الحلم لايحتاج الى شروط، الأمل يحتاج الى شروط
د. صلاح حزام
الانسان يملك الحق في ان يحلم كما يشاء سواء في نومه او في يقظته. ليست هناك قيود او شروط ينبغي توفرها قبل ان يحلم المرء.
اما ان يكون له أمل فتلك قضية مختلفة، حيث أن الأمل يحتاج الى توفر الاسباب التي تجعل الأمل قائماً.
الانسان يحلم بالموتى لكنه ليس لديه أمل بعودتهم الى الحياة ثانيةً.. مثال الموتى مثال لايقبل النقاش، كما انه يقدّم الفكرة بشكل واضح جداً.. في الحياة، توجد الكثير من الحقائق القاهرة التي تشبه حقيقة الموت .
ما دفعني لكتابة هذا المقال، هو سؤال وجهه لي صديق عربي كنت معه في أحد المقاهي، حيث سألني:
هل هنالك أمل في ان يتعافى العراق ويخرج من محنته المستعصية؟
كان ذلك الصديق يحب العراق ويتابع اخباره ويقلق عليه.
اجبته بأني لا أملك من الاسباب مايدعوني الى ان يكون عندي أمل !!
سألته بدوري: من اين يأتي الحل والتعافي؟؟
من الداخل؟
الوضع الداخلي يزداد صعوبة والفرقاء يزدادون شراسة ولغة التهديد هي سيدة الساحة.
المجتمع يزداد فرقةً ويتشبث بمفاهيم الثارات القديمة البالية وينغمس بهدوء في لعبة الفساد، كلٌّ من موقعه!
الناس تلجأ الى العشيرة بدل الدولة، وهذا ارتداد عن الديمقراطية وعن الحكم المدني الحديث.
انهم يلوذون بعشائرهم في الحق والباطل!!
اصبحت أداة العشيرة وسيلة مناسبة لابتزاز الناس من خلال الفصل العشائري لاتفه الاسباب..
يعيدون انتخاب الرجل الذي قال بلسانه انه أخذ رشوة!!
وهنالك الكثير الذي يمكن استحضاره كأمثلة .
اما خارجياً، فمن هي الجهة التي لديها استعداد لمعاونة العراق في النهوض؟ ولماذا؟
دول عديدة تحصل على كل ايرادات العراق النفطية تقريباً باشكال مختلفة اهمها تصدير كل شيء لهذا البلد الذي تم منعه من النهوض.
سياسياً وعسكريأً اصبح البلد مشلولاً وتحوّل الى ساحة مواجهة مفتوحة للعديد من الجهات تستخدمها لتصفية حساباتها وتاخذ منه ماتريد دون حساب لان العراق أصبح خزنة أموال مرمية على قارعة الطريق.
العديد من الناس كانوا يأملون خيراً من وراء الانتخابات الاخيرة، لكن آمالهم كانت بدون أساس، لذلك فانها كانت مجرد أحلام لاسند لها.
انظروا ماذا يحصل الآن عقِبَ تلك الانتخابات التي لايؤمن بها أحد من المتسلطين.
قلنا لهم قبل الانتخابات: من أين يأتي الأمل؟
من قوى ديمقراطية عريقة مؤمنة بالتغيير الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة؟
من مرشحين عظماء؟
من برامج لافتة ممكن التعويل عليها؟
من مجتمع قادر على النزول بالملايين الى الشوارع؟
هذه فترة مظلمة جديدة قد تمتد الى خمسمائة عام أخرى
د. صلاح حزام