رأي

الرصاص

حميد حران السعيدي

ملعون أنت ايها الرصاص أزيزك يقظ المضاجع ويرعب الأطفال في مأمنهم أنطلاقك يعني أجساد تتعفن وجرحى تتلوى من شدة الالم وام تثكل وزوجة تترمل وصغار تواجه مرار اليتم … حقير انت أيها الرصاص لأنك تتوجه بأرادت الخبثاء الى صدور الأبرياء … سافل منحط أنت ايها الرصاص لأنك لا تستثني المدارس من نشر مساوءك فتحاصر الصبيه وتعلو وجوههم صفرة الخوف وينتابهم الذهول ولاتوفر المشافي من مرورك الثقيل المزعج لتضاعف أوجاع من يرتادوها طلبا للشفاء فتضاعف الداء في أجسادهم النحيله والدموع في عيونهم الغائره.
حين تحل مثل ضيف ثقيل في ربوع وطن ما ستغادر الطيور اعشاشها وتحلق مذعورة تاركة زغب الحواصل دون من يروي عطشها ويشبع جوعها … لن تخلف غير أعمدة الدخان وبقايا الحرائق وبقع الدماء الجافه فوق اسفلت الشوارع والمزيد من القبور والديار الخربه وكثير من الأدعياء الذين يتبارون بإدعاء النصر الكاذب .
ايها الرصاص … أنت عدو السلام والطمأنينه والجمال والمحبه وكل فضيله ورفيق الغدر والخيانه والتهور والعبث والفتنه والخداع وكل رذيله .
أيها الرصاص .. لاوجود لك في قواميس عشاق الحريه إلا عندما يضطرون لك خيار دونه عبوديتهم ، وانت حضور دائم في تلافيف ادمغة عبيد شهواتهم من شذاذ الآفاق .
أيها الرصاص … انت عون الجبارين والمتغطرسين واداة فرض هيمنتهم والتنكيل بمن يقف بوجوههم من عشاق الحياة الحرة الكريمه .
أيها الرصاص … لامعنى للحياة بوجودك مادمت جاهز للإنطلاق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى