بذكرى انطلاقِة الثورة الفلسطينية المُعاصرة.. احِتفالٌ مَهُيِبَ، وحَشَدٌ  جَمَاهَيِريٌ رَهِّيِبَ

احِتفالٌ مَهُيِبَ، وحَشَدٌ  جَمَاهَيِريٌ رَهِّيِبَ

 بذكرى انطلاقِة الثورة الفلسطينية المُعاصرة

خرجت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة في ذكرى انطلاقة المارد الأسمر أم الجماهير حركة فتح غزة، بِِحُشودٍ رهيبة، وكثيرة، وكبيرة  كالسيلِ الجارف، وكَموُجِ البحرِ العاصِف، بِجموعٍ لم تَشَهدَ لها غزة مثيلاً من قبل ذلِك؛ تلك الجماهير الهادِرة خرجت من طلقاء نفسها، ومن غير أي مُقابِل مادي لساحة أرض الكتيبة في غزة حيث المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الثامنة، و الخمسون لانطلاقة حركة فتح، الثورة الفلسطينية المعاصرة؛ لتبرهِن للقاصي والداني من خلال تلك الألوف المؤلفة، مليونية تقريبًا من الجماهير الفتحاوية، لتؤكد بأنه رغم الحصار، وشُح الحال، والظلم الذي، وقع على النخب المناضلة والمتعلمة من أبناء حركة فتح المخلصين من المناضلين، والأكاديميين ليسمعوا صوتهم للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني مُجاهِدٌ، وحي، ويخرج من وسط الدمار، والرماد أكثر قوة وعنفوانًا؛ على الرغم مِما فيهم من جِراحٍ غائرة، من تلك الوعود السابقة التي أطلقها بعض من قادة الحركة في غزة منذ عام 2017م، وأمام وسائل الاعلام، في زمن رئيس الحكومة السابق د. رامي الحمد لله، في ساحة السرايا بالتحديد حينما قال:” سوف نرفع الظلم الواقع على أبناء الحركة، ونعيد الرواتب كاملة بدلاً عن كونها صارت سبعين أو ثمانين في المائة”، وقال إن لم يتحقق ذلك فسوف أستقيل، ولكنهُ لم يستقيل!؛ ولم يحصل أي تغير، والوعود نفسها أطلقها من جديد في ذكرى الانطلاقة، ولكنها ستبقى فقاعات في الهواء؛ إن تصبح واقعًا ملموسًا على أرض الواقع!!. ورغم ما في أغلب الفتحاويون من لئواء، ولكنهُ صدق  الانتماء لفلسطين، والغضب من الأعداء، ومن بطش الانقلابيين  لكنهم بصبرهم وعزيمتهم ووفائهم لفلسطين أقوى من كل الوعود الفارغة، الكاذبة، ومن كل أدعياء الوطنية؛؛ وتبقى الجماهير الهادرة الصادقة المخلصة تسبق كل أولئك القادة في صدق، وقوة الانتماء، والعزيمة، والصبر، والوفاء وتحمل الصعاب، رغم تلك الضربات القاتلة، والمُميتة التي يتعرضون لها؛ ولكنهم رغم كل ذلك خَرجُوا زحفًا لساحة الكتيبة الفلسطينية في غزة ليقولوا للعالم كله بأننا موحدون رغم الأعداء، والفقر المدقع، والحصار، والظلم، وعلى العهد باقون، وماضون، رغم كل الأفاكين، والظالمين، وسنبقى كذلك أيقونة وشُعلة الثورة الفلسطينية المجيدة الباسِلة..  حركة فتح، ولدت فكرة فلسطينية نقية، جلية بأيدي فلسطينية مجاهدة عفيفة شريفة، لتكون حركة فتح أنبل ظاهرة عرفها التاريخ البشري المُعاصر، هدفها تحرير كُل فلسطين، وتحرير المسجد الأقصى غايتها، ورأس سنامها الإيمان بالله عز، وجل، ومن ثم بحتمية النصر، من خلال الكفاح المسلح، و فوهة البنادق، وبناء الانسان، ومؤسسات الدولة لتكون فتح برجالها الاوفياء الشرفاء كالغيث المنهمر، والذي أينما حل نفع؛ وكما نرى عرين الأسود في الضفة والقدس يجاهد ويسُودَ على المحتل الحقود، الحسود، الجحود؛ ومعهم كتائب شهداء الأقصى، وكل الشرفاء والأحرار من الثوار؛؛ وها هي الذكرى الثامنة، و الخمسون لانطلاقة المارد الفتحاوي تأتي علينا، وشعبنا في أحلك الظروف مع وجود عصابة حكومة صهيونية عنصرية مجرمة متطرفة بزعامة المجرم نتنياهو؛ حيث الاستيطان يتغول، ويزداد يوميًا، والتهويد استشرى كالسرطان، والتطبيع المذل مع الاحتلال صار علنًا دون خجلٍ، أو وجَلْ!؛ ولكن رغم كل ذلك، والألم الأليم من عصابة الاحتلال المجرمة، ولكن شعبنا صابر، لأن كل مُر مهما كان مر سوف يمُر، وها هي تمضي قاطرةُ الأيام مُّسِرعةً كلمح البرق، وتطوي معها أعمارنا، وأحلامنا، وحياتنا، وفي كل إطلالة عامٍ ميلادي جديد عام 2023م، تهل علينا ذكري عطرة، يحتفي بها شعبنُا الفلسطيني في كل بقاع الأرض؛ ذكري انطلاقة حركة فتح “أم الجماهير”، وحارسة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وهي أول من لمتّ وجمعت الشمل للكُل الفلسطيني وحملت البندقية لمقاومة الاحتلال البغيض، قبل أكثر من نصف قرن؛ فحركة فتح أنبل، ظاهرة، وطنية عرفها التاريخ البشري المعاصر بين حركات التحرر الوطني في العالم؛ وظلت صامدة شامخة، في ظِّل ظروف استثنائية، وصعبة، وخطيرة؛ ومتغيرات محلية، واقليمية ودولية، وعلي الرغم من تلك المتغيرات والمؤامرات والفتن، والدسائس، والضغائن، وتغول الاحتلال الصهيوني المتطرف، والانحياز الأمريكي الّسَافر، والدعم الأمريكي المتواصل لموقف عصابة الاحتلال الصهيوني، يستمر شبح الانقسام الفلسطيني البغيض في قطاع غزة دون أن ينتهي، ولا مصالحة حقيقية تلوح في الأفُق القريب إلا إن يشاء الله عز، وجل بذلك؛ ورغم كل تلك الرزايا، والمحن والهموم، والصعاب، والواقع الدولي، والعربي والإسلامي المرير، إلا أن حركة فتح صاحبة الفكرة المُستنيرة لا تنكسر، رغم الامواج العاتية، فلقد استمرت تسير كالسفينة العظيمة الشامخة، القوية، التي تّمخُر عباب البحر متحديةً ظُلمات البحر اللجُي، وتشُق طريقها رغم كل الأمواج الهادرة العاتية، بكل إرادة، وتصميم وعزيمة علي تحرير فلسطين، والقدس الشريف، والاسري البواسق وفي تلك الطريق الوعرة عبر السنوات العجاف، ارتقي، واستشهد الصغار والكبار، والقادة العظماء، وعلي رأسهم شمس الشهداء الرئيس الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله، وهو يقول: علي القدس ريحين شهداء بالملايين؛؛ وكانت حركة فتح أول الرصاص، وأول الحجارة، وهي السباقة لحمل البندقية، والانطلاق لتحرير كل فلسطين التاريخية من البحر إلي النهر، من خلال الكفاح المسلح، وكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، في 1/1/1965م، أقسموا اليمين علي تحرير فلسطين من المحتلين؛ رافعين شعار لا للوصاية، ولا للتبعية لأحد، ونعم للقرار الوطني الفلسطيني المستُقل النابع من الفكر الوطني الحُّر؛؛ واليوم، وبعد مضي أكثر من نصف قرن علي انطلاقة حركة فتح لازال شلال الدم الفلسطيني متدفق، والشهداء يومياً يرتقون برصاص قوات الاحتلال المتطرفة الارهابية؛ وفشلت كل مشاريع المفاوضات، والتسوية، وحتي اتفاقية أوسلوا، قتلها، واغتالها الاحتلال الاسرائيلي؛ فلا يريدون السلام ويسعون الأن لإجهاض السلطة الوطنية، والاجهاز عليها، وشطب منظمة التحرير الفلسطينية، وكل هدفهم للحل هو سلام اقتصادي، وتشكيل إدارة مدنية، في الضفة بعد تقسيمها لثلاثة أقسام، وضم الكتل الاستيطانية الُّكبرى؛ ولكن كل تلك المحاولات لن يُكتب لها النجاح، لأن حركة فتح صمام الأمان الوطني، والسد المنيع، في وجه جميع المؤامرات، وإن كانت فتح بخير ففلسطين بخير، والعكسُ صحيح؛ ولن ينعم الاحتلال بالأمن أو الأمان طالما فلسطين مُحتلة، وطالما المسرى، والأسري، معتقلين في سجون الاحتلال البغيض؛؛ وختامًا إن الثورة مستمرة أمام غرسة وعنجهية وعنصرية هذا الاحتلال الصهيوني الجبان والذي تنّكر لكل الاتفاقات، والقرارات الأُممية، والدولية،  وضربها بعرض الحائط، والتي فاقت أكثر من  704  قرراً، وكذلك بدأ يطبق القانون العنصري يهودية  الدولة السادي!؛  نحن أمام احتلال نازي يؤكد أنهُ لا حل، ولا سلام مع هذا الاحتلال الانحلالي الاستيطاني الصهيوني من خلال المفاوضات، أو  بالسلام، بل بالمقاومة بكافة أشكالها من السلمية حتي العسكرية، فما أّخّد غصباً  بالقوة، وعبر ارتكاب المجازر  من قبل جنود الاحتلال،  فلا يمكن  أن ترجع  فلسطين بغير القوة؛  بشرط أن يسبقهُا تحقيق الوحدة الوطنية، ولم الشمل للبيت الفلسطيني، واقامة العدل، وشرع الله في الأرض؛  فلا عاصمة لفلسطين سوي القدس الشريف، ونحن في فلسطين في رباطِ  ليوم القيامة، والمعركة مع الاحتلال متواصلة؛ ورغم كل الألم  لابد من أن يبقي الأمل، وعاشت فلسطين حرة عربية مستقلة بكل الشرفاء، والثوار الأحرار، ويجب أن يتم تكريم الجماهير الفلسطينية التي خرجت ألوفٌ مؤلفة في ذكري الانطلاقة، والعمل الجاد من القيادة على حل كافة مشاكلهم، وتحقيق مطالبهم، وإجراء انتخابات في كل أقاليم، ومناطق الحركة قبل بدء التحضير لعقد المؤتمر العام للحركة؛ وكذلك يجب إنزال الناس منازلهم، وأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا العكس وفتح ليس شركة مَمَلُوكة لِأحَّدْ، وهي لمن صدق، وليست لِمن سَبق، وسَرق!. نحن اليوم بِأمس الحاجة لأن نكون جميعًا على قلب رجل واحد، وتحقيق الوحدة الوطنية سريعًا لِمواجهة تغول عصابة حكومة الاحتلال  اليمينية المتطرفة الصهيونية المجرمة، وإعادة ترتيب أوراق الحركة، وذلك يأتي من خلال إعادة تصويب الأوضاع، وترتيب الأوراق المُبعثرة، وضخ دماء جديدة، وانتخابات نزيه، عاشت الذكري، ودامت الفكرة، وعاشت الثورة، وتحيا فلسطين رغم أنف المحتلين  الصهاينة  المجرمين ، تحيا  فلسطين، تحيا  فلسطين…  

الباحث والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى