تعاليقرأي

بمنتهى الوضوح!

محمود عبد الله

همسة اليوم : بمنتهى الوضوح..
بمنتهى الوضوح والشفافية..
إللي هي أحلى حاجة فيه..
هههههههههه
(دي قفشة كده لصلاح عبدالله – في مسلسل اسمه “سكة الهلالي” – على ما أتذكر)
فيه أمور ومواقف بتحصل في حياتنا وبتبقى نسبية..
يعني مش كل الناس بتتعاطى وتتفاعل معاها بنفس الطريقة..
زي موقفك من مرشح معين أو رأيك في أداء مجلس الشعب مثلا..
أو تقييمك لبحث علمي أو حتى عمل فني..
لإن الأمور دي بتدخل فيها حسابات أخرى – زي المشاعر والتوجهات الشخصية..وأحيانا الجوانب الدعائية..
ومستوى التفكير ودرجة المرونة العقلية إللي بيتمتع بيها الشخص..
لكن فيه مبادئ وثوابت عند كل واحد فينا مش من السهل إنه يغيرها أو يتخلى عنها..
مهما سافر أو لف أو درس أو اتحط في تجارب واكتسب خبرات جديدة..
حاجات كده بتبقى زي القيم (المبادئ الحاكمة الفوقية) إللي بتشكل دستور للواحد فينا يحكم حياته كلها..
عن نفسي، مش ممكن أتخلى عن حد وقف جنبي في محنة..
أو تواصل معي بس علشان يقولي إزيك – مش علشان مصلحة ولما تخلص، ولا كإنه يعرفني!
وعمري ما أتخلى عن حد (جدع) ذوق معايا، ما ترددش إنه يدخل مكتبي وياخد معايا القهوة أو النسكافيه من غير ما يخاف من فلان أوعلان!! مش واحد لو اضطرته الظروف يدخل عندي لأي سبب، يطلع خايف يتلفت حواليه زي ما يكون عامل عملة!!
وعمري ما أنسى حد إحترمني لشخصي وقدر الزمالة والعشرة وما باعنيش أو تخلى عني (أو أخلى مسئوليته) عند أول منعطف أو ضائقة!!
مهما عشت وسافرت ورحت وجيت، ما غيرتش طبعي ده..
ولا تخليت عن حد عزيز عليا في واجب أو محنة (حتى لو كان تمن ده خسراني لوظيفتي أو حياتي نفسها)!!
لكن الفتور وقلة التقدير في المعاملة، خلت علاقات كتير في زمانا ده ما تعمرش كتير معايا..
يجوز العيب فيا أنا..
ممكن أكون حساس شوية أو عصبي بيقفش بسرعة..
ممكن أكون متزمت أحيانا وغير مرن وغير متسامح في بعض الأمور..
بس فيه ناس عمرنا ما اختلفنا مع بعض..
أو أصاب علاقتنا أي فتور..
ممكن يكونوا على بعد ألاف الأميال..
بس علاقتي بيهم موصولة مستمرة وبنتواصل دايما في كل المناسبات..
وناس تاني تبقى جنب البيت، ولا كإننا نعرف بعض!!
ده دليل دامغ على إن بعد المسافة مثلا ما لوهش أي علاقة بطبيعة العلاقة بين الناس وقوتها..
واحد مثلا كان (قبل ما أسافر) ممكن يشوفني، يدير وشه الناحية التانية..
لكن بعد ما سافرت بريطانيا، انهالت عليا منهم طلبات إضافة على الماسينجر بتاع الياهو (كان لسه الفيسبوك ما ظهرش) وإيميلات للصبح..
كلها طلبات واستفسارات وطلب خدمات بإلحاح..
يفكرني الكلام ده بشخصية كده (باردة) مش جدعة بالمرة..
عملت معاهم كل إللي قدرني ربنا عليه (ومش ندمان لإن الواحد كان هناك بيخدم الغريب قبل القريب)..
لغاية لما سافروا واستقروا وخلااااااص ما بقوش محتاجيلني في حاجة..
ما أنساش يوم كنت بأركن العربية قدام المركز الإسلامي..
وبالصدفة كانت داخلة..
تصوروا كانت بتقدم رجل وتأخر التانية علشان ما تسلمش عليا؟!!
ده غير إن بعد ما ناقشت الدكتوراه، ما كلفتش خاطرها تتصل تبارك (مع إننا كنا في نفس المدينة والبيت مش بعيد) – أو حتى تبعت إيميل زي مئات الإيميلات إللي كانت بتبعتها قبل ما تسافر لعمل كل الإجراءات والتسهيلات!!
برضه مش ندمان.. لكن خلاص فهمت سياسة بعض الناس..
“تخلص مصلحتي ولا كإني أعرفك”..
بس أنا مش كده.. ولا عاوز أبقى كده
للأسف السلوك الجدع الراقي وإحترام حق الزمالة والصداقة مش شيء مكتسب.. ممكن يتعلمه حد بارد (رخم) بطبعه.. اتعود إن كل حاجة تجيله جاهزة لغاية عنده في طبق من دهب..
أو اتعود إنه ياخد بس ما يديش..
ما يعرفش الأصول وأخلاق ولاد (وبنات) البلد الجدعان..
لسه بتتعامل بعقلية قديمة (ست الحسن والجمال) بكل تعالي وغرور (وكأنها ريحانة الدار – التي يكفي أن تمن عليك برؤية وجهها الكريم) خال من التفاعل (المتعادل) والندية..
ناس تاكل معاك عيش وملح – جوع بس مش أكتر!!
للأسف، فيه مشكلة كبيرة عندنا في العلاقات الشخصية والإجتماعية..
علشان كده بتلاقينا أكتر شعب بيتخانق ويضرب بعض في الشارع..
ظاهرة نادرا ما تلاقيها في أي بلد تاني غير مصر..
من أقل مشكلة، ممكن تحصل حروب ومحازر..
وكإننا شعب مش حنين مع بعض..أو على بعض..
مش طايق بعض..
مفيش غير الصوت العالي والردح والمعايرة..
كلمنجية زيادة عن اللزوم..
بس عن بعض.. مش في حاجة مفيدة تبني ما تهدمش!! الناس (الناضجة) إللي ما تتغيرش (إللي إيقاعها ثابت وناضج في التعامل) بقت نادرة جدا..
كله – للأسف – عاوز يخطف مصلحته ويجري!!
أمال هو أنا اعتزلت الدنيا كلها من شوية!!
لكن الواحد بيتعلم مع الأيام..ولسه ياما هنشوف ونتعلم!!
خالص تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى