أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

الصراع بين القوى الكبرى ينتقل من النفط إلى الكوبلت «kobalt»

مروان صباح

/ وعلى الرغم من عمليات الشد والجذب التى تواصلت طوال الأشهر الأخيرة ، لم تكن غامضة ، بل كان العكس هو الصحيح ، لقد زف الإعلام الرسمي السعودي ???????? عن خبر القمم والتى أوحت طريقة الزفاف بأن التحضيرات أخذت وقتاً كافياً ، وقد تبدو للوهلة الأولى بسيطة الابتلاع ، لكنها مع عقدها على مدار ثلاثة أيام ، من الصعب هضمها ببساطة ، لكنها في النهاية ، كما ينبغي لها أن تحمل أعباء الحاضر العربي أو ايضاً ماضيه المتعثر ، وحسب الرؤية السعودية ???????? 2030 أو حتى ما تم التعديل عليها ، تستهدف المملكة رفع قدراتها التصنيعية إلى 36 ألف مصنع ???? قبل التاريخ المذكور ، وهذا سيضاعف الاستثمارات بقيمة آخرى تصل إلى قرابة 400 مليار دولار ???? ، بالطبع ، في هذه المرحلة يتم التركيز على كل ما هو متاح لرفع قدرات القطاع الخاص والحكومي معاً في مجال الصادرات التى تخص التقنية المتقدمة بنحو 6 أضعاف ، وهذا سيوفر للسوق عشرات الآلاف من الوظائف النوعية وعالية القيمة وأيضاً الجديدة ، وعلى أوتار هروب القوى الاقتصادية الكبرى من التكلفة العالية للانبعاثات والتغيرات المناخية ، فاليوم كما بات معلوم هناك ???? تنافساً شديداً بينهم على توظيف المعدن الكوبلت «kobalt» ، وهذا المعدن الذي كان على سبيل المثال المصريون في القديم وأيضاً الصينين والفرس يستخدموه كملون أزرق على الزجاج ، بات اليوم هذا المعدن هو الأهم في توليد الكهرباء النظيفة ، فشركة تسلا الأمريكية ???????? تستخدمه في صناعتها كمعدن صلب ومستقر ويقاوم التآكل ، فضلاً ???? لقدرته على مقاومة درجات الحرارة المرتفعة ، لهذا أُدخل في صناعة الإتصالات والالكترونيات وتقريباً في كل شيء ، لكن المفاجأة الكبرى والتى بصراحة ???? تشير☝كدلالة على إضطرار شخص مثل الأمير محمد بن سلمان والمملكة السعودية ???????? عموماً اللجوء إلى الصين ???????? ، بسبب المتغيرات التى حصلت على الأرض ???? وتحديداً في مجال الاقتصاد ، كانت وراء ذلك ، بل كيف يمكن ???? للأمريكان تفسير تخليهم عن واحدة ☝ من شركاتهم الكبرى والعريقة مثل شركة فريبورت ماكموران” الأمريكية ???????? والتي كما يعرف عنها قد أُنشأت عام 1912 م ، وتختص في التعدين وتسيطر على كثير من المناجم وفي مقدمتهم ، منجم الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية ???????? ، لكن اليوم بكين ???????? أصبحت تهيمن على هذه الشركة وأيضاً تمددت حتى استحوذت على مناجم أخرى وبذلك أصبحت تسيطر بالكامل على إمدادات الكوبلت العالمية ، وهذه السيطرة تعتبر واحدة☝من التهديدات الخارجية للولايات المتحدة ???????? في مسألة التعدين .

هنا ????السؤال ⁉ الذي يراود كل مراقب حول دفع المملكة لعقد هذه القمم ، هل من معنى أو الأحرى من مخرج ( تحرري ) يؤدي إلى تغيير الواقع العربي ، فاليوم عوائد الطاقة تعتبر فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، إذنً ، ماذا ???? يمكن ???? للقمم هذه الإضافة للعربي ، وهل لنا أن نسأل أنفسنا كعرب السؤال التالي ⁉، أين ينتهي الاقتصاد وأين تبدأ الايدولوجيات ، وإذا كانت التكنولوجيا صنعت من المجتمعات والمؤسسات أكثر استقلالياً من الطبيعة ، لكنها لا شك أنها تجعل من مستخدمها أكثر تبعية ، لهذا هناك ???? منظور تحريري داخل هذه الرؤية ، ولأن المتغيرات الدولية لا تقتصر على تغير المناخ بقدر أنها أيضاً تندرج في تنوع الاقتصاد ، بالفعل ???? ، وعلى الرغم من قدرات الإنتاجية للمملكة السعودية ???????? في مجال الطاقة ، اليوم تلجأ إلى الانخراط بمجال التعدين ، وقد تكون شركة ” سير ” لسيارات الكهربائية واحدة ☝ من جملة تنوعات قادمة حسب الرؤية التى تحرص كما يبدو ???? على مواكبة متغيرات الأسواق العالمية ، ولأن أيضاً مقاصد القوى الاقتصادية الكبرى ، هو تنويع الطاقة المتجددة كمعدن الكوبلت «kobalt» ، ولأن أيضاً المجتمع الخليجي بطبيعته يصنف بالمستهلك الكبير وبات اليوم يستهدف الكثير من الأسواق لتصدير إنتاجاته ، كل هذا وسواه له علاقة بالمسائل التى تتعلق بالرغبة الكبيرة في تغير البنيوية الاجتماعية ، فعلاً ???? ، ذهبت المملكة إلى عقد ثلاثة قمم ، سعودية /صينية ، خليجية / صينية ، وعربية / صينية ، يحضرهما قادة دول المنطقة ، إذنً ، الحكاية ليس لها أبعاد سياسية بقدر أن منظمها يتطلع إلى مسارات جديدة ، تحقق له غاياته في انجاز المصانع الحديثة بأسرع وقت وبأقل التكلفة ، وهذا حق مشروع طالما الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية صارت جميعها تحتاج إلى تنويع الشركاء ، بل قبل كل ذلك ، لا بد من الاعتراف ، وهو جوهري وليس عابر ، لم تصل الصين ???????? إلى هذه المكانة الدولية إلا أن المشروع الدولة حقق نجاحاً كبيراً بالتنمية وعلى المستويات كافة ، وطالما كانت العلاقة بدأت مع الدول العربية من خلال السلع البديلة ، إذنً ، اليوم العلاقة تتطور أيضاً مع تطور الأسواق واحتياجات هذه الدول ، فحركة البناء والتطور الحاصلة في الجزائر ???????? أو مصر ???????? تحديداً ، والخليج العربي وبالأخص السعودية ???????? ، تتطلب من الرياض التفكير في قمة تجمع دول الخليج من أجل ???? نقلها من شكلها القديم لتصبح مع هذه القمم ال 3 إلى علاقة أستراتيجية ، كإضافة اقتصادية في التنمية العربية ، بل لم تكن المخرجات أبداً تبحث عن بديل للولايات المتحدة ???????? أو عن أوروبا ???????? ، وبعيداً عن الحوارات الثنائية والتى عادةً تخص مثل التعاون الثقافي والتربوي أو الحوار الاستراتيجي الواسع ، هذه القمم ستكون مخرجاتها مختلفة تماماً ????، لأن هناك رغبة حقيقية للدول بالإنتقال إلى الإنتاج الأوسع وبتكنولوجيا حديثة ، طبعاً ، كان الحديث بين العرب والصينين من قبل يقتصر على مسائل تتعلق بالغذاء والمواد الخام البسيطة ، لكنه تحول تدريجياً ، ففي أوائل ألفية الثانية ، انتقل حجم التبادل التجاري والذي لم يتجاوز ال 40 مليار دولار ???? إلى أرقام قياسية ، فاليوم بات يتخطى 350 مليار ، إذنً السؤال ⁉ ، إلى أين هذه القمم والتى كما يبدو ???? أعدت لها جيداً ???? ، سيصل بعدها الرقم ، بالطبع ، دون أن يتجاهل المراقب حاجة الصين ???????? للدول النفطية ، على سبيل المثال ، تستورد الصين ???????? أكثر من 50 % من العرب احتياجاتها النفطية ، كما أن في الآونة الأخيرة تحولت قطر ???????? إلى أكبر مصدر للصين للغاز المسال ، وهذا يعود بفضل قدرة بكين على إبرام صفقات طويلة الآجل ، بل حتى لو كانت علاقة الأمير محمد بن سلمان ???????? بالرئيس بوتين???????? جيدة ، فإن الأول ينافس الأخير على مكانته النفطية مع الصين ???????? .

وليس مبالغة ، والحال هذه ، وبالتالي ، الجميع يبحث عن توفير مناعة قوية وشاملة ، بل لم تعد تكفي الإجراءات التداركية بقدر المطلوب توفير الوقاية اللازمة ، وعلى رغم من متانة العلاقات ، تبقى علاقات بوتين بالطرفين الإيراني ???????? والسعودي ???????? بالصعبة ، فالغريمان التقليديان ليس من السهولة لأي طرف ثالث ، على الرغم من أنه وازن بالمعادلة الدولية ، بأن يكون محايداً أو في أفضل الأحوال عنصر فاعل في عملية المفاوضات أو التسوية أو حتى تقريب المواقف بينهما ، لكن الكرملين ???????? يصنع التوازن السياسي بينهما ، طالما طهران حليفته في سوريا وأيضاً الممول الرئيسي لحصول موسكو على الأسلحة وتحديداً المسيرات بدون طيار ✈ والذي يستخدمها الجيش الروسي ???????? في تدمير البنية التحتية لأوكرانيا ???????? وعلى الرغم أيضاً من النفي الكاذب من الجانبين ، إلا أن تدفقها متواصل من طهران لجزيرة القرم ، في المقابل ، يعتقد ???? بوتين بأن علاقته الجيدة مع ابن سلمان يمكن له إستخدام القوة النفطية لصالحه ومن أجل ???? إلحاق الضرر بالغرب ، لكن في المقابل أيضاً ، يعتمد الرجل الصين ???????? الأول ، الرئيس شي جين بينغ على نمو علاقاته مع الخارج بطريقة الزحف الإيجابي ، وهذا بالطبع لأنه يمارس السباحة كل يوم لمدة ساعة ⏰ ، لقد أكسبته خبرة كبيرة من العوم فوق وتحت الماء ، وإلى هذا وقبل الانفتاح الاقتصادي الكبير ، كانت الصين ???????? ساهمت في البدايات القرن الماضي ببناء المنشآت الرياضية والصحية بتكلفة منخفضة ثم توسعت في المشاريع البنية التحتية ، تماماً????كما تصنع في ميناء الوسط بالجزائر ???????? ومشروع السكك الحديدية في مصر ???????? وأيضاً تقوم بإمداد الشبكات الكهرباء وخطوط إنتاج فايبركلاس Fiberglass والمصنعة من الزجاج ، كما أنها منخرطة في الهيئة الفضائية المصرية والعاصمة الإدارية الجديدة ، كل هذا لا يلغي السؤال ⁉ الطبيعي ، لماذا صنعت السعودية ???????? 3 قمم ، بالطبع ، تُعتبر الرياض العاصمة الأولى التى تتصدر قائمة المستثمرين مع بكين ، ثم يليها الإمارات العربية ???????? وبعدها مصر ???????? والجزائر ???????? والعراق ???????? في المراتب التالية ، وهذا يفسر أن القمة السعودية ???????? الصينية كانت بمثابة الإشارة الواضحة لحجم الاستثمارات المستقبلية والتى ستلبي ببساطة كل ما هو متعثر تلبيته من الغرب ، ثم تأتي القمة الخليجية الصينية ???????? والتى تتطلع من خلالها الصين برفع مستوى التعاون ، تحديداً في مجالات البنية التحتية وزيادة التغلغل بمجال التكنولوجيا ، أما القمة العربية الصينية ، فهي في رأي الشخصي تندرج تحت المفهوم السياسي ، لأن الدول الأخرى ، تنظر بعين الاعتبار ايضاً من الرئيس شي جين تقديم العديد من المشاريع الجديدة كمساعدات أو بقروض ميسرة في مجال الطاقة والطاقات المتجددة .

لا أتوقف ✋ هنا ???? عند ماضي بعيد ، بل يحضرني قضية أولى جوهرية ، وهي تأتي بين قضايا أخرى متحركة ومرتفعة المكانة ، فعلاً ???? ، تدور معركة ضارية / محتدمة ???? ???? بين الولايات المتحدة ???????? والصينيون ???????? على احتياطي الكوبلت ، هذه المعارك مشتعلة في كل من كوبا ???????? والفلبين ???????? وأستراليا ???????? ، لكن أشدها أو بالأحرى اشرسها اليوم واقعة على مناجم الكونغو الديمقراطي ???????? ، أو حتى أنها أنتقلت المعركة بين الأمريكان ???????? والسوفيات ???????? إلى أن تصبح بين الأولى والصينيين ، وهذا التراجع كان سببه إدارة اوباما والتى بالفعل ???? كانت سبب في تراجع مكانة الولايات المتحدة ???????? في افريقيا والشرق الأوسط وتايوان ???????? والعديد من مناطق العالم ، بل اليوم الصين ???????? تسيطر على أكثر من ال 75 % من إنتاج الكوبلت «kobalt» ، والتى تعتمد عليها الشركات الأجنبية في تصنيع ???? بطاريات الهواتف الذكية وغيرها من بطاريات????للقطارات ???? والسيارات ???? والطائرات ✈ ، بالطبع ، تداركت أخيراً إدارة الرئيس بايدن والتى دفعها لإعادة النظر في علاقاتها مع القارة الأفريقية ، وهاهي تسارع في العودة إلى دول مثل زامبيا ???????? وزيمبابوي ???????? وتنزانيا ???????? ، بجانب إلى هؤلاء ، هناك ???? دول أيضاً في جنوب إفريقيا وبعض الدول في شرق القارة ، أغلب تلك الدول تستحوذ على احتياطيات كبيرة من المعادن الإستراتيجية ، وكل تلك التحركات تسعى وعلى أمل تدارك وقف✋ التمدد الصيني ???????? في هذه الدول ، بل هذا الصراع على القارة السوداء لا يقتصر فقط على القوتين الكبيرتين ، بقدر أن فرنسا ???????? استطاعت مؤخراً وضع موطأ قدم في شمال أفريقيا ، تحديداً في المغرب ???????? والتى آمنت لباريس كميات كبيرة من كبريتات الكوبالت .

لم تكن يوماً ما أوزان أي ثورة بتناول العامة ، وأيضاً في المقابل ، ليس من البساطة إصدار الأحكام المطلقة على النتائج ، هو أمر غير مقبول ، لكن ايضاً تعلمنا من دروس التاريخ ، بأن أي ثورة كفيلة بأصحابها أن ترسلهم إلى أقصى درجات التغير ، فاليوم المواطن يشهد تبديلاً كبيراً بالعلاقات الدولية ، وأهمية ذلك ، سينعكس على حياة السعوديين خاصة والعرب عموماً ، إذنً ، تجتمع القمم ال 3 بين قصر المسمك أو المصمك كما هو شائع بين السعوديين ???????? وقصر اليمامة الحديث ، عنوان هذه الثورة هو التغير ، لقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود قد طبع طوابع البريد الأولى كأداء إجرائية للتواصل مع الخارج بالإضافة للرمزية ، ومع تسّير سكة قطار الحجاز ، أعلن يومها عن المؤتمر الأول الإسلامي في مكة المكرمة ???? عام 1926 ، والذي بعدها أصدرت الدولة طابع خاص بالمؤتمر ، منذ ذلك التاريخ لم تهدأ المملكة العربية السعودية ???????? بالبحث عن تمكين حدودها من خلال الانتشار شرقاً وغرباً ، لكن الآن الأمور أختلفت ، ويتطلب في هذا الزمن التوقف عن استعارة المكنسة الكهربائية من الجيران ، لأن ببساطة ، الوقت بات مناسباً لصناعتها . والسلام????✍

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى