رأي

السونيته السياسية .

حسنين جابر الحلو

لا اعلم مالذي دعاني إلى هذه التركيبة ، وتحميلة هذه التركيبة من أجل الوصول إلى مفصلية واحدة من عدمها ، ونحن نتغلب ونتقلب ، بين اناشيد الوطن ، ومقولات الحب العفيف ، الفطري الذي أدركه الصوت والفوت ، وغير مجرياته الموت .
الصوت السياسي ، هل هو صوت عفيف ام شريف ؟ وهل هو مقطع إلى مجاميع كما في الوسنيته ؟ أسألة كثيرة تراودني ، وانا في غربة واقعية ، غربة الذات والموقف ، وكما هو الحال في سونيتات شكسبير ، هناك سونيتات واقعنا ، التي انقسمت الى مجاميع ، فلا هي متناغمة أو متقطعة ، بل هي منقطعة ، ولاتحسن التعامل اطلاقا .
فعند انزيحات العمل يبدأ التخبط ، بين سطورها فتبدو منتظمة للوهلة الأولى، ولكنها غير منسجمة ، وتحتاج إلى توظيف قاعدة الرؤية إلى أبعد ما يكون ، فالتلاعب اللفظي يحيلك للجمع، ولكن عند الفحص والتأني تجده التلاعب للخروج ليس للحل بل للمشكلة .
مخطط القافية السياسي يحتاج إلى حضور الحنكة، لاحضور الشخص ، لأنه من غير حنكة سيغير شكل الخطوط ، ويجعلها فارغة من المحتوى اللفظي واللحظي ، مثل القول :” هؤلاء الاحد سياسة ” ، كما يشير سونيت ٧٣ ، ” هؤلاء الاحد شتاء ” ، فاي حالة نعيش في الصنعة السياسية ، التي تخرجنا من السياسة السامية ، السطور الأولى تعرض المشكلة، والسطور الأخيرة توقعنا في المشكلة ، لأنها لا تجيد حل السؤال ، فضلا عن طرحه ، وكأنك في دوامة الصراع ، ويبدأ السياسي التمثيلي ، بالوضوح ، ويعكس بعدها حجم الأزمة التي يعيش بها ، والانتصار إلى الجنس ذاته والبيئة ذاتها التي يعيش بها ، من غير ان يحقق المطلوب في المجاميع والسطور ، فهن واقفات حائرات ، اي السطور في معرض تجلي الواقع من عدمه ، حتى يختبأ الحال خلف قضبان القصيد ، وينتثر كلام الوعيد ، والشعب هو المتضرر الوحيد .
واقول بما ان السطور منحسرة بيد مجموعة ، فأين المجموعة ؟ وأين السطور ؟ وعند قولنا في الفوت الزماني ، كيف نغير مقولة التعاطي البسيط إلى التسامي ؟ لأننا في مقولة السونيته نحتاج إلى هذا ، على الرغم من حالة الانتشاء في مقولات أصبحت شعارات إلى مقولات لاتغير حال ، والقائل يعيش حالة التسامي بالرفض والحفظ ، لأنه يردد المجاميع كاغاني ، في الواقع والافتراض ، ولايبقي شيء من الشيء بل شيء من الفوت إلى اعالي الحياة ، فهو يتحسس ويتحسس حتى يصل إلى نقطة عدم الإحساس، وكأنها احجية تحتاج إلى فك الرموز التعبيرية إلى توظيفات تقديرية .
فهنا نحن بين دوامتين اما الرجوع إلى اليوتوبيا ونعيش في غمرات ما نسمع ، أو نتنازل ونتناغم مع وقع سطور السياسة ومجاميعها ، وعندها نرضى بالواقع كيفيما كان وسيكون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى