رياضة

المشهد الرياضي بين المنافسة والعداوة

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

نتغنى بفوائد الرياضة وأهميتها في العيش حياة صحية، لكن عندما تتحول إلى منافسة أو تدخل الرياضة ميدان المنافسة لتتحول إلى مباراة أو سباق بين الأفراد والجماعات فإنها تتحول إلى ممارسات لا تعكس القدرات والمواهب بل تعكس الأخلاق والقيم، لذا فإن المباريات الرياضية من أكثر الأحداث التي تخلق في المجتمع بلبلة وتفجر الضغائن والأحقاد التي ربما هي كامنة في الصدور وتنتظر الفرصة ليس إلآ.
أكتب هذا وأعترف بأني كائن إجتماعي لا رياضي ،لأني عادة ما أهتم بانعكاس أي حدث أو سلوك على حياتنا الإجتماعية أكثر من الحدث نفسه، ذلك أن مثل هذه المباريات الرياضية تفضح فرقتنا وانحيازنا وربما طائفيتنا ويصبح هدفنا الأول منها المنافسة والسخرية، وإلا كيف نفسر اهتمام المرأة في الدخول في معارك كلامية على مواقع التوصال الإجتماعي بعد أن كانت اهتماماتها أنثوية بحته؟
ضجت هذه المواقع بالتشفي والتعليقات الاستفزازية وأقل ما يقال عنها أنها تنضح بالكره والسخرية من الفريق الخاسر بل وشعبه وبلده!!
ترى هل هذا حقاً ما نهدف إليه من خلال البطولات الرياضية التي عادة ما نتوقع منها أن تعكس حضارتنا وأخلاقنا وانجازتانا وقدراتنا التي نفخر بها؟
المدهش، هو ما يتحلى به الرياضيين عادة من روح رياضية أكثر من جماهيرهم الغفيرة!! نعم الروح الرياضية ليست كلمة نتغنى بها لكنها ممارسة علينا أن نطبقها ليس في مبارياتنا فقط لكن في كل مناحي حياتنا.
هذه الضغائن والتعليقات الساخرة والسلبية أو المؤذية تخرج برياضة كرة القدم من عالم روح المنافسة الشريفة حين يربط معظم الناس بين المنافسة والعداوة والكراهية إلى حد كبير في كل المجالات، بدأ من المنافسة في التعليم والعمل وتشجيع فرق رياضية وانتهاء بالمنافسة في عالم المال والأعمال أو الشهرة.
إنها فلسفة الحقد والكراهية ولا علاقة لها بما نمارسه من رياضة أو منافسات رياضية أو علمية .. الخ، الرياضة بريئة من العداوة والصداقة الحقيقة لا تقتلها المنافسة أبداً.
الدليل أن هناك مواقف رياضية كثيرة لدى اللاعبين حول العالم انتصرت فيها مشاعر الإنسانية على المنافسة، فلماذا تصر جماهيرنا على تسميم هذه الصورة وبدل من أن أقع في حب الرياضة بت أنظر لها كمشهد رياضي يفضح حقد وكره وتفتت وحدتنا للأسف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى