أخبار هبنقةرأي

الكراسي المؤدينة والمستقبل!!

د. صادق السامرائي الكراسي المؤدينة والمستقبل!!

الأرض أضحت تتجمع على شاشة بحجم كف اليد أو أصغر، وما يحصل فوق التراب يظهر عليها بسرعة خاطفة، فالبشر متواصل آنيا مع ما يدور في الدنيا، وهذه ظاهرة غير مسبوقة، إنطلقت مع فاتحة القرن الحادي والعشرين.

فكيف للكراسي المؤدينة أن تصمد أمام تيار الثورة المعلوماتية الهدّار؟

إن قوانين الحركة والدوران لا تتوافق مع التأبّد والسكون السلوكي، فالذي يريد البقاء عليه أن يواكب ويتفاعل مع مفردات مكانه وزمانه، لا أن يندحر في الغابرات، ويتمنطق بالأضاليل والخرافات، فأنوار العقول ساطعة، والبراهين دامغة.

وأمام النور لا يصمد الظلام، وأمام الحقيقة ينهار الضلال والبهتان، والمنغمسون يالغيوب والتصورات والتهيؤات منهزمون حتما، هذا ما تردده أيام الحاضر وتدعو إليه آفاق المستقبل الباهر.

فالدنيا ما عادت قوافل، بل قافلة واحدة على ذات السكة تسير، فهل يمكن للموجودات المتحركة على غيرها أن تدوم؟

المنطق الرياضي والفيزيائي والقوانين الطبيعية والكونية تشير إلى أن إرادة الدوران فاعلة، ومؤثرة ومهيمنة على الموجودات الأرضية، ولا تستطيع التحرر من قبضتها، فالجاذبية عاتية السلطان، والتراب نهم وجوعان.

وفي عالم يتحرك خارج غلاف الكرة الأرضية، ويحاول التواصل مع موجودات كونية، أصبح لزاما على الرؤى والتصورات والمعتقدات أن تبتكر وسائل ومهارات، تمكنها من التفاعل الإيجابي مع محيطها الأرضي، وإلا فأن عواصف الإنقراض وأعاصيره ستجتاحها وتبيدها، وتستبدلها بما يتوافق مع إيقاعات إرادة الدوران.

وبموجب ذلك فأن الكراسي المؤدينة بأنواعها، سوف لن تصمد طويلا وستتآكل من داخلها، وتتحول إلى هشيم، فالإندحار في خنادق الضلال والتمترس في جحور البهتان، ستصيبها بالعمى العقلي وتقربها إلى شفا حفرة الغياب الأليم.

وعليه فأن إنقشاع الغيوم المؤدينة السوداء من الكراسي في عدد من الدول المبتلاة بها أمر حتمي، وكلما طال بقاؤها سيتعاظم سوء مصيرها، وعليها أن تغادر ميادين الحياة السياسية عاجلا لا آجلا.

فهل سترعوي وتثوب إلى رشدها وتتقي ربها، أم ستبقى على كراسي الوعيد والثبور، تجأر وتخور؟!!


د. صادق السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى