أمن وإستراتيجية

الحرب بأدوات بسيطة عادية

ملاعب الحرب 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

نواصل في هذا الفصل البحث في مسألة الحرب بأدوات عادية ، بسيطة ، هي في متناولنا جميعا أو أن باستطاعة واحدنا الحصول عليها . فهذه المسألة تهمنا إلى أبعد الحدود كونها طبعت بطابعها بوجه خاص ، الحياة المجتمعية و السياسية في البلاد السورية و بلاد ما بين النهرين منذ نهاية الحرب العالمية الأولى و إلى الآن . من البديهي أن المقصود هنا هي القضية الفلسطينية و المأزق الخانق لذي أوقعت فيه هذه الأخيرة شعوب المنطقة العربية من أقصاها إلى أقصاها ، دليلا على أن أبعادها الحقيقية تتعدى جغرافية فلسطين .

لا نجازف بالكلام أن الولايات المتحدة الأميركية تتبني ما يمكننا نعته بالمشروع الإستعماري الصهيوني ، هذا يتضح دون لَبْس في السياسات الأميركية المتبعة في المنطقة العربية ، التي تعكس رابطة و ثيقة بين الولايات المتحدة من جهة ودولة إسرائيل من جهة ثانية ، إلى حد أن بعض المحللين يذهبون إلى القول بان هذه الأخيرة هي في الواقع توأم لإسرائيل ثانية ، تتساوى معها في عدد السكان ، كائنة في الولايات المتحدة نفسها .

لن نطيل في هذا الموضوع فنحن لسنا بصدده ، نكتفي بالإشارة إلى معطى غريب إلى درجة الإدهاش ، فحواه أن دولة أسرائيل اعتادت بين الفينة و الفينة ، على شن حرب ضد الدول العربية المحيطة بفلسطين ، بدعم معسكر الدول الغربية ، في حين أن أنظمة الحكم في الدول العربية ترضخ بشكل من الأشكال للولايات المتحدة الأميركية ألتي تقود ذلك المعسكر و ترسم خطته . بكلام آخر نحن حيال حالة إنكار عبثية ،تتمثل بالولاء لأميركا و العدواة اللفظية لإسرائيل .

ننتقل بعد هذه التوطئة إلى الحرب في أوكرانيا ، كونها ذات صلة في أغلب الظن بالحروب التي اشتعلت في العقود الزمنية الأخيرة ، في بلدان العرب ، بدءا من الجزائر والعراق و لم تخمد نيرانها بعد . لنقول أن ما يجري على الساحة الأوكرانية ، هي في الواقع حرب على روسيا ، فا لحرب على هذه الأخيرة تحتاج إلى ساحة ثالثة ، لان مهاجمتها مباشره مستحيلة كونها دولة نووية . المعلوم أن الدول النووية تتقابل عسكريا ، في ساحة ثالثة تتجسد فيها نتيحة المباريات . ربحا أو خسارة أو تعادلا .

السؤال هنا يتعلق بمصلحة سكان البلاد التي تجري فيها المباريات المشار إليها، ما هو دورهم فيها و هل يملكون حق قبول أو رفض استقبال الفرق التي ترسلها الدولتان النوويتان للإحتراب فيما بينهما . فمن البديهي في هذا السياق أن المسألة تتطلب النظر في العلاقة التي تربط سكان هذه البلاد ، أو بالأحرى دولتهم و نظام الحكم فيها ، بالدولتين النوويتين المتحاربتين ، تبعية أو استقلالا ، هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن هذا كله يقودنا إلى التفكر في موضوع الدولة في البلاد عندما يكون وجودها مهددا من قبل دولة نووية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى