العالم مائدة قمار

راضي المترفي
تعلمنا ان لا نثق بامريكا لكننا نخاف منها لذا تحولت كل التعاملات معها سرا وحسب مصطلح السياسة (من تحت الطاولة) وأمريكا التي عملت بمبدأ ايزنهاور (اليد الناعمة والعصا الغليظة) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم كانت دائما تمد يدها الناعمة لمصافحة اي بلد دون النظر إلى دينه او معتقده او موقفه منها مع التلويح بعصاها الغليظة بشكل مكشوف ومع كل هذه المعرفة ينشغل المصافحون لها بنعومة اليد ويتجاهلون عن عمد غلظة عصاها بقصر نظر او غباء سياسي او من أجل تحقيق هدفا مرحليا متناسين أن أمريكا لا تعرف الحياء عندما تقرر خرق كل الأعراف والمواثيق الدولية ودخول واحتلال بلدا لم يكن بينها وبينه عداء او خلافات او حدود مشتركة ولاتخجل بالمطلق يوم تجبر على الهزيمة تحت ظرف ما وفيتنام ولاوس وبنما ليس بعيدة عن الأذهان . وأمريكا أشبه بلاعب قمار يتملك بعض المال وقوة مفرطة يستخدم هذا المال جواز مرور للجلوس على الطاولة مع اللاعبين ويدخر القوة لامر آخر فإن ربح كل ما على الطاولة خرج ضاحكا تاركا للاخرين خيبتهم وخسارتهم وان حصل غير هذا استحضر قوته واستولى بها على المال وقلب الطاولة على الجميع وخرج منتشيا بقوته غير مباليا بالشتائم والتقريع الصادر من الآخرين لكن السؤال.. هل اتعض الآخرون وتجنبوا المقامرة مع أمريكا بعد أن مارست معهم لعبتها القذرة لثلاثة أرباع القرن؟ ابدا وفرح المغفلون يوم جعلتهم حكاما لمدة شهر واحد كما في تجربة مجلس الحكم العراقي ويوم اوهمت الآخرين بحقوق الإنسان وديمقراطية محمولة جوا من واشنطن .. وهل سيكون ما حصل في أفغانستان الدرس الاخير؟ لا أظن ذلك لان أمريكا تعي جيدا ان من يتحالف معها ليس من أجلها إنما لمصلحته الشخصية او الحزبية وتتعامل معه على أنه عميل لها وتوفر له الحماية حتى تحصل على كل ما تريد ثم تتخلى عنه من دون شفقة تاركة اياه لمصير مجهول مثل ما فعلت مع (غني) أفغانستان بعد أن مدت يدها الناعمة ولوحت بعصاها الغليظة لطالبان خلف أبواب مشرعة في مكان معلوم من دوحة العرب .. لكن الهاجس الان يا ترى على من تقلب أمريكا الطاولة في المرة القادمة؟.
راضي المترفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى