رأي

بين بلال بن رباح و فرانز فانون

الصراخ المكتوم بين الحبشي بلال بن رباح ☪--- والفرنسي 🇫---🇷--- فرانز فانون …

 
مروان صباح
/ هو في مضمونه يعتبر الأصح في قلب 💔 هذا الأصح ، لهذا ليس غريباً أن يعود المرء إلى مجال أوسع وأبعد من المكان والزمان الحاليين ، وهي عودة تتحسس تلك البذرة التى أنتجتها تلك التربة ، لقد خاضت البشرية ومازالت تخوض حتى يومنا هذا ، وربما ستستمر إلى يوم الساعة سجالات عميقة🧐 حول أحقية المرجع بين التاريخ أو الدولة ، لكن التجارب البشرية تشير☝ حقاً 😶 عن ربط التفكير الحر بالتاريخ ، بل العالم ضمنياً هو أوسع مما تحاول الدولة تأطيره في محدودات لا تتوافق مع قدرة التفكير ، وهذا المفهوم كان قد أشار له شخصيتين من التاريخ البعيد والقريب ، الصحابي بلال بن رباح ☪ المعروف ب( الحبشي ) ، وأيضاً الفرنسي 🇫🇷 من الأصول الأفريقية فرانز فانون ، فالرجلان حملا ذات الطموح وأيضاً تشابها بعشقهما لثورية التغيير ، فالأول وجد نفسه مأسور بين لوحة تجمع قصر لأمية بن خلف ، قبلئذ ، الرجل الذي قتل لاحقاً على يد بلال نفسه في معركة بدر 🌕 ، فالقصر كما هو مؤرخ في سجلات التاريخ ، بالفعل يطل على صحراء مترامية وصورة حية للكعبة 🕋 ، تختزن بين ألوانها لوحة 🎨 معقدة التفكيك ، والتى أيضاً جمعت آلهة عدة من صنع الفكر الاستبدادي ، أما فانون الفرنسي 🇫🇷 ، وجد نفسه بين برج إيفل وتمثال الحرية🗽، الصورتان مدججتان باستعمار الشعوب الأخرى ، والحال أن ، قد يحدث تعارضاً 😐 هنا 👈 أو هناك 👆 ، لكن لم تكون صورة أمية في مكة 🕋تختلف في جوهرها عن تلك التى تأتي من راعي البقر في أوروبا الوسطى ، فسهم أمية لم يكن يفرق بين اصطياده لغزال 🦌 في الصحراء أو لامرأة حسناء بالشكل والقوام ، وهذه العدمية أيضاً كانت تسيطر على راعي البقر والتى أفقدته التميز بينهما .
ذلك الابحار لا غنى عنه ، فالابحار بتاريخ الشخصيتين الافريقيتين عبر أكثر من بحر عاصف 🌊 هائج ، ونحو ضفاف متعددة حيوية وغير معتادة ، هو بمثابة ثورة متجددة ، كيف لا وقد وجد الحبشي نفسه أسيراً بين مجموعة تقول الشعر وتشد في العام الواحد رحلتين في الشتاء والصيف من أجل 🙌 تأمين احتياجات الحجاج ، لكنها تصنع آلهتها من العجوة . في المقابل ، وجد فانون نفسه في مدينة تخوض صراعاً بين ثورتين مضادتين ، الإبداعية والصناعية ، لكنها تصنع في مناطق نفوذها الاستبداد وتنشر روح العبودية ، ففانون صحيح أنه فرنسياً 🇫🇷 المولد ، لكنه كان من الناحية الفكرية جزائرياً 🇩🇿 الكفاح ، وواحد من المثقفين الذين ساهموا في تشريح علاقة المستعمِر – المستعمَر ، مثلما فهم علاقة الطبيب 👨‍⚕🥼 بالمريض ، لقد كافح من أجل 🙌 الحد أو بالأحرى إيقاف✋ التهميش والحرمان والإذلال والتجهيل والتغريب والتعذيب وقتل الجزائريين والجزائريات ، بل أدرك تماماً 🤝 كما هو الأدراك كان عند بلال ، بأن سلوك الاستبداد والمستعمر سيولدان سلوكيات التى بدورها ستدفع المكييون 🕋 والجزائريين 🇩🇿 سواء بسواء ، بالرغم من الفترة الزمنية المتباعدة ، أن ينمو لديهما بفضل التعذيب والاستبداد أشكال متنوعة من الوجود ، والذي بدوره سيبلور لهما القيمة المثلى من السيادة والتعلّق بالوجود ، بالطبع ، من خلال المواجهة التى تتطلع لنيل الاعتراف ، أي الاعتراف بالحقوق والاستقلال ، وهذا كان المراقب قد شاهد هذه البلاغة في محاربة الاستبداد خلال المشهد الشهير والخاص بتعذيب بلال وسط الصحراء ، بالفعل ، في هذه اللحظات دق✊ ناقوس التغير بين من كانوا يقفون باكيين على مشهد الإذلال .
هناك حقيقة 😱 كبرى مفادها ، بأن لم يكن بلال هو العبد فقط ، بل كشفت خطوة ابوبكر ، الخليفة بعد ذلك ، بأن تحريره للحبشي من يد أمية ، بأن الأخير هو أيضاً يعبد المال ، بل المال عنده تفوق على السيادة المزعومة ، وبالتالي ، قد يكون أمية بن خلف إستطاع خداع البشرية لمدة طويلة بأنه أبيض اللون ، لكن المواقف التاريخية كانت كفيلة 🤚 بالكشف عن سواد قلبه وبياض قبل بلال ، وذلك ، ورغم سطوة الثورتين الصناعية والابداعية وأيضاً التمدد الاستعماري الفرنسي 🇫🇷 في تلك الحقبة الخالدة ، لقد تمكن فانون من إصدار كتابه 📖 الشهير والذي أحدث إنقلاباً جوهرياً بين أوساط المثقفين في العالم ، بل بالفعل ، وقتها بدأت تتجدد مرحلة أنسنة الثورات عالمياً ، تماماً 🤝كما هو حاصل في أوكرانيا 🇺🇦 ، نعم 👏 ، أتاح كتاب 📕 معذبو الأرض 🌍 أن يمكن 🤔 الفرنسي 🇫🇷 فرانز فانون القتال مع العرب في الجزائر 🇩🇿 ، تماماً 🤝 كما حصل ذلك لكثير من المثقفين من أمريكا اللاتينية أن يقاتلوا ويموتوا خارج الحدود الإقليمية لبلدانهم .
ايضاً ، وهو جانب أخر ، لكن إيقاعه عالي ضمن عروض مركبة ، بالطبع يقع هذا الجانب بين التجريب والتجدد والتمرد ، لقد تعولمت حياة البشرية منذ وقوف ✋ بلال الحبشي في ساحة قريش الكبرى يدافع عن معذبوها ، وهذه العولمة يمكن 🤔 للمرء أن يطلق عليها بالعولمة الإيجابية ، وهي بالطبع غير مدججة ولا تمتلك سجوناً للفكر ولا للجسد ، بل قدمت مناخاً انسانياً يسود حتى يومنا هذا ، وبالرغم من انخراط الصحابي بلال بن رباح في هاجس الكوني ، إلا أنه لم يتجاوز أو يهمل انحيازه اليومي ، لأن كيف يفسر المرء ابتكاره لفكرة المسحراتي قبل 1400 عاماً ، في المقابل ، لم يكن يتوقع بأن أحفاده سيغرقون بسرديات التراث الفاقعة ويتبنون مشاهد هابطة مبتذلة كما يتوجب القول ، بل سيعجزون عن تطوير الفكرة أو ابتكار أفكاراً 💡 مشابهة تنفع البشرية ، لدرجة أن التاريخ أضطر إعادة نفسه ، عندما أنتج أفريقياً أخر أسمه فرانز فانون ، طبعاً ، لكي يدافع عن معذبو الأرض 🌍 ويهدم معبد الاستبداد والاستعمار معاً ، تماماً 🤝 كما صنع بلال الحبشي قبل ذلك ..والسلام 👋 ✍

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى