أحوال عربيةأخبار العالمفي الواجهة

المتصهينون من أعضاء الكونغرس يطردون إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية

راني ناصر

صوت مجلس النواب الأمريكي الذي يسطر عليه الجمهوريين يوم 2023/2/2 لصالح طرد النائبة الديموقراطية في الكونغرس إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية الامريكية على خلفية انتقادات سابقة لها لسياسات دولة الاحتلال، وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وقاد رئيس مجلس النواب عن الحزب الجمهوري كيفين ماكارثي بالتنسيق مع اللوبي الصهيوني “آيباك” هذه الحملة المسعورة على النائبة المسلمة، والذي وعد منذ تبوئه منصبه في نوفمبر الماضي بعمل كل ما في وسعه لإقصاء النائبة إلهان عمر من اللجنة التي تعد واحدة من أكثر اللجان تأثيرا على سياسيات الولايات المتحدة الامريكية الخارجية بسبب ما سماها “تعليقاتها المعادية للسامية”.
وتحظى لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “آيباك” التي أسست عام 1951 ويبلغ أعضائها أكثر من مائة الف عضو بنفوذ واسع في الكونغرس، وتسيطر على السياسات الخارجية الامريكية خصوصا فيما يتعلق بالصراع
الفلسطيني الإسرائيلي، وقضايا الشرق الوسط، وهو ما تطرقت له النائبة إلهان عمر في 2019 عنما قالت ” إن دعم
الكونغرس الأعمى لمنظمة آيباك بشأن إسرائيل يتمحور حول ما قاله بنيامين نتنياهو خلال خوضه الانتخابات في
2001 ” إن أميركا شيء يمكن أن يتم تحريكه بسهولة كبيرة، لنحركها بالاتجاه الصحيح، وسوف لن تقف في
طريقنا”
ونستخدم “آيباك” المال لابتزاز أعضاء الكونغرس واقصاء كل المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، والمنتقدين لسياسات
اسرائيل في المؤسسات التشريعية الأميركية؛ فقد انفقت أكثر من 26 مليون دولار في الانتخابات التمهيدية الأخيرة
لهزيمة المرشحين الدمقراطيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية؛ ونتيجة لذلك خسر آندي ليفين مقعد ولاية ميشيغان،
وفشلت كل من نينا تورنر وماري نيومان من الفوز على منافسيهم.
بالإضافة الى ما تم ذكره، كشفت صحيفة ” واشنطن بوست ” الأمريكية أن”آيباك” تستخدم الممثلين والصحفيين
والكتاب والاعلام بشكل عام لتضليل الراي العام الأمريكي من خلال التركيز على قضية الهولوكوست وشيطنة
الإسلام، وإنها دفعت لمؤسس ورئيس المركز الأمريكي للسياسة الأمنية فرانك غافني في شهر نوفمبر 2016 ما
يزيد عن 60000 دولار من اجل “الترويج لسياسات تحذر من الإسلام المتطرف”.
فبينما تقوم ” أيباك ” والمنظمات الأخرى بدور هام جدا في توجيه السياسة الأمريكية، وفي التأثير على أعضاء
الكونغرس لتوفير أكبر قدر من الشرعية الدولية والغطاء السياسي والدعم العسكري للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة،
والعمل على ترسيخ حقائق مزيفة عن الصراع العربي الإسرائيلي في ذهن المواطن الأمريكي؛ يقف 57 سفير يمثلون
الدول العربية والإسلامية في واشنطن بلا أي مشروع، أو حتى استخدام ولو فتات من ثروات دولهم الهائلة المهدورة
لتأسيس مراكز أبحاث والقيام بحملات دعائية لمواجهة تأثير ” آيباك” ومنظمات الضغط الصهيونية الأمريكية
الأخرى على صناعة القرار الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى