اسرارامن و استراتيجياجواسيسفي الواجهة

بداية الصدمة وتدحرج كرة الثلج

محسن خاني

نحن في منتصف مشاهدة ومعايشة حلقات ومتسارعة، فكورونا العنيدة في 2020 كانت بداية الأزمة التي جاءت بعدها حرب أوكرانيا ثم حرب طوفان الاقصى ، والقادم أعظم ، وصولا الى حرب عالمية
سنكون أشهاد على سلسلة من الأزمات في حلقات مؤلمة تلو الحلقات التي ستمس الجميع ولا إستثناء هنا إلا في قياس حجم الكارثة.
الحلقة الأولى تأخذ من صحة سكان العالم لتطفئ ملايين من الشموع وتترك ملايين يعانون الصدمات، في المستشفيات التي تتحول لمصيدة للطواقم الصحية ،ومقبرة للمليارات التي يتم صرفها دون جدوى، لتترك ديون على كاهل الدول.
وفي الحلقة الثانية يتم قطع النخاع الشوكي للاقتصاد فيعلن شلله وينتحر الإبتكار وتتحول العمالة إلى بطالة وتغلق المصانع والفنادق والشواطئ وتباع الطائرات في المزادات وتمتلئ مخازن النفط وتهبط أسعارها.
وفي الحلقة الثالثة تتراكم الديون لكثير من الدول، وتنكمش المحفظات ،وتفلس الشركات وتغلق المحلات وتزداد نسبة السرقات والاحتيالات ويصبح الخبز حلما لبعض الشخصيات، والحرب خيارا لبعض الدويلات، والاستعمار دواء لبعض العاهات.
وفي الحلقة الرابعة بعدما تبداء بعضا من الدول المتقدمة في التعافي قليلا، تنطلق كورونا لباقي المناطق في الدول الفقيرة لتزيد من وتيرة الجوع والجريمة والمرض
وفي الحلقة الخامسة وبعد أن أصبحت كرة الثلج في منتصف المنحذر وقد أخذت ما أخذت من تلك الدول يفيق ولاة أمورنا ولكن الوقت قد تأخر كثيرا فالمصانع مغلقة ولا بيع ولا شراء.
نحن لسنا إلا مربع من الآف المربعات وستذهب العيون الجائعة إلى ما نملكه حتى وإن كان قليلا ليتم سحبه من تحت أقدامنا ولا نستطيع حتى النظر في أعينهم.
فنحن لا نملك سياسة خارجية حكيمة تستطيع أن تجنب البلاد من أزمة قادمة، ولا نملك ترسانة عسكرية قوية يمكنها ان تصد اي هجوم مسلح، ولا نملك عددا كبيرا من السكان يمكننا أن نضحي بجزء منه.
متى نفيق من سكرتنا ونتوقف عن السب والقتال والإجرام الاجتماعي والمالي والسياسي ،متى نفيق من غفوتنا وننظر لما يحدث من حولنا، متى نخرج من سهوتنا التي ستنتهي بأنتهاء حلم أطفالنا.
متى نجلس ونتفق ونكون يدا واحدة لمواجهة الشر القادم قريبا، فأنا لا أتكلم عن السنين القادمة بل الأشهر القادمة وقبل نهاية هذا العام.
افيقوا…افيقوا…او ارحلو عنا دون رجعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى