أخبارمجتمع

أَولُ حُبٍّ في التاريخ

آدم وحواء
تُكتب القصص في لحظة سؤال؛ فكيف إذا ما كان السؤال عن أول خلق الله من
البشر، وعن”أَوّلُ حُبٍّ في التاريخ، آدم وحواء” العنوان الذي اختاره الروائي محمود
الحبّال لرواية يعيد من خلالها إلى مسرح الأدب العربي قصة أهم ثنائيات التكوين
البشري اللذان جعل الله في اجتماعهما سرّ الحياة وسرّ قدرته: أبونا آدم الذي أصبح
رمزاً لكل الرجال، وأمنا حواء التي أصبحت رمزاً لكل النساء.
تروي الرواية قصة البشرية بما ينسجم مع معتقدات الديانات الإبراهيمية
المُتقاطعة مع خيال يحملنا عبر الزمن من خلال آدم وحواء وهبوطهما من الجنة إلى
الأرض بعد أن عصيا ربهما وأكلا من الشجرة المحرّمة!
ينطلق الإثنان في رحلة استكشاف ذاتهما البشرية التي كانت ملامحها غير
ظاهرة في الجنة، يكتشف كل واحد نفسه ويكتشف الآخر، فيكتشف آدم في نفسه
الرجل ويكتشف أنوثة رفيقته حواء، كما تكتشف هي نفسها معالم أنوثتها وسر
انجذابها إلى رجولة آدم! تُسعِدهما عواطفهما تارةً وتُخيفهما تارةً أخرى!
على الأرض يختبرالإثنان مع ذريتهما أول تجارب الحياة، ومع كل اختبار
سوف يعرف البشر جدوى وجودهم ومعنى الحياة. بعضهم سيؤمن بما يرى بأمِّ
العين ويصدّق أنّ النهاية هنا، وبعضهم وإن لم يرَ بعينيه، يريد العودة إلى هناك، إلى
حيث خلق الله الإنسان!
من أجواء الرواية نقرأ:
أعطيني يدكِ في يدي ولنمشِ معاً على دروبِ الحياة، أنا قبلكِ كنتُ أمشي وحيداً
فأراها موحشةً هذه الحياة بِكلِّ ما فيها، تعالي فنخلع عنّا وحدتنا وحزننا ونلبسُ لباسَ
الحبِّ والمودّةِ والرحمةِ والسكينةِ والألفة، تمسّكي بيدي جيداً، فإن تعثّرتِ أرفعكِ
وإن عثرتُ تقيليني، تعالي أعطيكِ طفلاً يسكن رحمكِ، تحضنهُ أحشاؤكِ قبل أن
أضمَّهُ بين ذراعيّ، تكونين أمه قبل أن أناديهِ أنا ابني، تُغذّينهُ من دمكِ وعافيتكِ،
تُوسِّدينهُ قلبكِ وفي داخلكِ أنتِ يدقُّ قلبُهُ لأوّلِ مرة، في داخلكِ تُزَفُّ إليه الروح
وتَزُفّينهُ أنتِ إلى الحياة، تعالي نشيخ سويّاً، تعالي أُسمّيكِ رفيقة دربي، شريكة
حياتي، تعالي أُسمّيكِ شاهدة عمري، تعالي نُشهدُ الله على عهودِنا، الله الذي قدَّر،
فخلقكِ لي ولكِ خلقني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى