رياضة

مشكلات كارلو انشيلوتي مع ريال مدريد

حتى و مع زيدان كان ريال مدريد يعاني من نقطة الخروج من تحت الضغط ، بالموسم الماضي تحسن الفريق لكن ذلك لم يرقى لمستوى الفرق الكبيرة التي تهرب من الضغط بسهولة دون خسارة الكرة و لا يمثل عليها الحصار أي تهديد …
قرر سيميوني الدخول للدربي بتشكيلة ال 4-4-2 حين إمتلاك ريال مدريد الكرة دون تحفظ ، كان الفريق يتحرك ككتلة واحدة في إتجاه مناطق الخصم دون انتظار الخصم في نصف ميدانه كما كانت عاداته ، أتليتي كان مختلف في كيفية دخوله المباراة و جعلنا نشعر أنه يتخلص و لو بشكل جزئي من أسلوبه و مدرسته .
محاولة إجبار الريال على اللعب في مناطق متأخرة مع الضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب كان هدفه الأول محاولة خلق الفوضى و خلق أكبر عدد من التمريرات الخاطئة و جرّ الخصم نحو التشتيت و خسارة الإستحواذ ، هنا تساءلت هل ريال مدريد قادر على النجاح في الخروج بالكرة من تحت الضغط !
الجميع يتذكر مباريات كثيرة للريال مع زيدان منها تشيلسي ذهابا و مانشستر سيتي ذهابا ثم مع كارلو بالموسم الماضي منها مانشستر سيتي ذهابا و تشيلسي إيابا و حتى باريس ذهابا … كل هذه المباريات و أخرى كانت تحدي حقيقي أمام فرق تجيد الإستخواذ ، تحبذ إمتلاك الكرة : الأداء لم يرتقي حد التوقعات و لم نشاهد ذلك الفريق القادر على تحمل الضغط و الذي بإمكانه الخروج بسلاسة من تحت الضغط فكان التخبط سيد الموقف .
اليوم ، بل و منذ بداية الموسم ؛ نشاهد فريقا مختلف كليًا : القدرة على اللعب تحت الضغط و في أي زاوية و مساحة من الملعب أصبحت طبيعية ، الإنسيابية و السهولة في التحكم في الكرة و إيجاد الزميل ، جودة الأفراد و قدرتهم على اللعب مع و بدون الكرة زادت ؛ أصبح الفريق قادر على خلق زوايا تمرير في مساحات ضيقة دون الحاجة لتشتيت الكرة .
أعد مشاهدة هدف فالفيردي الثاني ، ستلاحظ أن مودريتش كان بين ثلاثة لاعبين ( دي بول ، غريزمان ، ليورنتي ) مهمتهم كانت حجب زوايا التمرير عنه و محاولة الضغط على صاحب الكرة ، لكن ولقدرته الكبيرة على اللعب بقدميه مرر الكرة على الخط لفيني و مع تمركز رودريغو المميز في المساحة بين خط الدفاع و الوسط مكن ذلك من وجود مساحة كافية لضرب خط الظهر بتمريرة مودريتش الدقيقة و هناك تم وضع فيني أمام مساحة للإنطلاق و إستغلال سرعته وهي الحالة التي حاول سيموني أن يتجنبها طوال المباراة .
ما كان يخشى منه مشجع ريال مدريد هو إنخفاظ مستوى الحيوية بالفريق ، راموس فاران كاسيميرو مودريتش كروس و حتى بنزيما : كلها أسماء تقدم بها العمر و أصبح النشاط الذي تقدمه بالملعب أقل من مجاراة فرق برعمها أخضر وقد كانت التشكيلة بحاجة لتتحول و تتجدد بسرعة و يصبح معدل الأعمار أقل مع لاعبين جدد .
الآن نحن نتحدث عن ميليتاو ، فالفريدي ، كامافينغا ، شواميني ، فيني ، رودريغو ، سيبايوس : مجموعة شابة ستكون هناك لسنوات ، تحول من جيل لجيل دون إحداث شرخ يهدد المنافسة على الألقاب أو سقوط نحو الهاوية ، خلال تغيير جلد الفريق لم يكن هناك فترة فراغ كبيرة و كل ذلك جاء ثمرة عمل الإطار الفني ثمّ الإدارة و العكس صحيح .
كارلو قال جملة مهمة مفادها أن فريقه وحتى دون بنزيما يفوز ؛ بالموسم الماضي كان الفريق يعاني في غياب كريم و يمر بفراغ و تراجع في الربع الأخير و حتى النفسية مختلفة و كل ذلك يحدثه غياب الفرنسي ، الآن هناك تفاهم ، جميع المراكز و الخطوط في تطور ، غياب بنزيما لم يعد بذلك التأثير حيث لا نشعر بغيابه ، لقد تم إحتواء الوضع و هذا أدى إلى تحسن الفريق في كل أبعاده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى