أخبار هبنقة

السياسة فن البتس

فكري آل هير كاتب وباحث من اليمن

وي كأن القدر كان يجهزني للحظة عظيمة من لحظات الإدراك المتعالي لحقيقة الأمور، أو بالأصح لرؤية واستبصار ذلك الإبداع العميق والساحر في كل ما وراء ذلك الفُجر-بضمة مثقوبة راكبة فوق الفاء- والعهر الذي تمارسه نخبنا السياسية الحاكمة والمعارضة، وحتى نخب الفاترينة وأحزاب الكنبة والأعهرية الصامتة- على وزن الأكثرية- أيضاً.. لأني اليوم وفي لحظة استنارة، اكتشفت أن هؤلاء جميعاً مبدعون وعلى نحو مثير لا تملكه حتى كتائب الـ (LGBT) الأكثر احترافاً ومهنية.
أذكر أن السينما العربية في طور المقاولات الثمانينية، قدمت العديد من المقاربات الإبداعية التي تؤكد على عمق النتائج التي قادتني إليها مؤخراً استنارتي الـ كونفو-بوذية، كالراقصة والطبال، الراقصة والسياسي، وذلك الإبداع الاهتزازي الذي بلغ ذروته في بداية القرن الجاري مع المؤخرتين العظيمتين لكل من صافيناز والليمبي، ولا أنسى هنا رقعة الأدب العربي المعاصر، وخرقته الشفافة، فيما سطرته سداسيتها الإكسية الخالدة: رواية الراقصة والنقيب..؟!
وكذلك نضرب الأمثال..!!
**
كل تلك المقاربات بقدر ما تقدم كأمثلة، هي أيضاً أدلة قطعية على فشل أمة بأكملها في فهم إخلاص وتفاني نخبها السياسية، التي تكد وتعرق من تحت أثدائها الرطبة والرخوة من أجل أمتها وشعوبها في عوالم ما وراء الشرف..!!
لهذا، نحن لا نرى تأثير هذه المدرسة النخبوية الأعروبية التي لا تقل أهمية في عالم السياسة الميتابوتية (Meta-booty) عن المدرسة البنائية والوظيفية والواقعية، بل وحتى الواقعية الجديدة، إذ نجد تأثيرها ظاهراً من خلال المقاربات الإبداعية لمدرسة الـ بونس (Bounce) العريقة، والتي نشأت في نيو أورليانز أواخر الثمانينات، كرد فعل على الكفاءة السياسية المنحطة والمبتذلة في الغرب العاجز عن مواكبة الحضارة الأعروبية، ليظهر بعد ذلك جيل غربي متفتح يحاكي في إبداعه كافة أنماط الأداء الميتاتي لنخبنا ذات الخلفيات الضخمة والمميزة في هذا المجال، سواء الـ (Twerk) أو الـ (Funk)، أو حتى الـ (Keek).
إنها لغة الــ (Gostosa) التي لم نفهمها يا قوم..؟!!
في قاموس أروبن الشهير، يرد تعريفها على أنها: “تدوير إيقاعي للأطراف اللحمية السفلية بطريقة مبهرة بقصد الإثارة الـ سكسو-بوليتيكية للجمهور المستهدف”، ولها طرائق عديدة، كالانحناء للكلب، وطابور العمالة، واهتزاز الغنائم، وغيرها من فنون الــ (مابوكا) التعريصية.
**
يا لعار غباءنا، حين لم نستوعب أن هز الأوساط والأوراك أو دفع الأعجاز والأرداف اللاحمة إلى الخلف وقوفاً أو جلوساً أو في وضع القرفصاء المنخفضة، هو أعظم إبداعات نخبنا السياسية المظلومة والمغلوبة على أمرها… إنه فن (البتس) لو كنتم تعلمون..!!
هل فهمتم؟!- لا أظن، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى