تعاليقرأي

العربية السعودية تحتاجه ..

محمد بن أحمد

سيذكر التاريخ في المستقبل القريب أو البعيد أن وصول الأمير الشاب محمد بن سلمان الى منصب ولي عهد المملكة العربية السعودية، كان علامة فارقة في تاريخ السعودية والاقليم المحيط و العالم كله .
ففي تاريخ المملكة العربية السعودية، توفرت لهذه الدولة العربية الكبيرة، كل مقومات الدولة العظمى والقوة العالمية، إلا أن القيادة السياسية في هذا البلد، لم توظف قدراتها بالشكل الذي نراه منذ تولي الملك سلمان لمقاليد الحكم، و وصول الأمير محمد بن سلمان الى موقع ولي العهد في المملكة، تتعامل العربية السعودية اليوم مع القوى العالمية الكبرى بمنطق براغماتي، و بعقلية قائد يعرف جيدا كيف يوظف أوراق اللعبة المتوفرة في بلاده، و يعرف تماماكيف يفاوض و متى ينتزع حقوق شعبه .


القادة السياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية روسيا الصين و الاتحاد الأوروبي، أدركوا الآن أن القيادة في الرياض، لديها من الجرأة و القدرة و المعرفة ما يمكنها من التعاطي مع كبار العالم بمنطق الند للند، وهذا تماما ما كانت العربية السعودية بحاجة اليه قائد ينقل هذا البلد الكبير من موقع القوة الإقليمية الى مكانها الطبيعي كقوة عالمية تساهم في صناعة مستقبل العالم.


محمد بن سلمان هو نموذج للقائد الصلب غير المتردد، و القادر على وضع بلده و شعبه في المكان الطبيعي واستغلال كل وسيلة ممكنة لتحقيق رفاهية ورفعة وطنه، و قراءة الاحداث السياسية في الإقليم و العالم بعقلية استراتيجية متحررة من قيود الاعتقاد أن البلاد غير جاهزة، الآن لدخول المرحلة الجديدة تماما من تاريخ المنطقة، والتي تكون فيها السعودية قوة الدفع الرئيسي السياسي و الاقتصادية و الروحية.


لا يمكن اعتبار ظهور محمد بن سلمان في واجهة الأحداث العالمية، مجرد حالة انتقال طبيعي للسلطة في الدولة الأكبر في الخليج العربي والشرق الأوسط، انه حدث عالمي كبير بدأت دول العالم الكبرى في قراءته بالأسلوب العلمي الصحيح، ولهذا السبب تغير تعاطي عواصم العالم مع السعودية و قيادتها ، انها مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة، السنوات القليلة القادمة ستكشف عن تفاصيل لا نعرفها الآن بسبب طبيعة العلاقات الدولية، تفاصيل تتعلق بكيفية تعاطي الرياض مع الملفات في الإقليم و العالم، مع الاخذ في الاعتبار عقلية صانع القرار في السعودية القائمة على العمل في صمت، و ستؤكد أن الوطن العربي و العالم الاسلامي سيتغير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى