صحة و جمالمجتمع

وهم الطب البديل

ستيف جوبز والذي يعد أحد عباقرة العصر ومؤسس أكبر شركة على وجه الأرض، شركة أبل، انخدع في وهم الطب البديل وندم في النهاية.
‏في عام 2003 ذهب ستيف جوبز للمستشفى بألم في الكلى وبالصدفة اكتشف ورم في البنكرياس Pancreatic NET. نصحه الأطباء بالخضوع للعلاج والإجراء الجراحي وخصوصاً أن نسبة الشفاء، بإذن الله، عالية. وللأسف، رفض ستيف الجراحة وذهب لطب الأعشاب واصبح يعتمد على الغذاء النباتي وجرب العلاج بالأبر والممارسات الروحانية بحثاً عن العلاج بعيداً عن الطُرق الحديثة في معالجة الأورام. بعد تسعة اشهر من تجربة هذه الطرق الفاشلة والغير مثبته علمياً، اقر ستيف جوبز بضرورة العملية الجراحية والرجوع للطب الحديث. ولكن بعد ماذا؟ بعدما انتشر الورم وخسر فرصة العلاج المتاحة سابقاً. اعترف ستيف أنه ندم وأنه اتخذ قراراً خاطئًا من قبل. بل أنه حينما اصيب صديقه ديفيد كيلي بالسرطان في نفس الوقت نصحه ستيف بالذهاب مباشرة للطب الحديث وعدم العبث بما يسمى بالطب البديل.
ختاماً عندما سُئل كاتب سيرة ستيف جوبز عن كيف لشخص عبقري كستيف بأن يقوم بشيء غبي كهذا؟
‏أجاب:
‏أعتقد بأنه عندما يحاول شخص انكار وجود شيء هو موجود فعلاً وتجاهله، قد يسلك طرق تفكير غير منطقية. الإيمان بالتخصص والوثوق بالعلم الحديث هو طوق النجاة بإذن الله.
الطّب البديل هو علم زائف لم يثبت نجاحه، ولا تُعتبر العلاجات البديلة جزءًا من الرعاية الطّبية الأساسيّة. تقدّم بعض العلاجات البديلة منافع للمرضى، ولكنّها تعرّضهم أيضًا لمخاطر أكبر، ولم يثبت العلم والبحث الطّبيّ منافعها وفوائدها بعد.
لابدّ من استشارة الطبيب في حال الرّغبة بالعلاج باستخدام أحد الطرق البديلة، ولابدّ من الانتباه لعدّة نقاط منها.. احذر أيّ معالجةٍ تدّعي قدرتها على شفاء السّرطان وغيره من الأمراض صعبةِ العلاج، مثل التّعب المزمن، والإيدز، إذ لم تثبت هذه الادعاءات بعد. احذر المعالجات التي تدّعي تقديمها لفوائد دون وجود آثارٍ جانبيّة، فحتى الأعشاب والفيتامينات تمتلك آثارًا جانبيّة. احذر المروّجين الذي يطلبون عدم استخدام العلاجات الطبية التقليدية في حملاتهم الترويجيّة. احذر من الكلمات الترويجيّة مثل العلاج المعجزة والعلاجات القديمة والمكونات السريّة. احذر كذلك القصص الشّخصيّة التي تتحدّث عن نتائجَ مبهرة دون وجود إثباتٍ علميّ. تحقّق من التدريب العلميّ للشّخص الذي يقدّم العلاج البديل، تحقّق من كونهم أطباء حقيقيين أو خبراء في علاج السّرطان. تحقّق من أنّ دراسة تأثيرات هذه العلاجات قد أُجريت على البشر، وليس فقط على الحيوانات، تحقّق أيضًا من الآثار الجانبيّة التي قد تسبّبها هذه العلاجات، ومن تداخلها مع العلاجات التقليدية. تحقّق من كون الدّراسات منشورةً في مجلّةٍ عالميّة محكّمة من قبل أخصائيّين في نفس المجال، وليس فقط في الإعلام والمجلّات والبرامج التلفازيّة. تزايدت الدراسات على العلاجات البديلة، وفي الواقع فإنّ بعض العلاجات أُثبتت فعاليتها حقًا، ولكن لعلاج حالاتٍ أخرى غير المستخدمة لعلاجها، فمثلًا أُثبت أنّ العلاجَ بالإبر يساعد في تخفيف الغثيان النّاتج عن العلاج الكيميائيّ، ولكنّه لم يثبت فعاليّةً أكبر من البلاسيبو في تخفيف آلام الظّهر، بالإضافةً إلى ذلك، فقد لا تكفي بعض الدّراسات السّريريّة لإثبات النّتائج رغم تصميمها الجيّد، لذلك لابدّ من تكرار التّجارب بسبلٍ مختلفةٍ لتأكيد النّتائج، وقبولها في المجتمع الطّبيّ.

د. محمد ابراهيم بسيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى