المعلّم رسولٌ – بحقّ وحقيق –
زهير دعيم
لليوم الثاني على التّوالي تعلن نقابة المعلّمين العامّة في إسرائيل عن اضراب عامّ في المدارس الابتدائية ( والإعداديّة) في البلاد بعد تشويشات وتحذيرات لم تُجدِ نفعًا ، فلبيرمان وزير المالية لا يسمع أو قُلْ لا يريد أن يسمع.
قد يقاسي الأهل من بقاء الأطفال في البيوت وخاصّةً أولئك الذين يعملون من الأهلين فيضطرّون الى البقاء في البيت خاصّةً إن كان أطفالهم صغارًا في الحضانات أو الروضات والصفوف الأوائل.
نعم قد يتذمّر الأهل وهم في عين الوقت يؤيّدون مطالب المعلّمين المُحقّة والعادلة فَ ” كاد المعلّم أن يكونَ رسولا ” بل هو رسول فعلًا وبحقٍّ وحقيق إن صحّ التعبير.
لا يعرف مشقّة مهنة التعليم إلّا من مارسها وعاشها وذاق حلاوة تعبها ! ، فالتعليم مهنة مُقدّسة تستنزف القوى و” تحرق” الأعصاب ، خاصّة في هذا الزمن الذي بات فيه بعض الاهلين يتربّصون لكلّ حركة أو نصف حركة من المعلّمين كي يجرّونهم الى مركز الشُّرطة ..
نعم ليس من العدل ولا المنطق بمكان أن يحصل المعلّم – ة المبتدئ -ة على راتب 6000 شاقل شهريًّا ؛ مبلغ لا يسدّ الرّمق ولا نصف الرّمق … راتب يُحصّله العاطل عن العمل وأكثر.
في الدول المتحضّرة فعلًا لا قوْلًا يتبوأ المعلّمون سلّم الرواتب ، فالطبيب والمُهندّس والمحامي وكلّ ذي مهنة خرج وتخرّج من تحت يد المعلّم.
من هنا وبالفم الملآن أقوالها وبصراحة : إنّنا معكم يا معشر المعلّمين … اصرخوا ، احتجّوا ، اضربوا حتى يَسمعَ صوتكم مَنْ به صمم ، وأنا على ثقة تامّة أن وزير المالية ليبرمان سيعود الى رشده ” رغمًا عن أنفه ” ويجلس معكم واليكم ويعيد الحقّ الى أصحابه ويرفع الظلم والغبن اللاحق بكم.
أنتم جديرون بالاحترام … أنتم تستحقّون أن تعيشوا الرّغد والسّعد والحياة الفضلى ، فعطاؤكم يعرفه القاصي والدّاني وتحبّه السّماء.
وقد ثبت لنا ولكم كما كانت تقول المرحومة جَدّتي : ” إنّ الله لا يسمع من السّاكت” فكيف يسمع الانسان ؟!!!
نشدّ على أياديكم واثقين تمامًا أن الفجر قريب… إنّه خلف التلّة.