أحوال عربيةأخبار العالمأمن وإستراتيجية

الحرب الاسرائيلية_الايرانية

اسراء حسن

يبدو ان حرب اسرائيل السيبرانية ضد مفاعلات ايران النووية قد بدات تاخذ ابعادا اوسع واخطر، ياتي ذلك من منطلق تصور القادة الاسرائيليين ان تخريب تلك المفاعلات من الداخل في سلسلة من الهجمات الالكترونية الدقيقة والمجهولة المصدر ستقوم بالمهمة المطلوبة في اختراق البرنامج وتعطيله بسلسلة من العمليات المفاجئة والموجعة كبديل اوفر تكلفة واقل مخاطرة، وتكون اسرع مردودا من شن حرب كبيرة مباشرة على تلك المفاعلات، فهم باجهزة مخابراتهم واذرعها الطويلة الممتدة في كل مكان اكثر من برعوا في تنفيذ مثل هذه الاختراقات والهجمات الدقيقة علي اهداف استراتيجية خارجية بمثل هذه الخطورة والحساسية الأمنية، ولهم سوابقهم الكثيرة التي تشهد لهم…
صار جليا ان كل تلك التحركات والتهديدات والانذارات الاسرائيلية لايران، لا تعدو ان تكون عرض اعلامي موجه للداخل الاسرائيلي لتطمينه والدليل على ذلك هو انه لو كانت جادة وحقيقية ، لاخذت منذ وقت طويل طريقها الى التنفيذ في سرية تامة ودون حاجة تدعو للاعلان عنها واحراج نفسها بالتهديد بحرب لا تقدر على تحمل تبعتها.
كما ان ايران من كثرة ما سمعته من التهديدات الاسرائيلية ، أصبحت لا تعيرها اهتماما، طالما انها قادرة علي حماية مفاعلاتها ، وتمتلك باسلحتها قدرة الرد الصاعقه على اي هجوم عسكري عليها، قد يكون فوق طاقة اسرائيل على احتماله وتحسب له كل الحكومات الاسرائيلية الف حساب
بالإضافة إلى ما سبق تواصل إسرائيل الضفط على الادارة الامريكية الحالية بشان ما يجب ان يكون عليه موقفها، ومن الواضح أن ايران تحمل مفاجآت مباغتة ضاعفت الرعب واربكت الحسابات الامريكية حيث تتعامل بطريقة خاصة من خلال التطور عسكريا ونوويا وأمنيا، والتحالف مع قوى عظمى صاعدة، ودعم اذرعها العسكرية الضاربة في أكثر من دولة عربية وشرق أوسطية..
في الأيام القليلة الماضية كشفت ايران عن تمكنها من اختراق الهاتف المحمول لرئيس الموساد ديفيد بارنيع للمرة الثانية، كذلك إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق ناهيك عن تلكؤها لأكثر من أسبوع عن الرد الأمريكي وما تضمنه من مقترحات على الصيغة النهائية الأوروبية للاتفاق النووي المقترح مع أمريكا، وجاء ثمرة 16 شهرا من المفاوضات غير المباشرة في فيينا، وتشير كل الدلائل ان الرد الإيراني سيتضمن مجموعة جديدة من الشروط لكسب الوقت وتجنب التوقيع في نهاية المطاف، فالوضع الحالي يناسب ايران اكثر.
ان طبيعة الظروف المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط حاليا والتي لا تسمح باثارة حرب كبيرة جديدة فيها لما قد تنطوي عليه مثل هذه الحرب من مخاطر تدميرية هائلة غير معلومة المدى …. وعلينا ان نتوقع المزيد من الهجمات الاسرائيلية على مفاعلات ايران النووية بعد ان تكون قد حددت اهدافها وانتهت من وضع سيناريوهات ضربها بدقة شديدة وفي توقيتات مفاجئة وحساسة ليبقى الفاعل مجهولا كما في كل مرة…ولتبقى ايران عاجزة عن الرد ، ربما لعدم امتلاكها الادلة الكافية او لعدم امتلاكها القدرة على الرد الموجع ، وهو الاحتمال الارجح…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى