تعاليقرأي

قليل جدا من أغنياتنا التى تحتوى على كلمات لها قيمة انسانية رفيعة


قليل جدا من أغنياتنا التى تحتوى على كلمات لها قيمة انسانية رفيعة ، وتعبر عن مشاعر عميقة وحب يستحق أن نغنى له . مش معقول أغلب كلمات الأغانى تلعب على مفردات ومعانى ضحلة مستهلكة ساذجة تدل على علاقة بين اثنين فكرهما تافه وعلاقتهما ضحلة ويتبادلان عواطف مضحكة سطحية فى التعبير عنها وسطحية فى معانيها ، وهذه أمثلة منها :
سهرتنى .. باغير عليكى .. وحشتنى .. ضحكتك حلوة .. بافكر فيك على طول .. انت حياتى وعمرى وذكرياتى …
انتى أحلامى … باستنى لقانا .. باحبك يا قمر .. باحبك يا غزال .. ليه هاجرنى .. ليه سايبانى …..
ليه نسيتنى .. غلبنى حبك .. عاشقاك يا ملاكى .. عاشقك يا نور عينى .. والخ
هذا غير الغزل التافه الضحل من الذكور للاناث مثل :
ابتسامتك .. شفايفك .. قدك .. عيونك .. خدودك .. مشيتك .. رموشك .. جفونك .. مافيش شعرك .
والسبب ، أن الفتيات والنساء فى مصر والبلاد العربية ،تحجبن منذ نصف قرن .
الأغنية أكثر الفنون تعبيرا عن ثقافة الشعوب ، وهى أكثر الفنون انتشارا وأسرعها
تأثيرا ، لأنها قصيرة ومرتبطة بالموسيقى وصوت المغنى والمغنية.
ولأننا نعانى من تردى ثقافى وفكرى رهيب ومرعب ، فالأغانى تعكس هذا بوضوح مخجل ، حتى الجمل الموسيقية متشابهة . افلاس وتدهور.
ولأن منُ يصنعون الغناء من المؤلف والمغنى والملحن ، جزء من التردى الثقافى،
فهم يرسخون بدورهم التردى بما يصنعونه.
المفروض أن نستغل أن الأغنية تؤثر بسرعة على الناس ، ونقدم أغنيات فيها رؤية للتغيير الثقافى والفكرى ، وأن تكون الغنوة سلاحا أساسيا فى معركة التقدم الحضارى .
تزودنا بالمتعة وأيضا بالأفكار الثورية والعواطف العميقة التى تنسف السطحية والذكورية والتخلف .
قال ” ابن خلدون ” فى مقدمته ما أؤمن به تماما وهو حقيقى جدا : ” لا أهتم بمنُ
يحكم بلادى ، طالما أنا أكتب أغانيه “.
أنا شخصيا عندى ملف خاص بأغنيات كتبتها تحمل معانى جديدة عميقة وتكشف تناقضاتنا المزرية ، ومازال البحث جاريا عمنْ يغنيها ويلحنها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى