في الواجهة

الصين وامريكا، محاورة عاجلة من وجهة نظر محايدة

 
محمد رياض اسماعيل
باحث
الصين..
الصين تزود ثلث سكان العالم بالحبوب بأسعار شبه مجانية..
الصين تزود نصف سكان العالم بكساء صيفي وشتوي، بأسعار رخيصة جدا، ينتشل الفقراء من الإحساس بالدونية…
الصين أنعشت اقتصادات الدول الشرق اسيوية بتمويل مشروع طريق الحرير، محركا اقتصاداتها، بعد ان كادت بعضها تُهَجِر شعوبها خارج البلاد للبقاء أحياء..
الصين وفرت الأغذية الأساسية لنصف سكان العالم..
الصين وفرت البضائع الاستهلاكية والكمالية للعالم بأسعار زهيدة تصل الى 20% من أسعار أرخص الدول الغربية..
الصين مَولت مشاريع الطاقة للبلدان النامية، ونفذت مئات مشاريع توليد ونقل الطاقة الكهربائية، بأقل من نصف الكلفة التي تنفذها دول الغرب…
الصين وفرت حلولا عملية للحفاظ على البيئة، خلال اختراع وتطوير منظومات لمعالجة الغازات النافثة للفضاء جراء الاستخدامات الصناعية المختلفة، بأسعار زهيدة وجودة عالية..
الصين جعلت شرب ماء البحار ممكنا، فأوجدت تقنيات لتحلية مياه البحار بنسبة نقاوة عالية جدا، وتسوقها بأسعار زهيدة للغاية..
الصين وجدت بدائل للطاقة الملوثة للبيئة، تلك التي تسمى الطاقة النظيفة بمختلف اشكالها، بأثمان زهيدة، تساعد على المحافظة على بيئة نظيفة، وفي الوقت نفسه يُمَكن الفقراء من شراء واستخدام تلك البدائل لمساكنهم، بدلا عن دفع فواتير الكهرباء الخرافية، او استخدامها في مقاطعات بعض البلدان التي لا تتوفر فيها خدمات الكهرباء..
الصين تمد يد المساعدات ل 25% من السكان الفقراء في العالم..
الصين عامل إيجابي في مجلس الامن للأمم المتحدة، لامتصاص شدة الخلافات الدولية، وتقف مع قضايا الدول المظلومة، باستخدامها لحق النقض (الفيتو)..
المنتجات الصينية تشكل 80% من موجودات منازل الفقراء حول العالم، التي باتت تنافس منازل الأثرياء، بجودة عالية وتصاميم رائعة، وكلف بسيطة للغاية..
الصين ساوت بين الأمم في حق التمتع بالحياة، ووفرت للفقير والغني الوسائل الكفيلة لذلك، وفي المحصلة جمعت ووحدت العالم بسياستها الرشيدة..
الصين لم تستعبد الشعوب التي تمد يد المساعدة اليها، بل تساند الضعفاء للنهوض بإمكاناتها..
الحرية في الصين تمثال معبود!
أمريكا…
أمريكا تحرك جيوشها لاحتلال الدول الضعيفة ونهب ثرواتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي، للوصول الى أهدافها الامبريالية..
أمريكا تفرض أسعار لبيع مصادر الطاقة في الأسواق المملوكة لها جراء غزواتها، وبالتالي على السوق العالمية، ومنها سوق مضاربة النفط الخام، بأثمان تحددها سياستها الامبريالية..
أمريكا تسرق خيرات الفقراء في الدول الضعيفة، وتكتل الغرب معها لتقاسم هذه الثروة..
أمريكا تغتال كل شريف يطالب الخبز لشعبه، وتحتضن كل خائن يساعده في تدمير بلده..
أمريكا لا تحمي السلام العالمي، بل تؤجج الصراعات، وتعمق الخلافات بين الشعوب وبين مكونات الشعب الواحد، متصيدا الناتج القومي لتلك الشعوب..
لم نجد بضاعة أمريكية تنافس البضائع الصينية في كلفتها ونوعيتها..
أصبحت الحرية والديموقراطية الامريكية شعارات مزيفة مزدوجة الاستخدام، افلست على المستوى الداخلي الامريكي، وباتت تنذر الى تفكك الولايات الامريكية، خصوصا الولايات ذات الأكثرية السوداء..
الليبرالية الاقتصادية الامريكية الجديدة، افضت الى تكتل الشركات الغربية المساهمة وهيمنت على الاقتصاد العالمي، الليبرالية الجديدة هي ديناميكية مالية موسعة بشكل كبير تسعى كالأخطبوط الى تركيز موارد العالم الأكثر ربحية واعلى العائدات الريعية في ايدي إدارة مالية خاضعة للاوليغارشية الامريكية وعملائها من الامراء المنتفعة في بلدان العالم..
أمريكا تهيمن على الاعلام العالمي وتسيرها في دهاليز رؤاها الامبريالية..
ولم تبقى للحرية في أمريكا الا تمثالها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى