الصحة في الأرياف

 
حسين سليم
يتميّز الريف عن المدنية بجوانب اجتماعية واقتصادية مختلفة، منها المهنية والانتاجية، إذ تشكل الزراعة والتربية الحيوانية عماد حياته، وأحد الموارد الأساسية في زيادة الدخل الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، بعد أن كان أولها. يعاني هذا القطاع -الزراعي الريفي- من مشاكل عديدة منها ما يتعلق بالانتاج: من نقصان مياه، ملوحة وفقدان خصوبة الأرض، بطالة بشرية، التسويق وعدم صرف مستحقات الفلاحين، استيراد المنتوج الأجنبي وعدم تشجيع المحلي، وقلة المواصلات أوعدم وجودها. وأخرى تتعلق بصحة وسلامة وبيئة القوى البشرية العاملة فيه، منها:غياب المراكز الصحية والتوعوية أوعدم فاعليتها، التسمم بالمبيدات الزراعية، إصابات مهنية أثناء العمل، الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، والأمراض الناتجة عن تلوث المياه والأرض. تسبب هذه العوامل وغيرها فقدان قوى بشرية وانخفاض إنتاجية، مؤثرة في الأمنين الغذائي والصحي.
يحظى الجانب الصحي للريف بعناية خاصة في الدول المتقدمة، على الرّغم من تقارب الريف والمدينة حضاريا فيها، بحكم طابعه الزراعي الذي يحمل مشاكله الصحية والبيئية المختلفة عن المدينة. فيقوم قسم (الصحة الريفية) في المؤسسات الصحية وبحسب المناطق الجغرافية وتنوعها، بتقديم كلّ ما يتعلق بالجانب الصحي من رعاية علاجية ووقائية لمناطق القرى والأرياف البعيدة عن المدن. كما تقوم معاهد وجامعات الصحة العامة بالاهتمام النظري بصحة الريف، من إعداد الدراسات والبرامج وتربية الكفاءات المطلوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى