ثقافة

القيادة التي نبحث عنها


صدر للكاتب الجزائري سليم نطور كتاب تحت عنوان “إحياء الشعوب، القيادة التي
نبحث عنها: دليل القيادة السياسية” (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2022). الكتاب
يختص في “علم القيادة” وفيه يعود المؤلف إلى تاريخ الأمم وحضاراتها ويبحث عن
عوامل ازدهار بعضها، وتخلّف بعضها الآخر فيجد ضالته في النخب القيادية والفكرية وما
تعتنقه من مبادئ وقيم وأيديولوجيات نتجت عن بعضها أنظمة سياسية ناجحة أساسها
العدل والحرية والأمن؛ ونخب قيادية أخرى نتجت عنها أنظمة سياسية فاشلة شكّلت خطراً
على الشعوب التي تحكمها، ويختصر المؤلف القضية بالقول: “إن القضية قضية قيادة
بكل مستوياتها لا غير”.
ضمن هذا الهم المعرفي والأكاديمي يعالج المؤلف إشكاليات لافتة يطرحها البعض،
ويقوم بدحض فرضيات أخرى يطرحها البعض الآخر، حول ماهية القادة والزعماء وأهمها
تلك التي تفترض: “أن القادة يولدون بجينات كاريزمية وصفات قيادية” ويعتبرها “فكرة
خاطئة وخطيرة كذلك وأقرب إلى الخرافة” ويبرهن على مقولته بالعودة إلى الدراسات
الأخيرة في مجال علم القيادة، والتي تثبت أن الشعوب قادرة على صناعة وتكوين صنف
مميّز من القادة إذا ما بحثنا في الأسباب وراء تكوّن هؤلاء القادة وظهورهم، ويتخذ من
دراسته للثورة الجزائرية العظيمة مثالاً لتجربة عظيمة وإرثاً كبيراً للبشرية والعالم بأسره
وليس للجزائريين فقط، نظراً للكمّ الهائل من القادة والزعماء المتميزين الذين أفرزتهم
مرحلة الثورة وما قبل الثورة، ويعتبر المؤلف اتخاذها كدراسة “حالة ممتازة” لفهم
واستيعاب مبادئ القيادة بصفة عامة، والقيادة السياسية بصفة خاصة، وكيفية صناعة
القادة بكل مستوياتهم، والأدوار التي يجب أن يؤدوها والمسؤوليات التي يجب أن
يتحمّلوها بالإضافة إلى الصفات التي يجب أن يتحملوها والتي يجب أن يتحلّوا بها… فمن
هي تلك القيادة الفكرية والسياسية؟ ولماذا اعتبرها قيادة؟ وما هي رسالتها ودورها؟ هذا
هو ما يبحثه كتاب “إحياء الشعوب” الذي يشكل دليلاً مهماً نحو قيادة سياسية قوية
ورشيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى