رأي

عندما تغضّ الدّيمقراطيّة الطرف

رشيد مصباح (فوزي)

**

الديمقراطية كما ورد في بعض التعريفات هي نظام سياسي واجتماعي يضمن حريّة الرّأي والتعبير ويفصل بين السلطات (القضائية والتنفيذية والتشريعية). وهناك من يرى أن الدّيمقراطية ألوان وأنواع: مباشرة، وغير مباشرة، وشبه مباشرة… وتتفرّع لتبتعد شيئا فشيئا عن مفهومها الكلاسيكي المتمثّل في حكم الشّعب.

بعض المتديّنين يصفون الديمقراطية بالكفر؛ لأنّها تجعل من الشعب إلاها يشرّع، وتحلّ ما حرّم الله. والمسلمون ليسوا في حاجة إلى حريّات “متوحّشة” تبيح الربا، والزنا، وتشجّع على المثلية الجنسيّة، وتروّج الخمور بأنواعها، وتطالب بالمساواة بين المرأة والرّجل… وأمّا الذين يعارضون الدّيمفراطية من النّخب، فهؤلاء يأكلون من جميع الموائد ويقتلون الميّت ويمشون في جنازته؛ في أيّ مكان تجدهم، وحيث وُجِدت مصالحهم. فإذا كانت الدّمقراطية خطرا على مناصبهم، مانعة أرزاقهم وأقواتهم، فإنّهم حتما يحاربونها وبشتّى الوسائل.

الشّعوب التي ناضلت من أجل الدّيمقراطية، وضحّت بأرواحها وقدّمت الغالي والنّفيس من أجل أن تعيش بحريّة وكرامة، ما انفكّت تطالب بالعدالة ومحاسبة الفاسدين. وأمّا التي رضخت للواقع راضية بالاستبداد، فليس لديها الحقّ في أن تطالب بأبسط الحقوق.

لم ولن يستسلم اليساريون في إسرائيل حتى يسقطوا حكومة “نتنياهو” المهدّد بالسجن بسبب الفساد. ولن يجد “بايدن” ما يقوله للشعوب العربية المقهورة المغلوبة على أمرها، لذلك لم يدعو العرب إلى القمّة التي عقدها مؤخّرا من أجل الديمقراطية. ولا يجب للشعوب العربية أن تعلّق آمالها أو تبني أحلامها على الغرب البراچماتي الذي يتعامل معها بازدواجية؛ هكذا هي قواعد اللّعبة: “لا عدو ولا صديق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى