أحوال عربيةأمن وإستراتيجية

الجو العسكري الساخن في جنوب لبنان

حسن خليل غريب

مدخل لضخ الحياة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية
إنطلاقاً من كارثية الحرب على كل من لبنان والكيان الصهيوني، يمكننا اعتبارها مقدمة لتحليل ما سوف يجري بعد استقدام العدو الصهيوني حفارة للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش. ومن هذا المنطلق، ولكي نقترب أكثر من التحليل السليم لا بد من استحضار الحقائق التالية:
1-بما لا شك فيه يُعتبر التوازن الاستراتيجي بامتلاك الصواريخ حتى القصيرة المدى عاملاً مهماً في ردع العدو الصهيوني من القيام بمغامرات عسكرية ضد لبنان.
2- من زاوية مبدئية وطنية نعتبر أن ترسانة الصواريخ يجب أن تكون سلاحاً بيد الدولة اللبنانية، التي عليها الإشراف على إدارة استخدامه دفاعاً عن سيادة لبنان.
3-نعتبر أن الجهة الفئوية التي تمتلكه لا تريد أن تضعه بيد الدولة اللبنانية لكي يبقى قرار استخدامه ممسوكاً من القوة الإقليمية التي أنفقت عليه بسخاء.
4-ليست للدولة اللبنانية سلطة باتخاذ قرار الحرب والسلم، وإنما القرار ممسوك بإرادة أميركا وإيران. بحيث تستخدمه إيران ورقة ضغط في المواجهة مع أميركا في أكثر من ملف في الوطن العربي، وفي المقدمة منه ملف الأمن القومي العربي.
ولأن إضعاف إيران انطلاقاً من سلخ الملف العراقي من أيديها إضعاف لمشروعها التوسعي في الوطن العربي. كما هو حاجة قومية عربية لحماية الأمن القومي العربي، يُعتبر هدفاً أميركياً مرحلياً لاستعادة الهيمنة على ثروات العراق من جهة، ولأن في خسارة إيران الملف العراقي يؤدي إلى إضعافها في ملفات المنطقة الأخرى من جهة أخرى، تعمل إيران لاستخدام ترسانة صواريخ حزب الله ليس من أجل مصلحة لبنان، بل من أجل حماية مصالحها الاستراتيجية التوسعية، فهي يمكنها المساومة عليه من أجل الحصول على مكاسب في ملفات أكثر أهمية، خاصة في المفاوضات الدائرة في فيينا حول الملف النووي الإيراني خاصة أنها وصلت إلى حالة حرجة.
ولحاجة كل منهما للآخر في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، فهما يستخدمان الآن وسائل عسكرية لا تؤدي إلى صدام واسع بينهما، فلا يبدو أن المشهد الحالي في لبنان سيتطوَّر إلى أكثر من استخدام الخطاب العسكري الساخن.
ولذلك نرجِّح أن استقدام حفارات النفط من قبل العدو الصهيوني إلى المياه البحرية في حقل كاريش، ليس أكثر من أداة ضغط لإعادة إحياء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني، وذلك لأنه في استخراج الغاز في المتوسط يُعتبر حاجة للدول الغربية، بعد تقييد وصوله إليها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى