أخبار هبنقةتعاليقرأي

اكاذيب تاريخية

أحمد فاروق عباس

هل سأخالف الإجماع لو قلت اننى لا أصدق وكالة ناسا ولا صورها التى نشرتها أمس ؟

هل سأبدو عدوا للعلم لو قلت اننى اشك فى أغلب ما تأتى به الوكالات والأجهزة الأمريكية سواء فى أمور الفضاء أو فى غيرها من أمور ؟

إننى لا انفى حقيقة الصور التى نُشرت أمس ، ولكننى لا اؤكدها ، أو لا أصدقها بالمطلق ..
وليس لدى – ولا لدى غيرى – وسائل للتأكد من حقيقة صور الأمس أو زيفها ..
ولكن لدى – ولدى غيرى – شكوك في السياسة والدعاية الأمريكية التى تتدخل في كل شئ ، من أمور الحرب والصراع إلى أمور العلم والفضاء ..

إن لوكالة ناسا – وهى فى النهاية واحدة من أجهزة الدولة الأمريكية ، وجزء كبير من عملها وتمويلها يأتى من وزارة الدفاع الأمريكية – تاريخ طويل من الكذب والخداع ..

وأشهر أكاذيب ناسا رواية هبوط الامريكان علي سطح القمر في مثل هذا الشهر من عام ١٩٦٩ ، واعتراف المخرج الامريكي الشهير ستانلي كوبريك الذي قال انه هو بنفسه من اخرج فيلم الهبوط علي سطح القمر وصوره في صحراء نيفادا في الولايات المتحدة ، وكيف كان تأثر نيل ارمسترونج الشديد من كذبه على الشعب الأمريكى ..

وبغض النظر عن الحقيقة أو الأكاذيب في كلام المخرج الأمريكى ، فقد ألقى الرجل ظلالا من الشك على أكبر إنتصار علمى أمريكى فى القرن العشرين ، والرجل قال ذلك قبل وفاته ، ولم يكن مضطرا على أية حال لقوله وتقديم اعترافه ..

ففى ذروة الحرب الباردة كانت روسيا تسبق أمريكا فى غزو الفضاء ، وتأكد ذلك مع دوران المركبة الفضائية الروسية سبوتنيك حول الأرض عام ١٩٥٧ ..
كانت تلك ضربة قوية للغاية لأمريكا ، كشفت عن التفوق العلمى والتقني السوفيتى على الامريكان ..

ومع وصول جون كينيدى إلى البيت الأبيض فى يناير ١٩٦١ أعلن أنه لن ينتهى هذا العقد – الستينات – إلا وهناك أمريكى يهبط على سطح القمر ، ومع نهاية عقد الستينات – يوليو ١٩٦٩ بالضبط – ظهر رجل أمريكى قيل أنه يتمشى على سطح القمر ..

وحتى هذه اللحظة هناك جدل لا ينتهى حول حقيقة ذلك ، فهناك من يؤكد أن ذلك حدث بالفعل وهذه هى الأدلة ..

وهناك من ينفى ذلك ويرجعه إلى الموضوع سياسى بالكامل ، ومرجعه أن هيبة الولايات المتحدة وسمعتها العلمية أصبحت على المحك ، بعد أن أعلنت أنه لن تنتهى الستينات إلا وأمريكا على سطح القمر ، زاد عليها أن أمريكا وقتها كانت تعانى فشلا ذريعا في حرب فيتنام ، وانتصار علمى مثل هبوط الإنسان على القمر سوف يرمم سمعة أمريكا وهيبتها في الداخل والخارج !!

واليوم وأمريكا تعانى من تراجع في مجالات عديدة أمام التنين الصينى وأمام الدب الروسى ، فما المانع أن يتدخل جهاز الدعاية الأمريكى الهائل لترميم سمعة أمريكا وهيبتها مرة أخرى ..

كما قلت .. اننى لا أؤكد حقيقة ما حدث بالأمس بخصوص صور ناسا ولا انفيها .. ولكنى فقط أشك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى