ثقافة

أخاف أن أرتمي في أزرق بحرك سيدتي

أخاف أن أرتمي في أزرق بحرك سيدتي …فتغزقينني فيه بسحرك ثم تهربين مني وتتركينني وحيدا في لجته أصارع الأمواج العاتية …
وأنا مللت يا حبيبتي من قصص العشق والغرام لأنني أجد نفسي فيها دائماً الضحية ودوما أكون فيها الخاسر الوحيد….؟
ولذا فأنا أريد أن تكون ملحمة حبي معك مختلفة تماماً عن غيرها من الملاحم التي خضتها في حياتي…
أريدها أن تكون سجالا بيني وبينك ،تضحية بتضحية ،وعطاء بعطاء،ولست أطلب منك المستحيل أو أطالبك بالمقابل لأن الحب ليس من قانونه وطبعه أن يشترط المبادلة…وأن المحب لاينتظر المقابل من محبوبه ومعشوقه….
وإنما هو خوفي الدائم من المجهول ومن تراكمات انهزاماتي وانكساراتي العاطفية السابقة جراء مطاردتي للسراب ولهثي اللامنتهي خلف أطياف الخيال…إذ كنت أسفح أشواقي وأسكب كؤوس الحنين، وأحترق بجمرات الإلتياع،وأقطع المسافات في صحاري الضياع ….مطاردا غزلانها البرية التي لاتطالها سهام العاشقين بسهولة ولاتكون أبدا في مرمى نبالهم ولا في متناول أيديهم ….
نعم كنت أعشق وأهوى وأغرق في لجج الغرام وأسكر من كؤوس الهجر حتى الثمالة…ودون أن أغرق معك في تفاصيل حكايات عشقي السابقة….
وأضيع وقتي في البكاء على أطلالها….
فأنا أريد منك أن تكوني لي هدية السماء التي سوف تنسيني الماضي بكل جراحاته وآلامه….
وأن أرى المستقبل في عينيك وأطل عليه من زاويتيهما الزرقاوين صديقتي وأن أبصر تلك الصحاري القاحلة الجرداء خضراء معشبة معكوس عليها لونهما السحري الفاتن ….أريد أن تفوح علي الأرض كلها بعاطر أريجك الزكي وأن تكتسب ورود الدنيا بأسرها عبقه حتى لا أشتم فيها غير عبيرك سيدتي….
كما لو أن الشمس استجابت لندائي واستعارت من محياك لونا لإشراقتها واصطبغ شعاعها بقمحية لون بشرتك التبرية العسجدية صديقتي…..
فيا حبذا لو تأتيني مذعنة مستسلمة لسلطان الحب وجبروته ،وأن تتحملي كل جنوني وطيشي وحماقاتي في الغرام …لأنني عندما تجتاحني موجات الهوى …أنسى نفسي وأصبح كطفل صغير يتصرف بعفوية وجنون ،يهوى المغامرة ولا يخشى من الغرق أبدا…..
بقلم الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى