في الواجهة

تجارب الشعوب المتطوره دروس يجب اقتباسها

تجارب الشعوب المتطوره دروس يجب اقتباسها وهبي الحسيني

لقد وصلت اليابان إلى هذا المستوى الرفيع من التقدم والرقي والازدهار بسبب اهتمام قادتها بتدريس مادة تسمى بالتربية الأخلاقية ( Moral Education ) , والتربية الأخلاقية مادة تدرس في جميع مراحل التعليم بدءا من المرحبة الابتدائية إلى مرحلة الجامعة نظرياً وعمليا ً. وهي تهدف إلى تربية الإنسان الياباني ذاتيا على عدة مفاهيم أهمها : –

  1. الإخلاص والانضباط والدقة والتفاني عند قيامه بأي عمل من الأعمال .
  2. الاعتدال في كل أمر من أمور الحياة .
  3. الحرص , والتعاون ,و الشجاعة في مواجهة الحياة .
  4. الفهم العميق لمفهوم الحرية .
  5. السعي الدءوب إلى تطوير الذات بصفة دائمة ومستمرة .
  6. حب البحث والاطلاع والقراءة من أجل السعي إلى الوصول إلى الحقيقة .
  7. احترام قيم العمل , وحبه , وتقديره , والتفاني فيه .
  8. الشعور العميق بالمسئولية الجماعية , وان كل فرد في المجتمع – وكما له حقوق – فإن عليه واجبات تجاه مجتمعه لابد أن يقدمها حتى قبل حقوقه وواجباته تجاه نفسه .
  9. الإسهام بكل قوة في بناء وتطوير المجتمع الذي يتواجد فيه الفرد (بدءاً من الفصل مروراً بالشارع إلى الحي وصولاً إلى الأمة اليابانية ) .
  10. احترام القواعد العامة والقوانين المنظمة لشئون المجتمع واحترام كل من يتفانى من اجل إسعاد أعضاء هذا المجتمع ( المعلمين – الآباء – الأمهات – رجال الشرطة – عمال النظافة …الخ )
  11. حب الوطن واحترام عاداته وتقاليده والتفاني في خدمته والمحافظة على أملاكه العامة والخاصة .
  12. احترام ثقافة الآخر والتفاني في خدمته .
  13. السعي لتعزيز مفهوم الصداقة بين شعوب العالم .

إن مشروع التربية الأخلاقية في اليابان منظومة متكاملة تشارك فيها كل مؤسسات المجتمع المعنية بجدية وحزم , وهو يكاد يشبه المشروع القومي للدولة , فهي تتبنى المشروع بكل قوة , وتوفر له كل الإمكانات المادية والعينية . لذلك قد لا نجد غرابة فيما قاله وزير التعليم الياباني عندما سئل ذات يوم عن سر التقدم والتفوق الذي أحرزته اليابان في شتى مناحي الحياة , فأجاب بصوت تملأه نبرات الفخر والاعتزاز:

إن مبدأ التربية هو العنصر الوحيد الذي لا يجب على أي قوة لها غايات سامية , وأهداف جليلة , ومهام عظيمة أن تتغافله أو تنحيه جانبا . فحسن التربية يعني حسن صناعة العقول , وحسن صناعة العقول يعني حسن التعامل مع الأهداف , وحسن التعامل مع الأهداف يعني حسن تحقيق أفضل معدلات انجاز نسعى إلى تحقيقها في أرض الواقع, وحسن تحقيق معايير الانجاز العالية في مختلف المجالات الحياة لا شك أنه يعود بالخير على الإنسان كما يريده الله عز وجل , وبالتالي يساهم هذا المردود في حسن بناء الإنسان السوي , الذي لو وجد لنهض بوجوده المجتمع كله . وهذا هو هدف أي قوة إصلاحية حقيقية في المجتمع . ولكن يتوقف هذا كله على درجة تمكن التربية من النفوس .
إن التقصير في تجويد مبدأ التربية يعني التقصير في تحقيق الأهداف ,ومن عاش بلا أهداف فأولى له أن يرعى مع الهمل . وهذا ما يتنافى مع أصحاب الغايات الكبرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى