رأي

ال F – 16 بين الإعلام ومعركة لم تبدأ بعد !

رائد عمر العيدروسي

على مدى اليومين الماضيين ” وربما بساعاتٍ قلائلٍ اكثر ” فكأنّ قاسم مشتركٌ يجمع بين معظم وسائل الإعلام العربية المشهورة والمبهورة ! ” لتنقل وتنشر ما كأنّه نصٌّ حرفيٌّ بصياغاتٍ طفيفةٍ وخفيفةٍ تتعلّق بإسلوب التحرير الصحفي المتقارب , وقد يصعب توصيف ايّ تمايزٍ ما في ذلك بين وسيلة اعلامٍ واخرى , إلاّ وكأنّه تباينٌ في بعض مستحضرات ال Make up وما يرتبط بذلك نحو ذات الهدف المستهدف .!
الفحوى المشتركة واسلوب إخراجها وانتاجها لما تعرضه الفضائيات العربية ومشتقاتها المكتوبة والمسموعة , يكمن ويتمحور بأنّ الإدارة الأمريكية قرّرت او وافقت على تزويد اوكرانيا بالطائرات المقاتلة من طراز F – 16 , هكذا وبكلّ بساطةٍ ودونما تمحيص ولا الإستدارة قليلاً الى ما خلف ذلك وحيثياته وأبعاده القريبة , وهذا قصورٌ وتقصيرٌ مدقع في ايصال ” الرسالة الإعلامية ” للرأي العام العربي مّما هو غير مقبولٍ في توصيفات ومتطلبات الإعلام , سواءً اكاديمياً او من نواحٍ عمليةٍ – احترافيةٍ في الممارسات المفترضة .
الطيّارون الأوكرانيّون الذين يتدربون منذ شهورٍ طوال على تقنياتٍ متقدمة لطائرات F-16 في قواعد جوية امريكية وبعضها في دولٍ اوربية , قد صارواعلى وشك او إنّهم ضمن الإنتهاء او انهاء وضع اللّمسات الأخيرة في الإنطلاق او الهبوط في القواعد الأوكرانية , او في قواعدٍ اخرى في بعض دولٍ مجاورةٍ لأوكرانيا , كمحطّةٍ اولى وابتدائية .
المسألةُ في مجملها أنّ ادارة بايدن تهيّئ لمرحلةٍ اخرى للحرب مع روسيا , عبر نقل المعركة من ساحات القتال الروسية – الأوكرانية الى داخل العمق الروسي ومحاولة تدمير وقصف الأهداف الستراتيجية ” عسكريا واقتصادياً ” وشلّ قدرات القيادة الروسية ما امكن , مع الإشارة أنّ عملية القصف بالقاذفات والمقاتلات تكون عمليةً اكثر ّمن استخدام صواريخ ارض – ارض او بحر – ارض الموجّهة , حيث تتيح للطيارين ضرب الأهداف والمنظومات المتحركة .. ورغم أنّ الإسترسال في هذا الشأن العملياتي هو سابقٌ لأوانه , وقد اكتفت موسكو بتحذير الأمريكان من تزويد كييف بهذه الطائرات , فلروسيا وسائل اخرى لتعريض المصالح الأمريكية للخطر وفي اكثر من منطقة في العالم .! وبالصدد هذا نشير فقط وبإشارةٍ جانبيةٍ أنّ زعيم احدى الميليشيات في احدى دول المنطقة ! قد سبق والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ” سيرغي ريابكوف ” قبل شهورٍ قلائل , والأمر قابل لتفسيراتٍ عدّة .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى