إقتصادفي الواجهةمال و أعمال

من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟

محمد رضا عباس

في اعلان مفاجئ , قرر كبار المنتجين للنفط من مجموعة أوبك و أوبك + بتخفيض عرض النفط بمقدار1.66 مليون برميل في اليوم الواحد ابتداء من الأول من شهر أيار وحتى نهاية هذا العام ,توزعت كالاتي : روسيا والمملكة العربية السعودية كلا 500 الف برميل في اليوم الواحد , العراق 211 الف برميل , الامارات العربية 144 الف برميل , الكويت 128 الف برميل , كازخستان 78 الف برميل , الجزائر 48 الف برميل , وعمان 40 الف برميل .
كان رد فعل أسواق النفط العالمية من هذا القرار فوري , هو ارتفاع أسعار برميل النفط , حيث صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 055.% الى 81.15 دولار للبرميل , فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 061.% الى 85.46 دولار للبرميل في يوم الأربعاء المصاف 5 نيسان 2023 .
أسباب كثيرة أدت الى قرار التخفيض ومنها:
معاقبة السعودية للولايات المتحدة الامريكية لرفضها تطوير برنامجها النووي كما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية .
شكوك الرياض بالتزامات أمريكا الأمنية للمنطقة بعد الهجوم اليمني على بعض منشئات أرامكو العملاقة .
حاجة السعودية الى أموال إضافية لتمويل مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان المعروفة باسم رؤية 2030 .
الحفاظ على توازن سوق النفط بعد تراكم المعلومات التي تتوقع بقدوم ركود اقتصادي عالمي .
رد فعل روسي على وضع أوروبا سقف اعلى لأسعار الطاقة الروسية .
القرار الأمريكي بعدم شراء المزيد من النفط لملاء مخازنها الاحتياطية مرة أخرى .
ولكن وزير الطاقة السعودي اكد ان التخفيض لم يكن لمعاقبة أي طرف وانما من اجل استقرار السوق , بلا صعود وهبوط بالأسعار.
كان رد الفعل الأمريكي هو ان الخطوة كانت “غير منطقية”.
من هو الرابح والخاسر من كل هذا؟
الطلب على الطاقة غير مرن في الأمد القصير . أي بسبب حاجة المستهلك للطاقة , فانه سوف يدفع أي سعر يطلبه البائع في الأمد القصير . وطالما وان كمية المعروض من النفط سوف تنخفض , فبالضرورة أسعاره في السوق سوف تتصاعد . البعض يقول ربما سيصل سعر البرميل الواحد 100 دولار , خاصة وان انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الامريكية بدء يتباطىء وليس بالكمية التي يحتاجها السوق. وعليه فان المنتفع من هذا القرار هو منتجي النفط , حيث ان ايراداتهم المالية سوف تزداد حتى مع نقصان انتاجه .
ومع ان جميع منتجي النفط ستزداد ايراداتهم منه , الا ان الرابح الأكبر هي روسيا . قلت الإنتاج النفطي سوف يزيد الطلب عليه وسوف تضطر دول جديدة لشراء النفط الروسي بسعر السوق وليس بسعر المفروض عليها , مع خصومات ليست بالكبيرة. يضاف الى ذلك ان الروبل الروسي سوف يصعد سلم المجد بعد ان أعلنت دول كبيرة بالتعامل به .
الخاسر الأكبر هي أوروبا بجناحيها الغربي والشرقي وسيضيف أعباء مالية جديدة عليها . أسعار الطاقة في المانيا تصاعدت ثلاث مرات أسعارها قبل حرب اكرانيا , ومع هذا التخفيض , فان أسعار الطاقة في هذا البلد ستكون اعلى.
التخفيض سوف لن بساعد الولايات المتحدة بوقف التضخم المالي , وربما سيتصاعد وسوف يضطر أصحاب السيارات بدفع أسعار للبنزين اعلى من المعدل 3.5 دولار للغالون الواحد , ربما سيصل الى 4 دولارات . واذا استمر التضخم في الارتفاع فان البنك الاحتياطي سوف يستمر برفع سعر الفائدة والتي ستعجل بالركود الاقتصادي للبلد .
وطالما وان شركات النفط الامريكية تعد من اكبر المنتجين للطاقة في العالم , فان ارباحهم سوف تتعاظم أيضا.
الا ان زيادة الواردات النفطية للدول المصدرة له سوف تعاني من ارتفاع في أسعار السلع والخدمات المستوردة من الخارج , خاصة وان اغلب دول الشرق الاوسط النفطية تعتمد على غذائها اليومي على الأسواق الخارجية .
كل ما قلنا أعلاه يعتمد على فرضية ان الدول النفطية التي ليست أعضاء في أوبك او أوبك + لا ترفع من انتاجهم من النفط من اجل زيادة ارباحهم . لان عدم رفع انتاجهم , يعني ولادة شرق أوسط جديد يخرج عن الطاعة الغربية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى