أخبارأخبار العالمفي الواجهة

بين اليمين المتطرف و اليسار الضال

اليسار الضال في خدمة اليمين المتطرف

صلاح الدين محسن
كاتب مصري – كندي

لستُ سعيداً بقدومهم .. ولكنهم بمثابة سيارة إسعاف , وسيارة إطفاء الحرائق ..
انهم اليمين المتطرف في أوروبا ,, وفي أمريكا – تقريباً –
اليمين المتطرف , قد ينقذ الحضارة الحديثة بتلك الدول , الحضارة التي يبدو انها في طريقها للسقوط من قمة العلم والتعليم , الصناعة , والزراعة . والفنون . . الخ. التي لا تستغني عنها شعوب العالم الثالث , وان كانت دول حضارة الغرب تستغلهم وتسرق ثروات بلادهم , وتصادق وتتحالف مع لصوصهم وطغاتهم – وتعينهم وكلاء للإستعمار الجديد . ولكن – للآن – لا غني لتلك الشعوب المفقورة عن صُناع وسادة حضارة هذا العصر – دول الغرب ,, أو الناتو ..
اليسار الحاكم بدول الحضارة .. يسير نحو تصفيتها . أو بمعني ادق : تسليم مفاتيحها للعالم الثالث المتخلف / المهاجرون منه واللاجئون .

ضاق صدر شعوب العالم الأول , من اليسار غير الراشد غير الأمين الذي يقودهم للسقوط في هاوية .. والخروج من التاريخ . فاستنجدت تلك الشعوب باليمين المتطرف , بعد طول جفاء له , خوفاً مما سيفعله لو تسلم السلطة ..
لكن سياسة اليسار في كل دول أوروبا وأمريكا ,, أفقدت الشعوب , الكثير ,, حتي الأمن والأمان .. ! ويرون الحضارة التي صنعها أجدادهم , تنهار , تداس تحت الأقدام ..
فلم يعد أمامهم سوي اليمين المتطرف ..

اليمين المتطرف.. قد ينقذ الحضارة , وان كان الوقت جاء متاخراً .. والمريض حالته حرجة للغاية
ولا أدري كم سيتكلف العلاج .. ؟ ولا كم من الوقت سوف تحتاج فترة النقاهة .. ؟
ومن يعرفون كيف ؟ قد لا يمتلكون السلطة لتحقيق ذلك ..
فهل يعرف اليمين المتطرف .. كيفية تحقيق ذلك ببراعة و بمهارة .. وبأقل قدر من الخسارة ؟
وبعدما .. لو .. لو .. تم انقاذ الحضارة ومفاتيحها – الحكم – من السقوط في أيادي دواعش المهاجرين من دول شتي – ولاسيما دول العالم الثالث والعالم الرابع و العالم الخامس ! و هم من عقائد مختلفة .. فكيف سيكون مستقبل أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا .. تحت حكم يمينيين متطرفين ؟ ..
.. بل وما تأثير تطرفهم علي العالم ككل ؟ كيف سيكون مستقبل العالم ؟؟

عام 2005 كتبت ان الحضارة في دول الغرب – أوربا وأمريكا .. الخ . اكتمل عمرها الافتراضي – وذكرت الشواهد – وستغرب كحضارات كبري سادت قديما ً ثم بادت .. ما لم يحدث شيء لاطالة عمرها

ثم قدرت ان الحضارة الحديثة لن تختفي تماماً . بل ستنتقل من الغرب للشرق – الذي التقط رايتها , قبل سقوطها .. ولاسيما اليابان والصين والهند , ودول أخري أصغر ..

.. ثم انتبهت مؤخراً , الي ان روسيا يحكمها الآن اليمين المتطرف الشوفيني ” بوتين ” وأستاذه فيلسوف القومية الروسية ( الهتلرية ) ألكسندر دوغين ..
ولاستخدام بوتين لمرتزقة , في حروبه المتعددة , مستغلاً فقرهم , أو تشردهم بفعل حروب أهلية جرت في بلادهم ! ..
(( مرتزقة سوريون في النيجر: حياة الخيام تدفعنا للقتال في إفريقيا – راتب شهري يصل إلى 1500 دولار
صحيفة إيلاف – عن بي. بي. سي
https://elaph.com/Web/News/2024/07/1541658.html ))
وقيام – بوتين – بعمل اتفاقية دفاع مشترك مع شاهنشاه كوريا الشمالية – الشيوعي الاشتراكي ! – , وريث شهنشاهية الرفيق الشيوعي الراحل ” كيم إيل سونج ” , وحفيده الذي لا يزرع لبلاده وفي بلاده , سوي أسلحة الدمار الشامل .. ! ويدع شعبه يعيش في ظل زمن ستينيات القرن الماضي ! . فاتخده بوتين – حليفاً .. باتفاقية دفاع مشترك ..

و كيف لا ننتبه الي أن الصين تتمدد استعماريا في افريقيا وغيرها .. ( و تحت علم الشيوعية والحزب الشيوعي الصيني ! الذي لم يعد فيه من الشيوعية سوي الاسم ) !! والصين تهتم جداً بسباق تطوير أسلحة الدمار الشامل , مما قد يعجل بفناء الكرة الأرضية )

انني أعيش في إحدي دول العالم الأول ” كندا – وأري كيف تتراجع وتختفي عادات وتقاليد وقيم حضارية .. تحت أقدام مهاجرين ولاجئين من دول العالم الثالث .. / لا يجدون من يرشدهم ويلقنهم كوروسات في آداب وقيم وعادات وتقاليد وطنهم الجديد / !! . ان أشياء بسيطة وهامة جداً ..عريقة , قد اختفت تماماً , مثل : آداب السير علي الرصيف بالطريق العام ! اختفت تماماً . عما عرفتها عند وصولي لكندا – مونتريال – عام 2004 . وطوال ما يقرب من 10 سنوات , ثم اختفت.
وآداب وضع المخلفات في صندوق مخصص وليس رميها في أي مكان .. تلك علي وشك الاختفاء ..
وقيمة ومبدأ , مثل : ” المواطن علي حق – أو الزبون – عندما يشكو “.. إختفي , وحل محله : من يشكو يعاقب ويذل .. بفعل القيم والتقاليد الجديدة التي اتي بها موظفون جاءوا من دول العالم الثالث المتخلف , وهم يحملون معهم كافة أمراضهم – اللاحضارية – ومنها البيروقراطية .. ! ( كلنا نعرفها .. نحن أبناء تلك الدول ) ولم يجدوا في دول المهجر , من يلقنهم ويعلمهم , ويلزمهم بقيم وعادات وتقاليد وآداب الدول المتحضرة . ويعاقب من يخالف .

لا ألوم علي هؤلاء المهاجرين واللاجئين من دول العالم الثالث , بقدر ما ألوم علي السياسين – اليسار الحاكم – .. فالسياسيون لهم حسابات , غالبيتها تتعلق بالحصول علي أصوات انتخابية للبقاء في السلطة أو للوصول – أو للعودة – اليها ..
سياسيون , من معارضي بايدن ( هو بالنسية لترامب ,, يساري , وترامب يمينني – في رسائل تصلني بالانجليزية – . . يتهمون ” بايدن ” بانه يريد منح حق التصويت في الانتخابات لمهاجرين لا يحملون الجنسية الامريكية .. !- طبعا لكي يحصل علي أصواتهم , ويفوز بالرئاسة !

ورئيس الحكومة الكندية ” ترودو ” . أعلن عن استعداده لقبول 5 آلاف من أهالي غزة للعيش في كندا .. ! * مراجع بالهامش . في نهاية المقال .
لا يهمه ان كانوا حمساويين مؤدلجين – يتبعون حماس الاسلامية – أم يتبعون جبهة النصرة – الاسلامية – أم يتبعون كتائب القَسّام – الاسلامية . وسيأتون لكندا بالحجاب وباللحية .. ليواصلوا الجهاد بنشر العقيدة الاسلامية في كندا وتحويلها الي دولة اسلامية. مثل أفغانستان أو ايران أو باكستان !
(( نحن نتكلم رأي وفكر , وليس كلام عواطف .أو انحيازات قبلية .. من يريد مساعدة أهل غزة المنكوبين , فعلاً , فهناك طرق عدة . بخلاف تهجيرهم من وطنهم , وتفريغ وطنهم منهم .. أليس كذلك .. ؟ ))

” ترودو ” لا يهمه ذلك بل يهمه الحصول الأكيد علي أصوات 5 آلاف حمساوي داعشي – وافق علي استقبالهم – والحصول – في القريب – علي أصوات من يشاركون تلك المنظمات في الفكر والمعتقد – من المهاجرين المقيمين في كندا بالفعل , ولهم حق التصويت ..
هكذا يفعل كل الحكام الحاليين لأوروبا وأمريكا وكندا واستراليا .. !
أي انهم يسلمون مفاتيح الحضارة .. لترتد بلادهم الي صفوف دول العالم الثالث .. حكام كل ما يهمهم هو مصالحهم السياسية الآنية ..
فكان من البديهي أن تستنجد شعوب الغرب بمن ينقذ لهم حضارة بلادهم , حتي ولو كان هو : اليمين المتطرف .. !

فاذا اليسار واليسار المتطرف – بدول الناتو – .. انتزعت شعوبهم منهم السلطة .. وسلمتها لليمين المتطرف – بالديموقراطية والانتخابات الحرة – لانقاذ البلاد – لو أمكن – ..
فتري : ماذا يمكن أن يفعل اليمينيون المتطرفون , في تلك الدول . لو .. لو تمكنوا من انقاذ بلادهم من الخروج خلف أسوار الحضارة .. ؟
هل سيعيدوا مجدداً , عصر الاستعمار السافر , مكشوف الوجه – الاستعمار الاستيطاني ؟؟
أم سيحافظوا للإستعمار , علي وجهه الحالي .. المستتر – إستعمار بالوكالة , مقنع بقناع الوكلاء ؟؟
و هل سيعيدوا عصر العبودية وفتح أسواق الرقيق ؟؟
و هل سيسمحوا باحياء محاكم التفتيش ؟؟ كما كانت في العصور الوسطي !
(( لا نستبعد ذلك .. فاليمين المتطرف , في كل مكان , مصاب بالدروشة والدعوشة )) .. من رسائل كثيرة تصلني , من أمريكا ,, بالانجليزية – تبكي وتتباكي كثيرا علي حقوق الانسان .. في قضية.. الذي يفصل فيها هو علم الطب والجراحة , ولكنهم لا يقبلون حكم العلم , ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب , ويصرخون لأجل ما يعتبرونه ” حقوق الانسان ” … !!
وبعد عدة رسائل من هذا النوع , أفتش عن السبب الحقيقي للبكاء والعويل , وفي النهاية أجده , عندما ألتقط عبارة من 4 كلمات , تقول :
” لم يأخذوا رأي الكنيسة ” .. / الكلام يأتي من أمريكا ! / بمعني رأي الدين هو الفيصل , وليس رأي العلم .. !
عبارة ” لم يأخذوا رأي الكنيسة ” تشبه عبارة يقولها نظراؤهم اليمينيون المتطرفون – الاسلاميون – , في شعوب العربفون :
” لم يأخذوا رأي المفتي ” … أي ان القول الفصل يجب أن يكون للدين , وليس للعلم ))

كثيراً ما أجد صلعمياً غاضبا,, معترضاً ويردد – كمثال – ” الشباب راح يتدمر .. الشباب راح يتدمر “
فأستغرب لأني أعرف ان الصلاعم .. لا يهم شباب ولا كهول ولا تهمهم الناس عموما , ولا يهمهم الوطن . بل يريدون تطبيق نصوص الدين . ليدخلوا الجنة , أو يموتوا في ساحة حرب جهادي أو يموتوا بتقجير انفسهم في الآمنين , ليكتب لهم أجر ويموتوا شهداء ويدخلوا الجنة .. !! فعن أي شباب يتكلم أخونا الصلعمي ..؟؟
وعندما تجاريه نقاشاً فيما يقول . يضطر في النهاية لان يتكلم صراحة وينطق :
إحنا دولة إسلامية .. والقرآن يقول .. والسنة تقول ..
وهذا نفس ما فعلته السيدة الحقوقية -الأمريكية / التي أسست وتدير مركزاً أمريكيا لحقوق الانسان – كما ذكرنا – و التي بعد كلام كثير واعتراض طويل .. لم أعرف السبب الحقيقي لبكائها علي حقوق الانسان .. حتي نطقت : ” لازم أخذ رأي الكنيسة ” ..
فعرفت السبب = الحكم للدين ,,, وليس للعلم , ولا للمنطق ,, ولا شيء غير الدين .

نعود لليمين المتطرف ,الذي يبدو مكتسحاً في أوروبا , ولاسيما في فرنسا .. فنقول : أيهما أهون ؟؟ حدوث ما نتوقعه من اليمين المتطرف , بدول الغرب – كما ذكرنا – , أو أكثر .. أو حدوث بعض منه ؟
أم بقاء اليسار واليسار المتطرف الضال , في السلطة , حتي يتقهقر العالم الأول . ويمضي في التقهقر . فيتلاحم مع العالم الثالث ! .. بالسقوط التدريجي للحضارة .. ؟
كل ذلك أو بعضه .. لو حدث .. فالمسؤلية تقع علي عاتق اليسار السياسي واليسار المتطرف الضال , في تلك الدول , لأنهم لم يحافظوا علي حضارة بلادهم وباعوها , إما جهلاً وغباءً , أو لأجل كسب – أو الاحتفاظ – بالمناصب .. والأرجح : للأحتفاظ بالسلطة والمناصب .

ما أقصده بالحضارة هو : مظاهر وأدوات الحداثة , منها الانترنت .. ومواقع التواصل الاجتماعي ,, التي ليس بامكان شعوب العالم الثالث الاستغناء عنها .. وكذلك الموبايل والسيارة والطيارة و.. و الزُمَّارة ! وغير ذلك الكثير ..

هوامش :
موقع راديو كندا . في 6-3-2024
صحيفة الشرق الأوسط – لندن – 27 مايو 2024 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى