أخبارإسلامثقافة

النبي الداعية

النبي الداعية

“يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا”

الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يمرّ عبر محبته وتوقيره وإنزاله المنزلة السامية السامقة التي يستحقها في القلوب والعقول، وسلوك هديه الكريم في الحياة الخاصة والعامة، ومن أجلّ وأنفع ما يجب الاقتداء به فيه الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة والثبات على ذلك وعدّه مما يقرّب إلى الله ويدلّ على صدق المحبة وسلامة المنهج…الدعوة شعيرة إذا ماتت ذهب بهاء الدين، ولولا حفظ الله له لاضمحل ومات، لكنه باق مزدهر متمدد بفضل رجال ربانيين ترجموا محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك يفتح الآفاق للإسلام ويقدمه غضا طريا للحيارى في القارات الخمس.

فهل يعلم المسلمون أن الشيخ محمد إلياس الكندهلوي – الداعية الهندي الكبير ومؤسس جماعة الدعوة والتليغ – كان يسير بين الهندوس يقبّل أقدامهم وهو يبكي مرددا “قولوا لا إله إلا الله تدخلوا الجنة”…أجل، يعرض الإسلام عليهم بحرارة تجعل دموعه تنهمر ليس من عينية فحسب بل من قلبه المفعم بالإيمان.

هل يعلمون أن د.عبد الرحمن السميط الكويتي أفنى عمره في أدغال إفريقيا يخدم الفقراء ويدعو إلى الإسلام فهدى الله على يديه قرى بأكملها.

هل يعلمون أن الإسلام دخل كوريا الجنوبية وانتشر فيها على يد رجل واحد هو الشيخ عبد الوهاب زاهد الحق السوري، وكأنه يحيي سيرة معاذ بن جبل رضي الله عنه.

ألا يغريك هذا أيها المسلم المحب لرسول الله؟ أليس هؤلاء مقتفين لأثره، يحيون سنته بين الناس؟ أليس لو رآهم لأحبّهم؟ تصوّر أن الله يهدى على يديك كافرا ملحدا لادينيا، أي تنقذ إنسانا من النار: “لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” – حديث رواه البخاري…يعني أن هذا يدخلك الجنة…انظرْ حولك إلى الشباب الضائعين الذين ينتظرون منقذا، كن أنت المنقذ.. أليس هذا أفضل من انقضاء العمر في متابعة كرة القدم والتخاصم حول شرعية إحياء المولد النبوي؟ الملايين ينتظروننا – من بني جلدتنا ومن شعوب الأرض – لنخاطب قلوبهم وعقولهم وننقذهم من الحيرة والتيه و الدعوات الضالة والنحَل الهدامة …أليس هذا أفضل من الجدال في المسائل التجريدية والأمور الثانوية؟ وإياك أن يثبّطك الشيطان ويفتيك بالانتظار حتى تستقيم أنت، فليس من شروط السير الى الله أن تكون في حالة طهر ملائكية، سرْ الى الله بأثقال طينك، فهو يحب قدومك إليه ولو حَبْوا…فقط كن من أصحاب الاخلاص والهمم العالية وحب الخير للناس، واعلمْ أننا لن ندخل الجنة حتى نغلق أبواب النار أمام الناس.

هذا هو طريق محبة رسول الله والوفاء له وإحياء هديه واتباع سنّته: معالي الأمور والسعي لنشر حقائق الإسلام وردّ أباطيل خصومه والتعريف بمحاسن هذا الدين بقرآنه وسنة نبيّه…وهذا هو الاحتفال الحقيقي بمولده صلى الله عليه وسلم.

عبد العزيز كحيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى