تعاليق حرةتقاريرتقارير وأخباررأي

الشهادة لا تعكس بالضّرورة المستوى الحقيقي.

الشهادة لا تعكس بالضّرورة المستوى الحقيقي.
———

  • رشيد مصباح (فوزي)

*
بعض أصحاب الشهادات من خرّيجي المعاهد والجامعات مثلهم كمثل أولئك الجنرالات الذين يملكون النّياشين البرّاقة التي تزركش بدلاتهم ولا يملكون الخبرات العسكرية اللاّزمة. ومثلهم كمثل نبات الزّينة البلاستيكيّ لا رائحة له ولا طعم.
كلنا يعلم كيف تجري الأمور في الجامعة الجزائرية، ولا داعي للدخول في التفاصيل التي يهواها الشيطان، وحتى لا نكون مجحفين في حقّ من تعكس الشهادة مستواهم الحقيقي، فأمثال هؤلاء يستحقّون منّا كل التبجيل. إنّما نقصد بكلامنا الغشّاشين، والذين يتحصّلون على الشهادة بطرق ملتوية.
حين كان الشّعار: (La fonction prime le grade) بمعنى ”الوظيفة تسبق الرتبة“؛ كانت الكفاءة هي المعيار. وبمعنى أصح: إنّه لا يمكن لأصحاب الشهادات أن يسبقوا أصحاب الكفاءات إلى شغل المناصب النوعية والكبيرة الهامّة، إلّـا حين يثبتوا كفاءتهم في الميدان. وقد عرفت مؤسّسات الدولة الجزائرية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال، شغورا كبيرا، وتحتّم على القائمين يومها توظيف أشخاص لا يملكون شهادات عليا، لكنّهم ومع ذلك استطاعوا أن يثبتوا كفاءتهم في الميدان.
من أصحاب الشهادات العليا، خرّيجي المعاهد والجامعات، من لا يُوفَّق لكتابة فقرة مترابطة، أو جملة واحدة خالية من الأخطاء، لو طُلب منه ذلك. وهذا ما يعكس المستوى الحقيقي المتدنّي الذي وصل إليه التعليم في بلادنا، والذي بات حقلا لاستنساخ أنواع التجارب و الأفكار.
اليوم وقد ظهر هذا الذكاء الاصطناعي الذي سيحلّ محل الإنسان في كل المجالات تقريبا، بسبب كفاءته العالية التي تفوق الخيال، فلن تكون هناك من ضرورة لإبراز الشهادات، ولا لتبجّح أصحابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى