أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

الحرب الأمريكية الدّائمة على عدّة جبهات

الطاهر المعز

يبدو الأمر ظاهريا وكأن أوكرانيا في حالة حرب دفاعية ضد روسيا، والواقع أن الولايات المتحدة خطّطت لهذه الحرب من خلال استفزاز روسيا، على حدودها، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، في جورجيا ثم في أوكرانيا، فضلا على دُوَيْلات بحر البلطيق، والولايات المتحدة في حالة حرب ضد روسيا، من خلال حلف شمال الأطلسي، وضاعفت في نفس الوقت من الاستفزازات والمناورات العسكرية في المناطق البحرية القريبة من الصين، وتتحكم الولايات المتحدة وتُسيْطر على نظام الحكم في أوكرانيا سيطرة كاملة وتخوض هذه الحرب – التي لا تُشكل أوكرانيا وشعبها سوى أداةً لها – بمساعدة الدول الأعضاء في الناتو التي تقدم مساعدات مالية وكميات كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا. إنها حرب حتى الموت (موت جنود وشعب أوكرانيا) ضد روسيا والصين للسيطرة على منطقة “أوراسيا” والعالم.
تزود المخابرات الأمريكية باستمرار، جيشَ أوكرانيا، بخطط هجومية وبمعلومات آنية عن تحركات ومخازن سلاح الجيش الروسي، لاستخدام نظام الحكم والجيش في أوكرانيا بمثابة واحد من بيادق الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة على العالم، وتخوض حربًا مُستمرّة ضد القوى الجديدة مثل الصين أو روسيا أو حتى الاتحاد الأوروبي الذي أضَرَّ بمصالحه وخصوصًا بمصالح مواطني أوروبا، بفعل قطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا.
لم تتوقف الولايات المتحدة عن زيادة حجم ميزانيتها العسكرية، بالتوازي مع زيادة عدد المناورات العسكرية في جميع أنحاء العالم، وتعدّدت خلال العقدَيْن الأخيرَيْن في البر والبحر والجو بالمناطق القريبة من روسيا والصين، وتنطلق التدريبات العسكرية الكبيرة “ديفندر 23” بإشراف القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، بداية من 22 نيسان/أبريل 2023، لتدومَ شهْرَيْن كامِلَيْن، في أراضي وأجواء وبحار عشْرِ دول أوروبية، بمشاركة تسعة آلاف جندي أمريكي و 17 ألف جندي من 26 دولة حليفة، مع استخدام 20 ألف قطعة من المعدات والأسلحة، منها سبعة آلاف سلاح قادم مباشرة من مستودعات والثكنات الموجودة بالولايات المتحدة و 13000 سلاح من مخازن قواعد الجيش الأمريكي بوروبا ، وخاصة من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا …
حالما تنتهي هذه المناورات العملاقة، في حزيران/يونيو 2023، قررت الولايات المتحدة الإشراف على مناورة جوية كبرى أخرى في أوروبا باستخدام قاذفات مقاتلة قادرة على إطلاق صواريخ ذات رؤوس نووية، وبذلك تُحَوِّلُ الولايات المتحدة الأراضي الأوروبية إلى معسكر تدريب دائم للحرب ضد روسيا التي طورت بدورها قدرة صواريخها الاستراتيجية من خلال اختبار إطلاق صاروخ باليستي جديد عابر للقارات وقادر على حمل رؤوس نووية… وفي نفس الوقت تزيد الولايات المتحدة من انتشار قواتها العسكرية في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، وهي المنطقة التي تُحَدّدُها وزارة الحرب الأمريكية “من الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى سواحل الهند ..”.
لا شكّ إن روسيا مستهدفة بالمناورات العسكرية الأمريكية في أوروبا فيما تُمثّل الصين هَدَفَ المناورات في آسيا، فقد اعتادت الولايات المتحدة على تحويل المنافسين والخُصُوم إلى أعداء، يجب عزلهم عن طريق الحصار والعقوبات والتشويه الإعلامي وحملات التضليل، وتمويل وتدريب القوى المُعارضة لهم، بالتوازي مع الترهيب والتهديدات العسكرية ، وهو ما فعلته الولايات المتحدة بالوطن العربي، فقد كانت منطقتنا العربية في مرمى نيران الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية وموجة الإستقلالات التي أنْهكت القوى الإمبريالية التي كانت سائدة منذ القرن التاسع عشر ( فرنسا وبريطانيا)، وظَهَر العداء الإمبريالي الأمريكي جليًّا من خلال الدعم الأمريكي غير المشروط للكيان الصهيوني، وكذلك ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي، في الإحتلال العسكري لعدة مناطق أو أقاليم عربية، من قِبَلِ الجيش الأمريكي وحلفائه في الناتو، وبمساعدة من أنظمة عربية، وتُبَرِّرُ الإمبريالية الأمريكية عُدْوانها المُستمر على الشعوب بادّعاء نشر الدّيمقراطية والشفافية والحَوكمة والحريات، ومنذ ثلاثة عُقُود ادعت الولايات المتحدة أن تدمير وتخريب البلدان واحتلالها جزء من برنامجها لِنَشْرِ الديمقراطية، وسبق أن قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت، في تصريح علني ” يَهُون قتل 500 ألف طفل عراقي في سبيل الديمقراطية”. أما جيك سوليفان (مستشار الأمن القومي الأمريكي للرئيس جو بايدن منذ يناير 2021) فقد كتَبَ إلى رئيسته في وزارة الخارجية آنذاك، هيلاري كلينتون، في رسالة بريد إلكتروني في شباط/فبراير 2012: “القاعدة في صفنا وحليفتنا في سوريا”، وما هذه الجرائم في سوريا والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها سوى نماذج من جرائم الولايات المتحدة التي ارتكبت أسوأ الجرائم في التاريخ، منذ إنزال المستوطنين الأوروبيين في شمال القارة الأمريكية، بنهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، ثم في أمريكا الجنوبية لتكمل ما بدأه المستعمرون القادمون من إسبانيا والبرتغال، وفي آسيا وأشهر هذه الجرائم الحرب في فيتنام، وقبلها إلقاء قنابلها النووية في آب/أغسطس 1945 ضد شعب اليابان، وهي قنابل ساهم علماء من ألمانيا النازية في تصنيعها… لقد صَمَّمَت الولايات المتحدة ونفّذتْ عشرات الإنقلابات والمذابح في جميع أنحاء العالم، ونشرت معلومات كاذبة، وأنشأت ميليشيات فاشية، وما إلى ذلك، ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، قامت الولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو بتهميش الأمم المتحدة التي أسّسَها الفريق المُنتَصِر في نهاية الحرب العالمية الثانية، وأطلقت الولايات المتحدة العنان لحرب دائمة تزرع الموت والإرهاب والدمار والتشريد القسري لعشرات الملايين من الناس، بهدف ضمان هيمنتها العسكرية وسيطرتها على اقتصاد العالم، عبر الدّولار الذي تسْندُهُ القوة العسكرية.
شكّل انهيار الاتحاد السوفييتي ( الذي ساهمت بحدوثه الولايات المتحدة إلى جانب الخلل الدّاخلي للإتحاد السوفييتي) فرصة للولايات المتحدة للسيطرة على العالم بالقوة مع تمتيع قادتها السياسيين والعسكريين وجواسيسها وشركاتها بالإفلات التام من الملاحقة ومن العقاب، فيما ينحني الحلفاء الأوروبيون، حتى لو كانت مصالحهم على المحك، فقد بَرَّأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الولايات المتحدة ، من تهمة تدمير خط أنابيب الغاز “نورد ستريم”، رغم بعض الأدلّة، وقالت: “… طوال وجودها ، لم ترتكب أمريكا أي انتهاك للقانون الدّولي، ولو مرة واحدة، منذ نشأت، ولم ترتكب أبدًا أي أفعال تتعارض مع القانون الدولي، فلا تشوب سمعة الدولة الأمريكية أية شائبة تسمح لنا بتصديق ما يُنْسَبُ لها… “، لكن تُشير الوقائع أن الولايات المتحدة ارتكبت أو أثارت وساندت جرائم في غواتيمالا وبنما والسلفادور وإندونيسيا وماليزيا وإيران وأفريقيا الجنوبية خلال فترة حُكْم الميز العنصري، وعشرات البلدان الأخرى، ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي تغيّرت بعض التكتيكات والخطط، ولحق الضّرر قارة أوروبا، فقد تم ارتكاب انتهاكات جسيمة خلال الحروب في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والصومال إلخ، وارتُكِبَتْ هذه الجرائم ضد الإنسانية باسم نشر الحُرّيات والدّيمقراطية، ولا تزال جميع هذه الجرائم بلا عقاب حتى يومنا هذا.
في تشرين الثاني / نوفمبر 1990 ، وافق كونغرس الولايات المتحدة على التمويل المباشر لجميع التشكيلات “الديمقراطية” الجديدة في يوغوسلافيا، وهي في واقع الأمر تشكيلات فاشية تتبنّى تراث بعض القادة العُملاء الذي ساعدوا إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية لاحتلال أوطانهم، مما شجع هذه النزعات الانفصالية الجديدة على محاربة الدّولة الإتحادية، وكانت ألمانيا، النازية سابقا وذات النفوذ الاقتصادي الحالي في منطقة البلقان قد سارعت إلى الإعتراف من جانب واحد، في كانون الأول/ديسمبر 1991، بانفصال كرواتيا وسلوفينيا، وفي كانون الثاني/يناير 1992، اعترف الفاتيكان ثم أوروبا ( كانت مُكَوّنة آنذاك من 12 دولة) بهاتين الدولتين الجديدتين من يوغوسلافيا السابقة، قبل إثارة الولايات المتحدة وأوروبا (وحلف شمال الأطلسي الذي لم يتم إنهاء وجوده بانهيار الإتحاد السوفييتي) حربًا انفصالية باسم فصل الأثنيات والأديان، في البوسنة والهرسك ثم في كوسوفو، وهي الحرب التي قدمتها وسائل الإعلام والدبلوماسية الأوروبية والأمريكية على أنها عرقية ودينية، وكانت شبكات وكالة المخابرات المركزية مسؤولة عن توجيه الأسلحة وتمويل هذه السلسلة من الحروب وتدريب عناصر المليشيات، خلال سَنَتَيْ 1998 و 1999، وساعدت “جيش تحرير كوسوفو” (UCK ) على الظهور كحركة تحرّر وطني، وما هو سوى مجموعات من المرتزقة تمكنت من استغلال بُؤْس المواطنين لتجنيدهم في هذه الحرب القذرة، وفيما بَعْدُ ذكر عملاء وكالة المخابرات المركزية أن التحضير لتدمير وتفكيك يوغوسلافيا بدأ منذ العام 1988، ولما انطلقت الحرب وتفكّكت يوغسلافيا، عينت الولايات المتحدة (سَنَتَيْ 1998 و 1999) عملاء وكالة المخابرات المركزية كمراقبين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتحقق من “وقف إطلاق النار”، واستغلُّوا هذه الصّفة لتقديم الأسلحة ووسائل الإتصال والمال إلى قيادات الميليشيا الفاشية لجيش تحرير كوسوفو الذين كانوا على اتصال دائم ومباشر مع الناتو ومع هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي، ونَفّذَ جيش تحرير كوسوفو هجمات دموية وارتكب مجازر ضد الصِّرْب واختطف وقتل آلاف المدنيين الصرب، بعد قبْض مبلغ الفِدْية أحيانًا …
كان عدوان يوغوسلافيا وتفكيكها تمريناً، سبق تدمير الدول وتقسيمها مثل أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن ودول أخرى، ثم تطورت الأساليب، فبدأت الولايات المتحدة في شن حروب بالوكالة، وتثبت العديد من المعلومات والوثائق أن واشنطن زودت منظمة “القاعدة”، ثم داعش والنصرة ومليشيات العشائر الكُرْدِية وغيرها، بدعم لوجستي كبير، تضمّن أسلحة وذخائر ووسائل لوجستية، ومعدات اتصال متطورة إلخ.
تزعم وثيقة رسمية للبنتاغون بتاريخ 12 آب/أغسطس 2012 (رفعت عنها السرية منذ سنة 2015) أن هناك “إمكانية إقامة إمارة سلفية في شرق سوريا، وهذا بالضبط ما تريده القوى الداعمة للمعارضة، لعزل النظام السوري الاستراتيجي. مؤخرة التمدد الشيعي (العراق وإيران) “، بحسب هذه الوثيقة، وفي نيسان/ابريل 2013، تم تشكيل داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام )، والتي أعلنت نفسها “دولة الخلافة الإسلامية”، وفي أيار/مايو 2013، بعد شهر واحد من هذا إعلان تأسيس داعش، التقى “الخليفة” أبو بكر البغدادي في سوريا بالسيناتور الأمريكي جون ماكين، زعيم الجمهوريين الذي كلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بتنفيذ عمليات سرية نيابة عن الحكومة الأمريكية، وبعد هذا اللّقاء حصلت داعش على التمويل والأسلحة ووسائل الاتصال من الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك دويلات الخليج التي أغرقت منظمات إرهابِيِّي سوريا بالمال والسلاح وبالمقاتلين من الشاشان (روسيا) ومن شمال الصين ومن فُقراء العرب والعَجَم، ونشرت وسائل الإعلام السّائد نماذج من الرُّعب والفظائع التي ارتكبها إرهابيو داعش (قطع الرؤوس ، …) على نطاق واسع في الصحف والتلفزيون ووسائل الإتصال الإلكتروني، بهدف خَلْق رأي عام مُؤيّد وداعم للتدخل المباشر للجيش الأمريكي (وحلفائه) في العراق وسوريا، بذريعة “محاربة الإرهاب”، لكن الوقائع تُثْبِتُ كذلك (من خلال الوثائق الرسمية الأمريكية أو “التّسْرِيبات” ) أن “الدولة الإسلامية” – التي ولدت في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي – هي سليل مباشر للقاعدة التي أنشأتها الولايات المتحدة في أفغانستان، فقد أكّد أكد المدير السابق لوكالة استخبارات الدفاع أي الإستخبارات العسكرية (DIA) مايكل فلين، في آب/أغسطس 2015، أن قرار دعم ظهور دولة إسلامية على الحدود السورية العراقية كان قرارًا سياسيا اتخذه البيت الأبيض، وهو قرار مدروس من قِبَلِ استراتيجِيِّي الولايات المتحدة، من الحِزْبَيْن، ليتم بعد ذلك تنفيذ قرار تمويل وتسليح وتدريب “جهاديي” القاعدة (الإرهابيين) الذين سيخلقون داعش والنصرة لمواجهة النظام السوري، كوكلاء، نيابة عن الولايات المتحدة، بحسب تصريحات نقلتها آنذاك صحيفة “ديلي ميل”، وأصبحت المعسكرات الأمريكية في العراق (منها معسكرات الإعتقال) مراكز لتجنيد واختيار وتدريب عشرات القادة الرئيسيين لداعش الذي تم تحويلهم إلى إرهابيين متطرفين في معسكر بوكا بجنوب العراق، وزعم بعض أعضاء داعش في شريط وثائقي بثته شبكة سي إن إن أنهم تلقوا تدريبات من قبل ضُبّاط “مكافحة الإرهاب” في معسكر بلاك ووتر في نورث كارولينا، بفضل برنامج الأمن الدبلوماسي الأمريكي، وأكَدَ هذه المعلومة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية … تزامن إنشاء هذه الميليشيات الإرهابية مع القصف الأمريكي الإجرامي الذي استهدف المدنيين في العراق وسوريا، الأمر الذي عزز داعش والميليشيات المختلفة التي تقاتل الحكومة السورية، وأقام الجيش الأمريكي ( وحُلفاؤه) قواعد عسكرية على الحدود بين العراق والأردن وسوريا، وكذلك في مواقع إنتاج النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة، بهدف خَنْق الإقتصاد السوري وحرمان السوريين من إنتاج وطنهم، وتستخرج شركات أمريكية متعاقدة مع الجيش الامريكي النفط الخام، يوصلها الجيش إلى إقليم كردستان العراق لتصفيتها قبل استخدامها لاحتياجات الجيش الأمريكي وحلفائه مثل الميليشيات الكردية في سوريا، وفضلا عن الجيش الأمريكي تُساهم قوات ألأخرى في احتلال مناطق عديدة من سوريا، منها تركيا، كما يشارك مئات المتخصصين من قوات النخبة البريطانية ( Sas er Sbs ) في احتلال سوريا وفقًا لموقع صحيفة ديلي ستار، إلى جانب الوحدات الأمريكية والألمانية والفرنسية. أما قيادة العمليات فتوجد على متن سفن الناتو في ميناء الإسكندرونة (الأراضي السورية التي منحتها فرنسا لتركيا عندما احتلت سوريا من سنة 1918 إلى سنة 1946) وبها مراكز عمليات متعددة الإختصاصات، وبها عملاء وكالة المخابرات المركزية الذين يشرفون على عمليات شراء وتسليم أسلحة للجماعات الإرهابية…
هذه عينات من المخاطر التي تثيرها الهيمنة الأمريكية التي لم تَجِدْ من يردَعُها، ونظرًا للتّغَوُّل الأمريكي، يستبشر البعض ببروز الصين كمنافس – وإن كانت قوة الصين صغيرة مقارنة بالقوة العسكرية والمالية الأمريكية – يدعو إلى عالم متعدّد الأقطاب، بدلاً من القطب الواحد الذي تتزعمة الإمبريالية الأمريكية، وقد بدأت تظهر مُؤشِّرات الإنحدار الأمريكي، وهو انحدار بطيئ، قد يدوم عُقُودًا وربما قَرْنًا، ولا يضمن انحدار الولايات المتحدة أو حتى أفولها إنهاء الإستغلال الطبقي واضطهاد الشعوب والأقليات ولا يضمن حل قضايا الشعوب الواقعة تحت الإحتلال، مثل الشعب الفلسطيني، لأن الصين أو روسيا أو غيرها قوى رأسمالية تعمل على احتلال مكان الولايات المتحدة، وربما تستنسخ سياسات وممارسات الولايات المتحدة، التي فرضتها درجة تطور النّظام الرأسمالي، وهو رمز الإستغلال والإضطهاد والإحتلال والهيمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى