تعاليقرأي

الخيانة

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

يقول فلاديمير لينين “المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها”.
لكن هل للخيانة ما يبررها؟
وهل يمكن أن يخوننا من يحبنا أي ثم هل تتناقض الخيانة فعلاً مع الحب ولا يجتمعان؟
الواقع يقول أن هذا يحدث كثيراً!!
والحقيقة أيضا أن الخيانة تقع ما أن تصبح فكرة!
لكن الجلي أننا نهرب من مواجهة هذه الآفة ويرعبنا مجرد الإعتراف بوجودها في تفاصيل حياتنا، والدليل هي تلك الضجة والانتقادات الحادة التي تعرض لها “فيلم أصحاب ولا أعز” الذي تم عرضه مؤخراً على منصة نت فليكس العالمية..
تبدو أحداث الفيلم ،وهي تدور ضمن إطار اجتماعي، وبيئة لا تمثل القطاع الواسع من المجتمعات العربية، التي تعاني من هموم مختلفة، تلهث في غالبها وراء لقمة العيش، فمعظم أبطال الفيلم، يبدن من طبقة مثقفة وأعلى من المتوسطة، تعيش حياة مختلفة، ولها همومها المختلفة.
غير أن الفيلم، تعرض إلى قضايا إنسانية واجتماعية مشتركة، ربما تتشارك فيها كل الطبقات، من قبيل الخيانة الزوجية، ودور وسائل الإتصال الحديثة في الإضرار بالعلاقات الزوجية،،
وسائل الإتصال وتحديداً (الهاتف الجوال) جعل لكل إنسان عالمه الخاص بل والافتراضي، الذي تسهل فيه الخيانة طالما هي سرية ومبررة!
قصة الفيلم المستوحاة من فيلم إيطالي ليست بعيدة عن واقعنا في العالم العربي
ويتعرض لحكاية سبعة أصدقاء، قرروا خلال حفل عشاء، في ليلة خسوف للقمر، ترك هواتفهم النقاله مفتوحة على الطاولة، ما كشف أسراراً مثيرة، حول حياتهم الشخصية، أدت إلى شرخ فيى علاقاتهم وانفصالهم جميعاً.
لكن إذا ما كانت الخيانة أحد سمات أخلاقيات هذا العصر في عالمنا الطاعن في الخيانة وهي ليست بالشىء الهين حين تنعدم الثقة، ربما أصبح من المجدي مناقشة كيفية التعامل معها وهل بالإمكان غفرانها أم لا، بدلاً من الإصرار على نكرانها أو تبريرها.

• الإخلاص لا يطلب، إن في طلبه استجداء و مهانة للحب فإن لم يكن حالة عفوية، فهو ليس أكثر من تحايل دائم على شهوة الخيانة و قمع لها .. أي خيانة من نوع آخر. – أحلام مستغانمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى