مع هذه الفئة المجرمة . ولكن ما ذنب هؤلاء الاطفال وما مصيرهم ؟
لدينا ايضا ازمة اخرى وهي النساء المسلمات اللاتي تعرضن للاغتصاب من قبل داعش سواء من المذهب السني او الشيعي والتي لا يتم الاعتراف بهن وبما مررن به ولا يتم شمولهن بأي حقوق . تم نبذهن من قبل اهلهن والمجتمع ورجال الدين الذين يعتبروهن عارا يجب طمسة وعدم ذكره بأي شكل من الاشكال . فما الذي قدمتة الحكومة العراقية من حلول لهذه المشاكل التي تعصف بهذه النساء والاطفال ؟ لم نحصل على اي حلول فعلية سوى قانون الناجيات الازيديات وهو قانون مخجل بكل المقايس ويعتبر وصمة عار على جبين المشرع العراقي فبعد كل هذه الازمات تمخض لنا قانون المرقم 8 لسنة 2021. اولا هذا القانون شمل فقط الفتيات من المكونات الاتية : ( التركماني , المسيحي , الشبكي ) القانون بمجملة اعطى راتب شهري بمقدار 400 الف او 500 الف دينار عراقي اذا تم احتساب غلاء المعيشة . وتوفير قطع اراضي للناجيات . وعلى الرغم من هذه الفقرتين التي تعتبر غير كافية نهائيا لمعالجة ما مرت به تلك الفتيات من فضائع ولكن القانون لم يطبق الى اليوم ايضا مجرد حبر على الورق ليخرج رئيس الوزراء العراقي ليحتفل به بعد مرور سنة كامله عليه , سنة كاملة من الحبر على الورق . هل ايجاد حلول اصبحت مهمة مستحيلة وهل انقاذ هذه النسوة والاطفال يحتاج الى معجزة ؟ نعم فعلا نحتاج الى معجزة لكي ننقذهم من هذا الوضع المأساوي . والان دعوني اوسع دائرة المتضررين . فهنالك ايضا عوائل كاملة تم تهجيرهم من منازلهم يسكنون المخيمات . لا يتوفر لهم اي سبل للعيش الكريم , لا يتوفر لهم حتى النفط الابيض لتدفئتهم ونحن نتكلم عن العراق اكبر البلدان النفطية . في 1/5/ 2022 بدأت عمليات عسكرية بين القوات العراقية وقوات اليبشمركَة في مدينة سنجار تلك المدينة التي كتب عليها الموت لتعود 4000 عائلة ازيدية للمخيمات من جديد . وما زلنا ندور بحلقات مفرغة من وعود كاذبة ومن خطابات سياسية تحت صمت الجميع لوضع حل لهذه الازمات التي لا تنتهي منذ دخول داعش الى الان .