أخبارتعاليقرأي

مولد الرّسول.. بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟!

مولد الرّسول.. بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟!

سقطت صقلية وغرناطة، ثم تلتها الأندلس، والأمّة غارقة في المباح والمندوب.. سقطت بغداد في يد المغول، والأمّة لاهية بالحديث عن الدّابة والدجّال.. سقطت الخلافة في اسطنبول و ألغيت نهائيا من بلاد المسلمين، ودبّ اليأس وعم في كل أرجائها؛ وتنكّر بعض أفرادها لتاريخها ولغتها ودينها… والأمّة لا تزال في غيّها وسباتها تحلم بمجدها القديم!؟

خرج إيلون ماسك؛ شخص جاء من العدم، واستطاع وفي فترة وجيزة أن يختزل المسافات بينه وبين المجد، ويغزو العالم بآلاف الأقمار الصناعية.. الحروب من حولنا مستعرة ومشتعلة، و الحديث لا ينقطع عن أسلحة ذكية فتّاكة للبشر، وأخرى نووية تريد العودة بالبشرية إلى ما قبل التاريخ.. زلزال هنا وآخر هناك، والأرض تبتلع كل شيء من حولها.. فيضانات تجرف المدن.. حرائق بالجملة؛ تسبّب فيها المناخ، وأخرى مفتعلة.. الروس يمنعون سفن القمح من العبور، ويهدّدون حياة الملايين من البشر بالمجاعة.. التّطبيع مع الدّولة المارقة يجري على قدم وساق، لإرغام المتردّدين على الأمر الواقع.. المجوس والهندوس من فوقنا وتمن حتنا؛ عبّاد النّار والبقر، يتموقعون في تحدّ مستمر.. العبيد يثورون ضد أسيادهم في المستعمرات القديمة.. كل شيء من حولنا في تغيّر مستمر.

والأمّة لا تزال في غيّها القديم، تجادل في سفاسف الأمور:

هل تحتفل بمولد نبيّها؟

متى ستتحرّر العقول؟

متى يتحرّر منبر الرّسول؟

لن يكون هناك احتفال ولا احتفاء، ما دامت الأمّة لا تتأسّى بأخلاق الرّسول، و لاتفرّق بين(عليٍّ) والغول.

كيف تحتفل أمّة برسول جاء ليحرّرها من العبودية، وهي التي تصنع جلّاديها لتتلذّذ بالألم؟!

كيف تتحرّر أمّة يستعلي سفهاؤها على علمائها؟!

كيف لأمّة تقدّس الجهل لتبتزّ مُريديها.. أن تنهض و تتحرّر؟!

سقطت بغداد في يد المغول.. ثم تلاها سقوط صقلية وغرناطة في يد الصّليبيين.. وسقطت اسطنبول بعد ذلك، وألغيت الخلافة نهائيا.. والأمّة مانفكّت تبكي وتجلد نفسها وتلطم وجهها؛ يا(عليّ) ويا(حسين)؛ دموعها منهمرة ودماؤها تسيل… ثم تخرج وتتوعّد إسرائيل؟! وهي التي فتحت الباب لأمريكا وروسيا؛ ليعيثوا فيها فسادا، ويعبثون بأمنها واستقرارها؟!

ثم تأتي اليوم تتحدّث عن مولد رسولها العظيم!؟

—-

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

(المتنبي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى