أحوال عربيةأخبار العالم

رسائل بن غفير من الإقتحامات المتكررة للأقصى

راسم عبيدات

بغض النظر عن كون بن غفير ممثل للفاشية اليهودية،ولكنه يعمل على تطبيق برنامجه الإنتخابي ويحترم ناخبيه، قال بأننا جئنا الى الحكم لكي نطبق برامجنا ومشاريعنا،وبغض النظر أيضاً  عن المرحلة السياسية،لم نأت الى الحكومة لكي نكون وزراء،وأحد برامجه استهداف المسجد الأقصى بالتهويد،على اعتبار ان الأقصى هو ما يسمونه جبل الهيكل ،وهو أقدس مكان لهم،وبعض الحاخامات والمجموعات التلمودية والتوراتية والعديد من وزراء وأعضاء كنيست “برلمان” دولة الكيان، قالت بأنه يجب ان يوضع ضمن الأماكن المقدسة اليهودية ، بن غفير وسموتريتش ونتنياهو يدركون تماماُ بأن الحالة العربية الرسمية منهارة ومتعفنة ،وهي لم تذهب فقط للتطبيع مع دولة الكيان،بل الى نسج واقامة احلاف عسكرية وأمنية استراتيجية معها …والبعض منها من خلال ما يعرف بالديانة الإبراهيمية، لا يتورع عن القبول بأن يكون حق ووجود للجماعات التلمودية والتوراتية في الأٌقصى … والأنكى من ذلك بأن دول النظام الرسمي العربي، ترى في بقاء دولة الكيان وقوتها،جزء من  مشروع استمرار وجودها وحماية عروشها…في حين الحالة الفلسطينية ضعيفة ومشتتة ومنقسمة على ذاتها ،وامريكا ودول الغرب الإستعماري تقف الى جانب دولة الكيان.

بن غفير يبني اقتحاماته للمسجد الأقصى على أساس خلفية تاريخية  وشواهد حصلت،فأمة المليارين التي كانت تخشى رئيس وزراء الكيان انذاك المغدورة غولدا مائير، أن يطلع الفجر ولا تجد لها أثر، لأن الجيوش العربية والإسلامية ستزحف عليها نصرة للأقصى، بسبب اقدام المتطرف مايكل دينس روهان يهودي من اصول استرالية على حرق المسجد الأقصى بما في ذلك منبر صلاح الدين التاريخي  في 21/ أب/1969،وليطلع الفجر ولتجد بان شيئاً من ذلك لم يحدث ،حينها ادركت بأن هذه الأمة ليست أكثر من ظاهرة صوتية  …وضمن هذه الخلفية والكثير من الأحداث يدرك هذا الفاشي وغيره من اتباع الفاشية اليهودية ،أن هذه الأمة لا تملك غير الأدعية والدعاء وبيانات الشجب والإستنكار ومذكرات الإحتجاج ….ولذلك اقتحامات بن غفير للأقصى والي بدأها في 3/كانون ثاني من العام الحالي،والتي لم تحتاج سوى الى نقاش مفتوح في مجلس الأمن الدولي، وها هو يقتحمه للمرة ثالثة وليصل الى نفس النتيجة ، بأن هذه الأمة ليست أكثر من ظاهرة صوتية،ويجب العمل على تطويع عقولها فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ،لكي ترى فيما يقوم به المتطرفون وعصابات الفاشية اليهودية شيء طبيعي …..ورغم كل حالة المقاومة والصمود التي يبدها المواطنون الفلسطينيون المدافعون عن الأقصى،ورأس حربتهم أهل القدس والدور الفاعل لشعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني- 48 – في الدفاع عن الأقصى  وإفشال مشاريع تهويده ونزع اسلاميته الخالصة،من مسجد اسلامي خالص  لا يقبل القسمة ولا التقسيم، لا فوق الأرض ولا تحتها ،ولكن هذا لا يمنعنا من القول بأن هناك تقدم على صعيد عمليات التهويد في المسجد الأقصى، فالتقسيم الزماني بات  ثابتاً ،والان يجري العمل على التقسيم المكاني،بحيث في فترات الإقتحامات والأعياد اليهودية،لن يسمح بتواجد أي وجود إسلامي،لا مصلين ولا مرابطين ولا معتكفين ولا حراس أٌقصى،ولتتسع دائرة الإقتحامات،بحيث لا تجري فقط من خلال باب المغاربة،بل تشمل أكثر من باب وبالذات باب الإسباط،وعلى أن تجري الإقتحامات بشكل فردي وجماعي،ويؤدي فيها المتطرفين من الجامعات التلمودية كامل طقوسهم التلمودية والتوراتية،من صلوات تلمودية جماعية  ،والسجود الملحمي ،انبطاح المستوطنين على وجوهم كأعلى شكل من أشكال الطقوس  التلمودية والتوراتية،وكذلك ادخال لباس الكهنة البيضاء وكل ما يتعلق بمقتنيات العبادة من شال الصلاة واللفائف السوداء وغيرها، على أن يستتبع ذلك ادخال قرابين الهيكل الحيوانية والنباتية والنفخ في البوق ، لكي تكتمل كل طقوس احياء ما يعرف بالهيكل المعنوي، وليجري بعد ذلك الإنتقال الى  خطوة  الإقامة الفعلية للهيكل الثالث  بهدم مسجد قبة الصخرة .

خطوات التهويد للأقصى تتسارع  وتتطور بشكل غير مسبوق ، لتكريس حياة وقدسية يهودية في المسجد الأقصى، وتجري عملية استهداف واسعة لمصلى باب الرحمة ،لكي يجري فصله عن بقية مصليات المسجد الأقصى. بهدف تحويله الى كنيس يهودي ،وإقامة مدرسة تلمودية توراتية في الساحة التي أمامه ،لتعليم وتدريس الطقوس التلمودية والتوراتية ،ومن هنا شهدنا في ثاني يوم من أيام عيد الفطر السعيد كيف جرى استهدافه أكثر من مرة،وكذلك هو باب الإسباط الذي يجري التركيز عليه لكونه يشكل الشريان الرئيسي للدخول الى البلدة القديمة والأقصى،وبالتالي  هو  المدخل الرئيسي الذي من خلاله يدخل اهل البلدة القديمة بضائعهم،ولذلك السيطرة عليه،يعني “خنق” و”قتل”  الحركتين التجارية والإقتصادية في البلدة القديمة .

المرحلة القادمة في ظل غياب الردود العملية الفلسطينية والعربية والإسلامية،وما نشهده من حالة عجز وانهيار  رسمية عربية، فإن العدوان على الأقصى سيتوسع وبلا هوادة ،الإقتحامات ستتكثف وكذلك هي فرض الوقائع الجديدة فيه،وأيضا سيتم تكثيف عمليات الإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة والقدس والإعتقال وفرض الإقامات الجبرية ،ناهيك عن السعي لتفريغ المدينة من شخصياتها الدينية والوطنية .

بن غفير وزعران الفاشية اليهودية ،من بعد إقرار ما يعرف بالتعديلات القضائية وتحرر كنيستهم ” برلمانهم”  وحكومتهم من ما يعرف بسلطة القضاء، سيزيدون من وحشتهم وقمعهم وتنكيلهم بحق شعبنا ،وكذلك عمليات تهويدهم للأقصى ،وبالتالي هم لن يبقوا لا على وصاية أردنية،عملوا على تجويفها بشكل متدرج ولا سيطرة إدارية للأوقاف الإسلامية ،بل هم سيعملون على فرض سيادتهم الكاملة على المسجد الأقصى،وهم يقولون بشكل واضح بأنهم لن يسمحوا بأن يكون في القدس والأقصى  سيادة لدولة اجنبية غير سيادتهم ،

وعلى العرب والمسلمين ان يدركوا بأن تطبيعهم مع دولة الكيان،لن يحمي الأقصى من التهويد،بل هذا التطبيع يشرعن هذا التهويد ويجعل دولة الكيان تكثف  من اقتحاماتها له والعمل على فرض وقائع جديدة فيه تغيير من وضعيته التاريخية والقانونية والدينية،وعلى كل صناع القرار فلسطينيا وعربياً  وإسلامياً أن يخرجوا  من دائرة ” الجعجعات” الكلامية والمناشدات وبيانات الشجب والإستنكار والإستجداء على بوابات البيت الأبيض  والمؤسسات الدولية، الحقوق فقط تحتاج ليس فقط الى عدالة،بل الى قوة تحميها ،وبدون ذلك فمصير الأقصى سيكون كمصير الحرم الإبراهيمي الشريف، بل ربما أسوء من ذلك،فهل هذا الأمة التي نومها طال أكثر من نومة اهل الكهف ستصحوا أم ستبقى غارقة في نومها ..؟؟.

فلسطين  – القدس المحتلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى