اسرارالعالمجواسيسفي الواجهة

الصراع الدائر داخل حركة -ماغا- الشعبوية التي يقودها ترامب!

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

حركة “ماغا” ( اجعل امريكا عظمة مجددا) كأي حركة شعبوية تحافظ على الوحدة الداخلية، عن طريق الابتعاد عن المشاكل والحلول والاجراءات المهمة في المجتمع، وخاصة التي قد تكشف الخلافات والتركيز بدلا من ذلك على الشعارات وعدد قليل من القضايا التي توحد الحركة حتى وان كانت قضايا هامشية وغير مهمة. يعد خلق عدو جزء مهم من سردية هذه الحركات للمحافظة على الوحدة، من بين الاف القضايا المهمة التي تواجه المجتمع الامريكي مثل عدم المساواة، الفقر، الازمات الاقتصادية المتكررة، الحد الادنى للأجر المنخفض، مستوى الدين، نقص الخدمات الصحية، تآكل البنية التحتية، الجريمة، التشرد، المستوى العالي من الامراض النفسية، عمليات القتل الجماعي الخ ركزت حركة “ماغا ” على قضيتين اساسيتين يعتقد بانه يمكن خلق توافق حولها وهي مسالة الهجرة والمهاجرين وفرض التعريفات الجمركية على البضائع التي تأتي من الخارج وخاصة من دول تعتبر معادية مثل الصين.

ومن المهم التنويه الى ان هناك ما يميز حركة “ماغا” وادارة ترامب عن الحكومات التقليدية في الغرب، اذ عادة ما يتحكم كبار الرأسماليين في الغرب بالدولة ومؤسساتها من خلال شريحة من السياسيين تمثل مصالحهم، اي انهم لا يشاركون من المناصب الحكومية شخصيا بل يقومون بتنصيب او شراء سياسيين يمثلون مصالحهم. ولكن بالنسبة لدونالد ترامب وحركة ” ماغا” لقد تم ازالة هذا الفاصل، مما يعني انه يتم تعين المليارديرات في مناصب حكومية مهمة ويسمح لهم باتخاذ قرارات سياسية بشكل مباشر وهذه هي احدى ميزات الحركات الفاشية، اذ قام ترامب مثلا بتعين ايلون ماسك وهو اغنى رجل في العالم الى جانب ملياردير اخر من اصل هندي، فيفيك راماسواني لقيادة ” ادارة الكفاءة الحكومية” المعروفة اختصارا ب “دوغ”.

وقد تمكن جناح من الطبقة الحاكمة في خلق توهم كبير بحركة ” ماغا” وترامب، اذ ينشر توهم بان ماسك وفيفيك رامسواني وترامب وغيرهم يقفون بصف العمال وتلتقي مصالحهم مع مصالح العمال ويسعون لجعل امريكا عظمية مرة اخرى للعامل الامريكي.

ولكن تكشف اول مشكلة تواجه حركة ” ماغا” بان اصحاب المليارات يودون جعل امريكا عظيمة للاحتكارات وليس للطبقة العاملة. لقد وصلت عدم المساواة الى مديات خرافية فثروة اغنى 500 شخص في العالم واغلبهم أمريكيين فاقت 10 ترليون دولار في 2024 ويتصدر اصحاب شركات التكنلوجيا القائمة حيث حققوا مكاسب مقدارها 903 مليار دولار في سنة 2024 فقط. وكسب اغنى 500 شخص 505 مليار في غضون 5 اسابيع بعد فوز ترامب. ودفع فوز ترامب ثروة ايلون ماسك الى 443 مليار دولار اي بزيادة مقدارها 213 مليار منذ بداية 2024 ويتوقع ان تبلغ ثروة ماسك في نقطة معينة الترليون دولار في وقت ان التشرد ازداد بمقدار 18% في 2024 و70% من الأمريكيين يعيشون من راتب الى راتب.

كما يدعي ايلون ماسك وفيفيك راماسواني بانهم التحقوا بحركة “ماغا “لانهم يهمهم ” جعل امريكا عظيمة مرة اخرى” واعادة الوظائف الجيدة الى امريكا و تحسين وضع العمال الأمريكيين. يأتي هذا الادعاء في وقت يعملون ليلا نهارا من اجل منع النقابات وتقويض عملها وهم ضد رفع الحد الادنى للأجر وضد الصحة المجانية للجميع وضد زيادة الانفاق على حضانة الاطفال وضد التعليم المجاني او الغاء ديون الطلبة وضد ضمان البطالة والاف القضايا التي تمس حياة الطبقة العاملة.

والاكثر من ذلك، شارك ايلون ماسك وفيفيك راماسواني في ابطال ماسميه ب ” مشروع قانون الانفاق” مما ادى الى قطع التمويل عن الكثير من الخدمات الحكومية بما فيه قطع 190 مليون دولار مخصصة للبحوث في سرطان الاطفال.

وينون خفض الانفاق الفدرالي بمقدار 2 ترليون دولار سنويا عن طريق استهداف مجموعة من الوكالات الفيدرالية بما في ذلك مكتب حماية المستهلك المالي الذي يحمي الامريكيين من الاحتيال والذي وفر حوالي 19 مليار دولار للمستهلك الاميركي في 2023 فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى